مينا عازر يكتب: فترة جديدة من العاصمة الجديدة
عزيزي القارئ، هنا العاصمة الجديدة حيث كل شيء جديد في جديد، مجلس نواب جديد “مبنى فقط” وإعلان فترة جديدة للرئيس السيسي ليستمر حاكم لمصر ومباني حكومية جديدة، وبعد أن جددنا للرئيس وحدثنا الحجر، يبقى علينا السؤال، هل الحكومة كانت صادقة حين قالت بعد التعويمة الأخيرة أنها ستعدل من طريقها وتتخير خطواتها، وتتبع أسلوب جديد بعد الإنقاذ التاريخي الذي قامت به الإمارات العربية الشقيقة.
حقيقة الأمر أن الإنقاذ لم يكن لاقتصاد مصر فحسب، ولكن لتراخي من الإنجازات لم يكن مخطط لها بشكل جيد، ونفذت بمزيج من التهور والغشامة وعدم الترتيب للأولويات، ما أسفر عن وضع اقتصادي مذري، وحكومة في مهب الريح، الكل يطمح ويحلم بتغييرها برغم من وعود رئيسها من تغيير واتباع أسلوب جديد في الحكم .
هنا العاصمة الجديدة، نبارك ونهنئ للرئيس السيسي بالفترة الجديدة، ونأمل منه أن يتخلص من هؤلاء الذين جرونا لحافة الهاوية، التي كنا نقف عليها، وكدنا أن نهوى في هوة سحيقة لولا دورنا البناء في كارثة غزة، ولولا وقفة أشقائنا في الإمارات، ولولا حسن استثمارنا لمورد هام من مواردنا وهو الأرض التي تقع في نطاق مناخي متميز وتطل على موقع فريد، ولا أروع فشاركنا بما وهبنا إياه الخالق وحافظ عليه القدماء لننقذ ماء وجه اليوم، ونستمر قادرين في أن نحلم حلم وردي لأجيالنا القادمة.
هنا العاصمة الإدارية يا سادة التي تحتضن انطلاقة الرئيس الجديدة، ونتمناها انطلاقة مبهرة، متخففة من كل من أساءوا للقفزة السابقة وأساءوا لمظهرها، وكادوا يعصفوا بها بسوء تخطيطهم، بل فداحة فشلهم، وإن كان يكفيني اعتراف رئيس الحكومة بهذا وبالرغم من هذا أتمنى رحيله، لأنه له يد في ما آلت إليه أوضاعنا.
أيها السادة، كان الاحتفال مبهر وغير متكلف، وغير بذخ، يتماشى مع وعود قطعتها الحكومة بأن تلم يديها كما نقول نحن في حياتنا الخاصة، كان الحفل بسيط ومعبر عن وضع اقتصادي مؤلم، وصدق يتوج رأس الحكومة، ويؤكد أنهم تعلموا الدرس، ولعلك تثق في صدق الحكومة، واعترافهم بسوء تخطيطهم، متى وضعت لجوار الحفل وبساطته قرار شركة مصر للطيران بيع 12 طائرة إير باس سبق وأن اقترضت لشرائها وبالرغم من أننا سنعاني أعباء القرض، إلا أننا تخففنا من أن نبقى نعاني من أعباء العند والعناد، في رأيي أسوء مئة مرة من القرار الخاطئ، ويا ليت الكل يحاسبوا على قراراتهم الخاطئة، وعندهم وعدم سماعهم لأصوات العقل التي صرخنا بها وصدحت بها مقالاتنا بأن ما يفعلونه جريمة غير مخطط لها، إذا ما وضعنا في اعتبارنا حسن النية
آخر القول، أظنها فترة جديدة غير السابقة، ولذا يجب أن تكون بأفراد جدد موضع احترام وليس فقط ثقة، احترام بعلمهم وكفاءتهم وقدراتهم وخبراتهم، وإلا سنكون قد أضعنا آخر فرصة وأهدرنا إنقاذ أشقائنا التاريخي، وأضعنا فرصة بقاء مصر في الصدارة، وأفسدنا ما قام به الرئيس السيسي من استعادة لعلاقاتنا الدولية مع كافة الدول حتى ما كانت منها دول عدوة، ونلنا احترام الجميع في واحدة من أعظم إنجازات الرئيس في خلال فتراته السابقة، والتي لولاها ما استطعنا أن نحظى بالمزيد من القروض الدولية لمساندتنا وتقديراً منهم لموقفنا في أزمة غزة، فهل تفهموا يا سادة أن بقاء مصر قائمة على حسن حصافة سياستنا الخارجية.
المختصر المفيد مبروك يا ريس، وننتظر أفعالك الأكثر وضوح مع من أضاعونا.
مينا ملاك عازر
اقرأ للكاتب
مينا عازر يكتب: قداسة البابا شنودة الثالث”رمزٌ للإيمان والوطنية”