إيــران / حزب الله..وســقوط الأقنعـة

حصحص الحق وانكشف زيف المنافقين، أثبتت تطورات الأحداث في غزة كذب دعاة الفتنة وتلاعبهم بمشاعر العرب الذين وجب عليهم الآن أن يتأملوا جيدا الملابسات ليرفعوا الغطاء عن حقيقة المواقف، وأن يميزوا جيدا بين المواقف ليجدو الصحيح من التفسيرات حول مغزى التصريحات الأخيرة المخزية التي أدلى بها حسن نصر الله.

صبحة بغوره - الجزائر

تقرير: صبحة بغورة – الجزائر

تملص الشيخ حسن من أي مسؤولية يمكن أن تورطه في المسؤولية عن عمليات الفصائل الفلسطينية في غزة المتواصلة منذ 7 أكتوبر الماضي ضد الاحتلال الاسرائيلي ، ولم ينس أن يبرئ أولياء نعمته في إيران منها أيضا ، حين ادّعى عدم علمهما بنوايا حركة حماس وذلك بصيغة تهرّب من ليس لديه أي استعداد لتحمل المسؤولية ، إنه تهرّب الجبناء وقت الزحف حين خذل كلا منهما الشعب الفلسطيني والعرب وكل من كان متأثرا بضلالاتهم أن يكونوا يوما أنصار الإحقاق الحق وإقامة العدل وتحرير فلسطين ، لقد أصابوا الأمة العربية والإسلامية بصدمة شديدةوخيبة أمل عميقة يصعب نسيانها ولعل الله عز وجلّ عالم الغيب والشهادة أراد بذلك أن يتولى سبحانه أمرنا ، أرادنا أن نفيق من وهمنا، فمنذ متى كان بالإمكان أن ينتصر الشيعي لقضايا أهل السنة ؟ منذ  متى ضحّى أهل الشيعة من أجل السنة وهم يتوعدونهم ليل نهار بالثبور وعظائم الأمور ؟

لقد اختار حسن موقعه بنفسة أو بأمر من أسياده في إيران أن يخذل قضايا الأمة العربية ، لقد أبان عن تخاذله في ظرف صعب وعسر حال شديد ،وحسنا فعل ليتعمق في نفوس أهل الحق بعلم اليقين والاعتقاد الراسخ حقيقة نواياهالخبيثة تجاه أهل السنة المسلمين ، وكذبته أنه لم يستشر بشأن عملية طوفان الأقصى .

ـ لا نعلم إن كانت إيران قد أرسلت مساعدات إنسانية لتخفيف معاناة أهل غزة الضعفاء ؟

الموقف الأخير لإيران وذراعها المشلول حزب الله  من الأحداث الجارية في غزة ومن حرب الإبادة الجماعية التي يقوم بها الكيان الصهيوني يجعلنا ننظر بعين الشك في حقيقة دورهما بالمنطقة العربية ، فالصمت الإيراني الرسمي والشعبي الطويل من القتل والهدم العمدي سلوك مريب ، ولجوء الشيخ إلى التملصمن ما يقع من جرائم ضد المدنيين العزل في غزة يضعه في دائرة الخيانة ، ولتفسير ذلك علينا أن نوسّع زاوية الرؤية لفهم طبيعة الأحداث ولنبصر بوضوح أبعاد التفاهمات الدولية ، فالحاصل أن أمريكا على استعداد أن تطلق يد الصين في تايوان ، و يد روسيا في أوكرنيا، مقابل غض طرفهما عن غزة لصالحها وصالح إسرائيل، ومن جهة أخرى أن تتخلى إيران بداية عن دعم حركة حماس الفلسطينية وحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن ، وتخفّف من حدة عدائها لأمريكا ولإسرائيل مقابل غض طرف أمريكا والغرب عن البرنامج النووي الإيراني بالسماح بتسقيف أعلى لنشاطه محدد سلفا ، وبداية الرفع  التدريجي للعقوبات الدولية عن إيران ..

الثابت الآن أن حزب الله لا يملك إرادته، وبالتالي هو طرف غير مؤهل للخوض في القضايا العربية والحقيقة لأنه لا يملك مقومات تمثيلهم وفاقد تماما للمصداقية في القول والفعل ومن جهة أخرى أصبح لا يجوز الاعتماد على إيران في أي مسألة ولا يليق الوثوق بنظام الملالي، ومن الغباء أن يأمل أحد  أن ينتصر الشيعة يوما لأهل السنة في أي قضية مهما كانت سياسية أو عقائدية ،هذا أمر منتهي ومتفق عليه ، والحمد لله أن كشف المولى سبحانه حقيقتهما بشكل علني أمام الجميع وبوضوح ولا لبس فيه لجميع الواهمين.

يبدو أن حزب الله لم ينس فضل أمريكا وفرنسا في التوسط لتسهيل المفاوضات بينه- باسم لبنان- وبين اسرائيل من أجل ترسيم الحدود البحرية بينهما وهو الاتفاق ” التاريخي” الذي صاغه الوسيط الأمريكي آموس هوكستين وتم التوقيع عليه في 27 أكتوبر 2022. كما لا ينكر نظام الملالي في إيران أن أمريكا هي من سمحت لها بالتدخل العسكري السافر في سوريا بقوام 2000 و 3000 ضابط من قوات الحرس الثوري متمركزين في سوريا بعد تهجير أهلها، ثم أطلقت يدها في السيطرة على جنوب لبنان واليمن وشمال العراق فأوجدت إيران لنفسها – بعد امتنانها بفضل أمريكا – منافذ بحرية استراتيجية: على البحر الأبيض المتوسط من لبنان، وخليج عدن والبحر الأحمر من اليمن ، والخليج العربي من العراق .

لقد تعمد الشيخ حسن نصر الله تأخير خطابه الذي فضّل أن يلقيه بعد مرور قرابة الشهر على بدء عملية طوفان الأقصى حتى تم التأكد له من استعادة اسرائيل زمام المبادرة في القتال بغزة، والانتقال إلى مرحلة القيام بارتكاب المذابح ثم البدء في الاجتياح البري قبل أن ينطق بكلمة، وبذلك يصبح في غنى عن تقديم الوعود في ظرف انتهى فيه كل شيء ” بدون علمه “لقد انتظر الشيخ حسن طويلا حتى يلفظ بما قاله وليته لم يفعل. يعلم الشيخ أن إيران كانت الداعم الرئيسي لغزة، فلماذا يبادر بتبرئتها من أحداث طوفان الأقصى، وكرّر عمدا التأكيد على عدم علم إيران بالموضوع ، وقد كان الأجدر أن تقوم إيران بهذا النفي ؟؟

العلاقة الإيرانية ـ الأمريكية علاقة مصالح عضوية وحزب الله ليس بعيدا عنها فهو على خط التماس مع اسرائيل، وترضيته من جانب إيران واحتوائه واجبه ليكون صمام أمن اسرائيل المستتر في شمالها، والأحداث تكشف الحقائق وتفضح المواقف.

لإيران الشيعية مطامع ثابتة ومعلومة في المنطقة العربية تتلخص في السيطرة على مضيق هرمز ومضيق باب المندب ثم مضيق جبل طارق لاحقا، ولن يكون لذلك أي جدوى أو أهمية بدون السيطرة على قناة السويس المصرية، إنها رؤية استراتيجية لا تتعجلها إيران ولكن ليس لديها استعداد للتخلي عنها.

اقرأ ايضاً

وطن قومي لليهود في أمريكا…؟!

شكرا للتعليق على الموضوع