تاريخ نشأة الرأسمالية والاقتصاد السياسي للعولمة

محمود جودت محمود قبها

تقرير: محمود جودت محمود قبها

الاقتصاد السياسي للعولمة وكيف تغير وفي أي اتجاهات لكنه بقي يلعب نفس الدور المحوري في علاقات الدول، بنجيب ناس مُختصين لإنه بكون بالنسبة الك استنفذت كمُدرس فبدك تشوف حدا غيري، يعني ما بزبط أعملك أنشطة وبرضه أحكيلك، فبنجيب ناس مختصين مثلًا يحكولك عن الأبعاد السياسية الاقتصادية لاتفاقية “أوكوس” اللي وقعتها الولايات المتحدة وبريطانيا واستراليا، غير أبعادها الأمنية وأبعادها الجيوسياسية الهائلة بالنسبة للنظام الدولي لكن لها أبعاد تتعلق بالاقتصاد السياسي تتعلق ببيع الأسلحة وأن الاقتصاد السياسي معولم من يوم ما تحول لاقتصاد سياسي لبيع الأسلحة والأنظمة الأمنية، وهذا تحول جوهري في حركة راس المال، بحيث إنه اليوم رأس المال لم يعد رأس المال الصناعي، ولا حتى رأس المال التكنولوجي لوحده هو اللي بمثل العظمة الرئيسية في الاقتصاد الرأسمالي، اللي صار يشكل العظمة الرئيسية في الاقتصاد الرأسمالي اليوم هو تجارة السلاح ومنظومة الأمن، وهذا مربوط بعالم التكنولوجيا، هذا تحول مهم جدًا، على سبيل المثال أشار أحد التقارير على قناة الجزيرة، انه مارك زوكربيغ خسر خلال (6) ساعات (7) مليار دولار، وأن عدد المُستخدمين للفيسبوك حول العالم تقريبًا 221 مليون شخص، بالتالي لم نعد نتحدث عن مُجرد وسيلة تواصل اجتماعي، بل عن لاعب مُهم في الاقتصاد السياسي المُعولم، ومهم في الحياة السياسية، وليس مجرد فيسبوك للفضفضة، فالفيسبوك اليوم تسبب في أزمة سياسية عندما تعطل، روسيا تطالب بفرض سياسة على الانترنت، أوروبا تطالب برقابة أكثر ووسائل بديلة عن فيسبوك، وهذا شيء كبير يحصل في العالم، ولذلك نركز بأن نعمل منتدى خاص عن هذا الموضوع، وهو كيف تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي على تغيير المعنى السياسي، والديمقراطية، وعلاقات الدول، والاقتصاد السياسي، هناك أيضًا تقنية في عالم الإنترنت اليوم تُسمى Blockchain وهي أنه بإمكانك ممارسة الديمقراطية التمثيلية والانتخابات وإلخ والتصويت وجماعات الضغط والأحزاب السياسية، وتستطيع اليوم عمل كل شيء دون أي رقابة على العالم الافتراضي.

