منير الحردول يكتب: توحيد الأجور والثورة الإنسانية الهادئة

لعل القناعة التي نؤمن بها دوما، القناعة المقرونة بصفاء السريرة البعيدة عن اللف والدوران لغاية في نفس يعقوب، دوافع تجعلنا للأسف أمام قذائف تدعي السمو على هذا المخلوق الضعيف، فإن الحياة التي ننتظر بزوغها في عوالم السياسة والاقتصاد والمال.. هي تلك الحياة الممهدة بقدرة قادر على المناداة على الطبيعة السوية المرتبطة بالعدالة الأجري والمقرونة بالطبيعة الإنسانية..كلها أمور تروم وتقتضي وضع حد للتفاوتات الغريبة في الأجور بين جميع القطاعات كيفما كانت…فالأجور عليها أن تتساوى بين الجميع رغم اختلاف الوظائف وغيرها..فلا فرق بين إنسان يشتغل في قطاعات، النظافة أو التعليم أو الصحة أو البناء أو الفلاحة أو الإعلام في أي شيء آخر..فالمساواة الأجرية هي الجوهر الأساسي لبناء حياة العيش السليمة للأبناء والأسرة والعائلة والمجتمع ككل..فالضروريات والحاجيات واحدة..لذا، فالتفكير في توحيد الأجور كيفما كانت طبيعة العمل، هو بمثابة ثروة وثورة جديدة، في واقع يعلم علم اليقين أن الحاجيات هي حاجيات متشابهة للبشر كافة..لكن بسياسة أجرية غريبة، أضحت تلك الحاجيات في يد البعض وبعيدة المنال عن البعض الآخر..فهكذا أنظر للعدالة الاجتماعية المفقودة ببوصلة لا زالت تائهتة في متاهة الأنانية!!!
فسياسة الأجر الواحد، مقابل الوظائف المتعددة، مع سن قانون جديد يجيز الاشتغال في المهن الحرة، شريطة الالتزام الصارم بقواعد الوظيفة، قد يحدث التغيير الاجتماعي التعاضدي والسوي المنشود..فهيا بنا!!!

فالكثير من أناس البشر!! وبالنظر لنياتهم الصافية.. عندما يواجهون الظلم يذكرون الآخر بالآخرة ونهاية الحياة والاستعداد للموت..بل الاستعداد للجزاء وغير ذلك كثير..فمهما كان ذاك الآخر..يذكرونه بالآخرة..جميل! لكن الأجمل هو أن البشر عندما خلق لم يخلق لكي يموت..بل خلق للعيش..فمطالبتنا بتوفير العيش الكريم من خلال توزيع عادل لثروات الخير والاهتمام بالإنسان كمخلوق له وجدان..اهتمام عنوانه العدل والإنصاف في العيش الكريم، وذلك من خلال توفير الحاجيات الضرورية والمؤكدة من أكل وتطبيب وترفيه على النفس..للجميع، ولو تطلب الأمر إجبارية التضامن والتعاضد، مع وضع آليات رادعة للإتكالية والخمول..هكذا نفكر..وهكذا ندعو دوما لتوحيد الأجور لربطها بجوهر الإنسان، لا نوعية الشهادات والأعمال وغيرها..ولو كان ذلك في حدود معتدلة تراعي العيش الكريم..ولو بحتمية الاعتدال..لذلك ندعو لأنسنة الإنسان دوما.

اقرأ للكاتب

منير الحردول يكتب: شطرنج اللعب بالنار وعودة دهاء استغلال الصراع بين الحضارات والثقافات

شكرا للتعليق على الموضوع