رامي فرج الله يكتب: وقف مسيرات العودة بين التصعيد وخفض التوتر مع إسرائيل

وجهت حماس بإيقاف مسيرات العودة على السياج الأمني الفاصل بين الاحتلال وقطاع غزة شرقا، وذلك ليتسنى للمفاوضات مع قطر التوصل إلى زيادة نسبة المنحة القطرية لصرف رواتب موظفي حماس.

لكن قطر لم تلب طلب حماس بالزيادة من أجل رواتب الموظفين، وأوضحت لحماس أن هناك توجيهات من الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، بتحسين حياة المواطنين من خلال إقامة مشاريع تشغيلية واستثمارية في المحررات، يتم تشغيل الخريجين والمتعطلين عن العمل، إسنادا لهم في مكافحة البطالة، وتحسين الظروف المعيشية بغزة.

قوبلت توجيهات أمير قطر بالرفض الشديد من قبل قيادة الحركة بغزة، لأنها حماس تريد المال القطري للخروج من أزمتها المالية الخانقة، كما أن قطر بخطوتها هذه تقنن من ضخ أموالها، وتكشف السرقات لصالح الحركة.

حماس لا تستطيع الرجوع عن قرارها بإيقاف مسيرات العودة 2، وقد وضعت نفسها بين ” فكي كماشة “، كما يقال.

تقول صحيفة التليغراف البريطانية في تقرير أعده أحد صحافييها بغزة: ” قرار استئناف مسيرات العودة جاءت لمطالبة رئيس مكتب حماس بغزة، و المتمثلة بإضافة دفعات جديدة إلى المنحة القطرية، و تغيير آلية دخولها من الجانب الإسرائيلي، و استلامها مباشرة من قطر”.

وتضيف الصحيفة: ” من المطالب أيضا زيادة إدخال كميات الوقود إلى القطاع، وزيادة عدد تصاريح العمال”، فيما يؤكد الإعلام الإسرائيلي أن الوقود الذي يدخل غزة يكفيها، بيد أن حماس تسرقها لصالحها.

كما يؤكد الإعلام الإسرائيلي أن إسرائيل وافقت على زيادة تصاريح العمال منذ بداية دخولهم الأراضي المحتلة عام ٤٨، إلا أن حماس وضعت شروطا تعجيزية، لرفض عدد كبير من العمال، وتصنيفهم بالألوان الأخضر، والأصفر والبرتقالي والأحمر.

صحيفة الاندبندنت البريطانية تقول: ” من السيناريوهات المحتملة، تصعيد خفيف من الجانب الإسرائيلي، باغتيال مفاجئ لقائد حمساوي له وزنه و ثقله”، مضيفة:” إسرائيل نجحت في حشر حماس بالزاوية الضيقة، فعلا كلا الاتجاهين سواء استئناف المسيرات أو وقفها فقد بانت الحركة على حقيقتها بأنها غير مؤتمنة على قضايا غزة الشائكة”، لافتة إلى أنها في حال أصدر السنوار قرار مواصلة مسيرات العودة فستظهر حماس بصورة غير لائقة أمام الغزيين ، و كأنها تتاجر بحياتهم المعيشية السيئة لنماء أموال القيادات”.

والملخص:” حماس انكشفت عورتها بأنها تتاجر بالشعب الغزي، وقضيته الحياتية، مثلما وصفها العمادي، و قد وضعت نفسها في موقف محرج، يضيف إلى أزماتها المتعاقبة، الأمر الذي يشير إلى تخبط الحركة وعدم وجود رؤية لحل القضايا الحياتية للمواطنين”.

وهنا، ننصح: ” على حماس أن تسارع بتسليم غزة إلى الشرعية الفلسطينية بغية إنهاء الانقسام من جهة، و من جهة أخرى ، الخروج من أزماتها السياسية و المالية ، و عدم الانتظار  حتى إجراء الانتخابات المحلية ، تغليبا للمصلحة العامة على مصلحتها الحزبية الضيقة”.

اقرأ للكاتب

رامي فرج الله يكتب: الخلافات الداخلية.. هل تطيح بعرش حماس؟

شكرا للتعليق على الموضوع