الدولة تاريخيًا وحتى اليوم، وجودها المُؤسسي ووجودها السلطوي ليس عبارة عن مجرد أنه هناك فئة اجتماعية في لحظة ما في التاريخ في القرن السادس عشر في أوروبا ارتأت أن الشكل الأمثل للحياة السياسية هو الدولة التي تقوم على مجموعة من البشر مُتشابهين واللي هي الدولة القومية، لكن في صلب تكون الدولة هو ما يعرف تاريخيًا باسم نشوء الدولة المركزية، حيث إنه عندما بدأت أوروبا تخرج من عهد الإقطاع، اللي أخرج أوروبا من عهد الإقطاع هو ليس التطور السياسي والاجتماعي، هو بشكل أساسي التطور الاقتصادي بمعنى أنه بدأ يتبلور لدينا فئات في المجتمع على ضوء تطور عمليات الإنتاج أصبح لدينا أسواق وتجار وتراكم لرأس المالي (فئة اجتماعية جديدة هي البرجوازية وهي صاحبة مشروع الدولة القومية) بمعنى أن الدولة وجدت بالاصل كأداة بيد فئة اجتماعية ناشئة وصاعدة وبدأت تمتلك مزيد من القوة مقابل القوى الاجتماعية الاخرى بحكم دورها في عملية الإنتاج والاقتصاد ورأت أن الشكل الأمثل للتنظيم السياسي للدفاع عن مصالحها ولتحويل مشروعها إلى مشروع محمي هو الدولة، ففي الميركنتيلية (الاقتصاد الميركنتيلي) وهو الاقتصاد الذي يقوم على أن الهدف الأول لأي نشاط اقتصادي هو زيادة ثروة وقوة الدولة المركزية، ليس من خلال التبادل التجاري، فالرأسمالية لم تأتي مرة واحدة كالرأسمالية التي نشهدها اليوم، الرأسمالية الليبرالية القائمة على حرية التبادل التجاري وضرورته، وعلى أن الاقتصاد العالمي يجب أن يكون اقتصاد مفتوح في عمليات التبادل من كل الانواع، لا الرأسمالية بدأت مُحافظة جدًا، في العهد الميركنتيلي كانت الدولة هي التي تقوم بكل الأدوار الاقتصادية وتمنع منع قطعي التبادل التجاري وتكون ذواتها بمعزل عن الدول الأخرى، السبب هو أن كل الدول التي كانت ناشئة في حينه قائمة على هذه الفئات الاجتماعية التي همها الأول والأساسي هو بناء .

هو أن الدولة في بداية نشوئها يجب أن تكون قوية وأن تكون مركزية وصارمة وتراكم قوتها الاقتصادية والعسكرية، السبب أن هناك أسباب سياسية، أن أوروبا في هذه المرحلة في القرن السادس عشر وحتى الثامن عشر كان يحكمها مجموعة قوى أوروبية تتمتع بعوامل قوة، الدول الأخرى يجب أن تمتلك قوى توازيها، نتحدث عن بريطانيا، والنمسا، وروسيا، وبروسيا، وفرنسا، هي الخمس قوى الأوروبية الرئيسية التي كانت تتنافس وبينها ميزان قوى، ولذلك كل دولة من هذه الدول، والدول الأخرى التي وُجدت في أوروبا بعد حروب نابليون، كانت جميعها حروب مركزية، ودول الميركانتيلية بدأت باعتبارها رأسمال تجار وليس رأسمال صناعيين أو رأسمال خارجي، اليوم في مرحلة العولمة من بعد 1990 فإنه وين دور الدولة في ظل اقتصاد معولم وفي ظل إنه أصبح لدي دول في هذا العالم تلعب أدوار اقتصادية فوق الدولة، الشركات متعددة الجنسيات، واتحادات الاتحاد الأوروبي، أو مجموعة دول البريك…إلخ، هؤلاء لاعبين قويين، هل هذا يعني أن دور الدولة القومية أو ضرورة الدولة القومية لم تعد قائمة؟ هذا سؤال يحتاج إلى دراسة، حيث إنه مبتوت فيه أن الدولة تمثل انتصار تاريخي للسوق على الدولة، لعند العولمة ظل بإمكاننا القول أن من يُسيِّر الأسواق ولو من الخلف؟ هو الدولة. وكانت الغلبة دائمًا والتفوق في معركة الدولة مع الاقتصاد بالذات اقتصاد السوق الذي كان يسعى باستمرار أن يتحرر تمامًا من قيود وضوابط الدولة، كانت الدولة دائمًا تتفوق على قوى السوق بالذات في أوروبا، لأن أوروبا هي التي قدمت حلول لمشاكل تتعلق بتوزيع الثروة والمشاكل الاجتماعية المُترتبة على رأس المال، وهي حلول من قبيل الحلول الديمُقراطية الليبرالية والاشتراكات الديمقراطية والاشتراكية الاجتماعية التي تخفف من ضغط السوق على حياة الناس، العولمة تعتبر انتصار .

