مينا عازر يكتب: قداسة البابا شنودة الثالث”رمزٌ للإيمان والوطنية”

نشأةٌ مباركة:

ولد البابا شنودة الثالث في ٣ أغسطس ١٩٢٣ في قرية سلام بمحافظة أسيوط باسم نظير جيد. نشأ في عائلة مسيحية تقية، وتلقى تعليمه في كلية الآداب قسم التاريخ ، ثم التحق بكلية اللاهوت بالقاهرة والتحق بالجيش المصري برتبة ضابط.

رهبنةٌ وتوحد:

في عام ١٩٥٤، ترهب باسم الراهب أنطونيوس السرياني. تميز بذكائه واجتهاده، ونال احترام الجميع. عاش حياةً زهديةً وتوحد في مغارةٍ على جبل الدير لمدة، حيث مارس التأمل والصلاة والكتابة.

رجلٌ للخدمة:

في عام ١٩٦٢، تمّت رسامته أسقفًا للتعليم المسيحي، ثمّ بطريركًا للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في عام ١٩٧١.

مواقفٌ وطنية:

كان للبابا شنودة مواقفٌ وطنيةٌ بارزة، فقد كان يزور الجبهة أثناء وبعد حرب ١٩٧٣، ودعم صمود الشعب المصري. كما دعا إلى الوحدة الوطنية ونبذ التعصب، وشارك في العديد من الفعاليات الوطنية.

أقوالٌ خالدة:

تميز البابا شنودة بأقواله الدينية والإنسانية والوطنية العميقة، ونذكر منها:

الحب هو أعظم وصية، والحياة بدون حب لا معنى لها.”

الإنسان هو هبةٌ من الله، ويجب علينا احترامه وحمايته.”

الوطن هو الأم، ويجب علينا جميعًا أن نحافظ عليه ونحميه.”

إنجازاتٌ عظيمة:

قام البابا شنودة بإنجازاتٍ عظيمة، منها:

– إنشاء العديد من الكنائس والمدارس والمستشفيات.

– إحياء الرهبنة القبطية ونشر الوعي الديني.

– تعزيز العلاقات بين الكنيسة والمجتمع.

وفاةٌ مؤثرة:

في ١٧ مارس ٢٠١٢، رحل البابا شنودة عن عالمنا تاركًا إرثًا عظيمًا من الإيمان والوطنية. حزن المصريون على وفاته، وتشيّع جثمانه في جنازةٍ مهيبةٍ حضرها الملايين.

تميزت علاقة البابا شنودة بالرؤساء المصريين بالاحترام المتبادل والتعاون.

– الرئيس جمال عبد الناصر: دعم البابا شنودة ثورة يوليو، وكان له دور في حلّ أزمة “الرهبان الأمريكيين” عام ١٩٦٦.

– الرئيس حسني مبارك: تعاون البابا شنودة مع الرئيس مبارك في العديد من القضايا الوطنية، مثل الوحدة الوطنية ومحاربة الإرهاب.

كان للبابا شنودة علاقات جيدة مع العديد من الزعماء العرب والعالميين.

– البابا يوحنا بولس الثاني: التقى البابا شنودة مع البابا يوحنا بولس الثاني، وعملا على تعزيز العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

– البطريرك إيريناوس الأول: زار البابا شنودة اليونان والتقى مع البطريرك إيريناوس الأول، وناقشا سبل تعزيز التعاون بين الكنيستين.

– نيلسون مانديلا: التقى البابا شنودة مع نيلسون مانديلا بعد فوزه بجائزة نوبل للسلام، وأكدا على أهمية السلام والعدالة في العالم.

مع الكنائس المسيحية الأخرى:

سعى البابا شنودة إلى تعزيز العلاقات بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنائس المسيحية الأخرى.

– حوارٌ مع الكاثوليك: شارك البابا شنودة في حواراتٍ لاهوتيةٍ مع الكنيسة الكاثوليكية،

– حوارٌ مع البروتستانت: التقى البابا شنودة مع زعماء الكنائس البروتستانتية، وناقشا سبل تعزيز التعاون بين الكنائس.

نموذج عن علاقته بشعبه:

كان للبابا شنودة مكانةٌ خاصةٌ في قلوب المصريين، مسلمين ومسيحيين.

– الزيارات الرعوية: زار البابا شنودة العديد من الكنائس والأديرة في مصر، والتقى مع شعبه في جميع أنحاء البلاد.

– الخطب والرسائل: كان للبابا شنودة خطبٌ ورسائلٌ أسبوعيةٌ، ناقش فيها العديد من القضايا الدينية والاجتماعية.

– الدعم في الأزمات: كان للبابا شنودة دورٌ بارزٌ في دعم شعبه خلال الأزمات، مثل حرب أكتوبر ١٩٧٣ وحادثة كنيسة القديسين بالإسكندرية.

خلاصة:

كان للبابا شنودة علاقاتٌ واسعةٌ مع الرؤساء المصريين والزعماء العرب والعالميين، وسعى إلى تعزيز العلاقات بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنائس المسيحية الأخرى. كما تميزت علاقته بشعبه بالحب والتقدير.

رمزٌ خالد:

لا يزال البابا شنودة رمزًا للإيمان والوطنية في مصر والعالم. تُخلّد أقواله ومواقفه في ذاكرة الأجيال، وتُشكل مصدر إلهامٍ للجميع ولذا لم يزل الكلام عنه كثير ولا تسعه المقالات ولا الصحف وكلما مر الزمن انقشع الكثير عن المواقف فزاد الأمر صعوبة لنتمكن أن نوفيه حقه.

المختصر المفيد مصر ولادة.

د. مينا ملاك عازر

اقرأ للكاتب

شكرا للتعليق على الموضوع