رامي فرج الله يكتب: الخلافات الداخلية.. هل تطيح بعرش حماس؟

” خلافات حادة ، و مشادات كلامية، نشبت بين قيادات حماس ، وزعيم الحركة في غزة، وبين موسى أبو مرزوق من جهة أخرى”، هكذا وصفت صحيفة وول ستريت جورنال الدولية اجتماعات أبو مرزوق مع قيادات حركته بمدينة غزة، و تضيف الصحيفة:” في إحدى اجتماعاته مع يحيى السنوار،  برر موسى أبو مرزوق مجيئه إلى القطاع لبحث الخلافات الداخلية،  و العمل على لم شمل الحركة ، خصوصا بعد التثبت من أن بعض أبنائها يقودون حراك بدنا نعيش للانقلاب على الحركة بغزة، وفق تقارير وضعت على مكتب السنوار”.

فيما وصفت صحيفة لوفيغارو الفرنسية د. موسى أبو مرزوق:” جاء المراوغ ليلملم شمل حركته”، مبينة أن أبو مرزوق قال في إحدى الاجتماعات العاجلة:” الخطر الحقيقي الذي يداهم حركتنا، ويعصف بها هو الخطر الداخلي، و الذي يحاول الانقلاب داخل الحركة”، على حد قول الصحيفة.

و تابعت الصحيفة ذاتها، أن إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، طلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس الجلوس، والتشاور، من أجل كسب الوقت في ترميم الحركة، بحسب صحيفة لوفيغارو الفرنسية.

أما صحيفة إماراتية فكشفت أن الصراع الذي تفجر بين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وبين رئيس الحركة في غزة، هو خروج إسماعيل هنية من غزة ، وأبنائه،  وقيادات أخرى للخارج بعد قيامهم بنهب الأموال و إخراجها بطرائق مختلفة للخارج.

وتابعت الصحيفة الإماراتية بالقول:” قادة حماس بالخارج يريدون إبعاد السنوار عن المشهد بعد أن تركوه وحيدا في غزة يعاني أزماتها المتتالية من كهرباء و رواتب و غيرها، مما أثقل كاهله”، لكنها استغربت الصحيفة قائلة:” يحيى السنوار بادر قيادات الخارج بنفس الطريقة، متوعدا خلال اجتماعه مع د. أبو مرزوق أن أي خطوة تتخذ من الخارج لإبعاده عن المشهد قد تقابل بردة فعل قوية، لاسيما و أنه يتحكم بكل شئ في غزة”.

صحيفة واشنطن بوست الأمريكية ذكرت في إحدى تقاريرها الإخبارية عن لقاءات د. موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي للحركة، في ثاني اجتماع له، و وصفه  ما يحدث بالحركة بأنه انقلاب داخلي؛ أن ” رئيس حركة حماس بغزة أبلغ الأول سبب غضبه هو اتباع الحركة سياسة جديدة في إعلامها بالتركيز على هنية و نائبه صلاح العاروري، و الإيعاز إلى أذرعها الإعلامية بالهجوم على السلطة الفلسطينية و رئيسها، و قيادتها و على حركة فتح، في محاولة لنقل تجربة الحركة بغزة إلى الضفة”؛ مضيفة أن إعلام حماس يتعمد تجاهل رئيس الحركة بغزة بحجة أنه لا يضيف أي مكاسب لها ، بحسب تعبير الصحيفة الأمريكية.

ورغم ذلك كله، إن زعيم حماس بغزة أبو إبراهيم السنوار أبلغ أبو مرزوق رفضه المطلق بحصر ملف التبرعات للحركة بيد الأخير متفردا، و نقل صلاحيات العمل الإعلامي إلى قطر بموازنة ضخمة تنفق عليه من التبرعات التي تجمع باسم دعم أهل غزة، بحسب أوردته إذاعة BBC البريطانية الأسبوع المنصرم.

صحيفة التلغراف البريطانية كشفت أن ثمة انشقاقات داخل حركة حماس وكتائبها نتيجة تدهور الأوضاع المعيشية والمأساوية في غزة، ينذر بانفجار الغزيون في وجه الحركة، مضيفة الصحيفة:” تقارير حول سوء المعيشة وارتفاع الأسعار أكلتها كتائب القسام، محذرة من أن الضغط يولد الانفجار”.

و تعدى الأمر إلى الضفة الغربية بحدوث انشقاقات في صفوف الحركة، و فق مصادر محلية، وتقارير إعلامية مسربة.

وتوقعت الصحيفة البريطانية سقوط حركة حماس بغزة في الربع الأول من العام المقبل.

وحماس جزء من جماعة الإخوان المسلمين التي أسقط الشعب المصري حكمها، و هي تلجأ إلى استخدام طرائق غير شرعية، متبعة فلسفة ميكافيلي:” الغاية تبرر الوسيلة “.

الإخواني المنشق مختار نوح في برنامج الشاهد على قناة Extra News المصرية الذي يقدمه الزميل الإعلامي المرموق د. محمد الباز يقول:” أي شخص ينتمي إلى التنظيم يعرف جيدا أن الجماعة لا تصلح للحكم”؛ مضيفا:” الجماعة استخدمت الشائعات للانقلاب على مبارك، و افتعلت الأزمات للسيطرة “؛ وتابع نوح:” إن الإخوان المسلمين يعيشون في تفكك، و مآزق،  ومن ينتمي للجماعة من فروعها في الوطن العربي،  ينتهج سياستها في إسقاط الأنظمة من أجل نهب و سرقة مقدرات شعوبها، و سيحدث لها ما حدث للتنظيم في مصر”.

 إن زعيم حركة حماس بغزة عليه أن يحارب الفساد، والظلم، وينظر إلى الفقراء.

” و أتوقع أن يسقط عرش حماس في نهاية العام الجاري بناء على ما تقدم من معطيات، ومصداقا لقوله تعالى:( و ما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون)”.

وخلاصة القول:” ليس أمام حماس إلا المصالحة، وإنهاء الانقسام، و طي صفحته للأبد، فكلما طال أمد الحركة في غزة انكشف عورتها”.

اقرأ للكاتب

رامي فرج الله يكتب: أزمات غزة للتغطية على سوء إدارتها

شكرا للتعليق على الموضوع