وخلاصة ما يمكن أن نسميه تطور المرحلة التجارية إلى المرحلة الرأسمالية هي كالتالي:

أولًا: المنتجات لا يمكن أن تصبح سلع إلا عبر المبادلة عبر التجارة، وفي المرحلة التجارية دائرة التبادل تتسع جدًا وحيث إنه لا يعود بإمكان دائرة الإنتاج أن تبقى مستقلة عنها.

ثانيُا: تحويل البضاعة إلى راسمال لا يسيطر على الإنتاج لكنه يسيطر على التبادل، وهذا الأمر الذي يعني أن الإنتاج نفسه بصير يعتمد اعتماد كامل على التبادل، علماً انه بدون إنتاج ما في تبادل ولكن مهما كان لديك انتاج إذا ما كان في تبادل تجاري لن تتطور عملية الانتاج، ولن تتطور تكنولوجيا الانتاج، وما يحدث فعليًا أنه رغم أن الرأسمال التجاري والتاجر هو الوسيط بين المنتج وبين من يشترون، وبدون الإنتاج الوسيط التجاري ما له قيمة، وبدونهم كوسيط تجاري الانتاج لن يتطور، لأنه هم الذين يمكنهم شراء بعد شراء بعد شراء تطور القوى المنتجة و تطور تكنولوجيا الانتاج ولكن بدون عملية التبادل لا يوجد، والتبادل بحاجة لإنتاج.

ثالثًا: يصبح وكأنه العملية الاقتصادية عبارة عن دائرتين منفصلات، دائرة الانتاج، ودائرة التبادل، لكن في دائرة الإنتاج لأنه الإنتاج سلعي أصبح لديه نوع مختلف من تقسيم العمل من العلاقات الاجتماعية وعلاقات الانتاج، بنفس الوقت أصبح بإمكان التجار والحرفيين والفلاحين الذين ينتجون أن يصبح لديه طموح يوصل للتبادل، هو الذي يعمل المنتج، أي أن الجمع بين دائرة الإنتاج ودائرة التبادل هي تطور تاريخ وليست تطور ارتباطي، بمعنى أن اذا كان لا بد لعملية الانتاج أنها تتطور أكثر باتجاه تكنولوجيا متطورة وقوى انتاج أكثر تطورًا وإمكانية تسويق تدر الربح، يجب أن يتم الجمع بين دائرة الإنتاج ودائرة التبادل والذي حصل تاريخيًا أن دائرة التبادل هي التي استحوذت على دائرة الإنتاج.

أصبح صناعي والمنتج الذي أصبح تاجر وبالتالي جمع بين دائرتين، وهنا تغير كل النظام الاجتماعي وأصبحنا نتحدث عن دولة قومية، والدولة القومية هي دولة هذه الفئات الجديدة، التي تريد تجيير الدولة تمامًا لحماية النظام الاقتصادي التجاري الجديد، وهذا حصل بالزراعة وفي الصناعة، أنتج معه البروليتاريا والتي تعني تحويل اعداد من الناس الى سوق العمل المأجور أي العمل بأجر أي أني أصبح انا كعامل الشيء الوحيد الذي قادر على تقديمه في عملية الإنتاج هو جهدي ولكن جهدي لم يعد مجرد جهد فمن يدفع لك اكثر عندما تكون عامل تتوجه اليه، وهذا حصل بحكم أن الزراعة تطورت وأصبح الإنتاج فيها إنتاج سلعي للتبادل فأصبح لدي ارستقراطية تملك وفلاحين لا يملكون فأصبح عامل أجير، ولكنه لا يزال ليس في البروليتاريا بل في المزرعة، ولكن كيف صار بروليتاريا؟

1- عندما فقد أرضه.

 2- وعندما أصبح هناك تطور الإنتاج الحرف الصناعي، وبالتالي أصبح لدي رأسمالية وأصبح لدي طبقة عاملة.

حدث تطورين في فلسطين في القرن الثامن عشر والتاسع عشر، فقد غير التغلغل الأوروبي البناء الاجتماعي والاقتصادي في فلسطين.

باحث في درجة الماجستير في العلوم السياسية والتنمية

اقرأ ايضاً

ازمة العقل في عصر ما بعد الحقيقة

شكرا للتعليق على الموضوع