مينا عازر يكتب: الخديوي إسماعيل

حكم الخديوي إسماعيل مصر من عام 1863 إلى عام 1879، وخلال هذه الفترة شهدت البلاد نهضة عمرانية وثقافية وسياسية ملحوظة. لكن على الرغم من هذه الإنجازات، واجه إسماعيل صعوبات اقتصادية أدت في النهاية إلى إفلاس مصر وهو ما نجم عن.

– الاستدانة الخارجية: اعتمد إسماعيل بشكل كبير على القروض الأجنبية لتمويل مشاريعه الضخمة. أدت هذه القروض إلى تراكم ديون هائلة على مصر، فاقمت من عبء الفوائد وجعلت البلاد عرضة للتدخل الأجنبي.

– سوء إدارة الموارد: لم يتم استثمار الأموال المقترضة بشكل فعال، وذهب الكثير منها في مشاريع لم تدر عوائد كافية. كما عانى الاقتصاد من الفساد وسوء الإدارة.

– التركيز على القطاع غير الإنتاجي: ركز إسماعيل على تطوير البنية التحتية والقطاعات غير الإنتاجية مثل السياحة، بينما أهمل القطاع الزراعي والصناعي، مما أدى إلى عجز في الميزانية التجارية.

– الاعتماد على القوى الأجنبية: اعتمد إسماعيل على الخبراء الأجانب لإدارة مشاريعه، مما أدى إلى خروج الكثير من الأموال من البلاد.

– الحروب الخارجية: خاضت مصر حروبًا مكلفة ضد إثيوبيا والدولة العثمانية، مما أدى إلى زيادة الإنفاق العسكري وفاقم من الأزمة الاقتصادية.

تأثير النهضة على الفشل الاقتصادي:

لا شك أن النهضة العمرانية والثقافية والسياسية التي جرت في عهد إسماعيل كان لها تأثير على الفشل الاقتصادي. فمشاريع البنية التحتية الضخمة، مثل قناة السويس، كانت باهظة الثمن ورفعت من مستوى الدين الخارجي. كما أن التركيز على البذخ والترف في بلاط الخديوي أدى إلى استنزاف الموارد.

لكن من المهم التأكيد على أن هذه النهضتين لم تكن السبب الوحيد في الفشل الاقتصادي. فسياسةُ الاستدانة الخارجية وسوء الإدارة والاعتماد على القوى الأجنبية كانت من أهم العوامل التي أدت إلى إفلاس مصر.

خلاصة:

فشل الخديوي إسماعيل اقتصادياً لأسباب متعددة، أهمها الاستدانة الخارجية وسوء إدارة الموارد والتركيز على القطاع غير الإنتاجي.

ولكن من المهم أيضاً أن نذكر أن النهضة العمرانية والثقافية والسياسية التي جرت في عهده كان لها دور في تفاقم الأزمة الاقتصادية.

لا أعرف ما الذي دفعني سيدي القارئ للكتابة عن الخديوي إسماعيل وهو أحد الحكام الذين طالما يبهونني بأحلامه البراقة التي حلمها لمصر وإنشاءاته التي بقت طويلا ومحاولاته لأن يجعل مصر مثل إوروبا فهو أول من أسس مجلس نيابي مصري صحيح شكلي ولكنه أقامه ويحسب له هذا المؤسف أن بالرغم من كل هذا إلا أنه تسبب في النهاية في إفلاس مصر واستدانتها بل وربما لاحتلالها وفشل حلمه أن تكون مصر قطعة من أوربا اللهم إلا الظاهر منها والمناطق الهامة والمدن الرئيسة بها أما الداخل فكان مليء عطب وسوس وفساد وفقر وجهل لك بالرغم من هذا كله كان هناك وعي سياسي أدى لثورتين واحدة عُرابية وأخرى شعبية أصبحت وفدية فتحية لثورة تعام 1919 التي يمر عليها هذه الأيام مئة وخمس سنة.

المختصر المفيد مصر فوق الجميع.

د. مينا ملاك عازر – مصر

اقرأ للكاتب

مينا عازر يكتب: اتحاد الولايات المتحدة هل قابل للانفصال ولماذا؟

شكرا للتعليق على الموضوع