مصطفى جودة يكتب: خطابات نيتانياهو الأربعة «1-2»

أ.د: مصطفي جودة

رئيس الجامعة البريطانية بالقاهرة – سابقا

فى الأيام الأخيرة للرئيس الأسبق نيكسون وفى أثناء فضيحة ووترجيت علت بعض الأصوات أن قدرات الرئيس نيكسون فيما يخص الحقيبة النووية يجب أن تحد، لأن الرجل قد يدفع فى لحظة ضعفه الى إشعال حرب نووية مع الاتحاد السوفيتى كنوع من «الطرمغة» والفوضى، وهو الأمر الذى قد ينجيه من المحاكمة بسبب جريمته. هناك تشابه بين حالة نيتانياهو الآن وحالة نيكسون، فاختياره اغتيال هنية فى إيران هو محاولة منه لتفجير المنطقة بالكامل. أدرك أنه فشل فى إقناع أمريكا بضرورة تدمير المنشآت النووية الإيرانية فى خطاباته الأربعة أمام الكونجرس والتى كانت كلها عن إيران وعن التملق الأمريكى والتى نستعرضها هنا.

قال فى الخطاب الأول: «إن ما نواجهه اليوم هو جبهة إرهابية واسعة هدفها المشترك التخلص من أى وجود غربى، خاصة الوجود الأمريكى فى الشرق الأوسط إضافة الى محاولات كسر إرادتنا وتحطيم عزيمتنا وإجبارنا على الاستسلام، وإنه يتعين على أولئك الإرهابيين أن يفهموا أننا لن نستسلم، وأنه يتعين على إسرائيل محاربة ذلك بكل قوة وبعزم، ويتعين علينا أن نحاربه معا حتى نتمكن من إزالة هذا المرض الخبيث. إن أخطر هذه الأنظمة هو النظام الإيرانى الذى هو خليط من الاستبداد القاسى والتطرف والتعصب، وإذا ما تمكن من امتلاك أسلحة نووية فإنه ستكون هناك عواقب وخيمة ليس على إسرائيل ودول الشرق الأوسط فقط، بل على البشرية جمعاء.

إن الولايات المتحدة وحدها هى القادرة على القيام بهذا الجهد لإيقاف تحول الدول الإرهابية الى دول نووية، وهو الأمر الذى بات قريبا، ونحن على يقين أن أمريكا لن تتخلف أبدا عن الاضطلاع بدور القيادة فى حماية حضارتنا من هذا الرعب. فى خطابه الثانى كان هجومه على إيران أشد قسوة. بدأه بقوله إن الإسلام المتطرف يرتكب جرائم وحشية ضد شعبه ويدعم الهجمات ضد القوات الأمريكية فى أفغانستان، ويرعى الإرهاب فى مختلف أنحاء العالم وغزة والعراق ويخضع لبنان، لكنه حتما سيستسلم فى نهاية المطاف لقوى الحرية والتقدم وقد يفرض علينا جميعا ثمنا باهظا قبل أن يموت.

سوف يوفر امتلاك إيران السلاح النووى مظلة نووية للإرهابيين، وسوف يمثل كابوس الإرهاب النووى خطرا داهما وواضحا فى العالم كله. إن التهديد الذى تواجهه إسرائيل لا يمكن إغفاله، والذين يتجاهلونه يدفنون رءوسهم فى الرمال. إن زعماء إيران ينكرون الهولوكوست وهم يدعون الى إبادة الدولة اليهودية، هؤلاء الزعماء الذين يبثون تلك السموم يجب أن يحظروا من كل المنتديات المحترمة فى العالم، ورغم ذلك تقابل الدعوة الى تدميرنا بالصمت المطبق إلا فى أمريكا.

 لقد أدنتم النظام الإيرانى لما يدعو إليه من الإبادة الجماعية بتمريركم عقوبات صارمة ضده، ولهذا السبب أطلب منكم الاستمرار فى إرسال رسالة لا لبس فيها، وهى أن أمريكا لن تسمح لإيران بتطوير الأسلحة النووية. كان فى الخطاب الثالث أكثر ضراوة وخصصه كله للهجوم على إيران. ضمن ما قاله إن المرشد الأعلى يبث أقدم كراهية وهى معاداة السامية بأحدث التقنيات ويكتب تغريدات أن إسرائيل يجب أن تدمر، ويقول تابعه حسن نصر الله إن تجمع كل اليهود فى إسرائيل سوف يوفر علينا عناء مطاردتهم فى جميع أنحاء العالم. يجب علينا أن نقف جميعا لوقف مسيرة الغزو والاستعباد والإرهاب التى تقودها إيران الآن، فهى تهيمن على أربع عواصم عربية: بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء.

لقد أثبتت إيران أنه لا يمكن الوثوق بها، ولهذا السبب فإن التنازل الكبير الأول بشأن البرنامج النووى الإيرانى يشكل مصدر قلق كبير فهو يترك لإيران بنية تحتية نووية هائلة، والتنازل الثانى يخلق خطرا أعظم يتمثل فى إمكانية حصول إيران على القنبلة الذرية من خلال الاتفاق. إن الراعى الأول للإرهاب العالمى قد يكون على بعد أسابيع من امتلاك ما يكفى من اليورانيوم المخصب لتصنيع ترسانة كاملة من الأسلحة النووية.

أتمنى أن تقف إسرائيل وأمريكا دائما معا، أقوياء وحازمين ولا نخشى التحديات التى تنتظرنا، وأتمنى أن نواجه المستقبل بثقة وقوة وأمل. الخطاب الرابع كان غالبيته عن إيران أيضا. قال فيه إن كل ما نعرفه بخصوص الاحتجاجات الطلابية أن إيران تمول الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل والتى تجرى الآن خارج هذا المبني، وفى الشرق الأوسط تقف إيران وراء كل الإرهاب، والاضطرابات، والفوضى والقتل.

 فى الشهر الماضى سمعت تعليقا كاشفا عن مسئول من حزب الله قال فيه أن هذه ليست حربا مع إسرائيل لأن إسرائيل مجرد أداة أما الحرب الحقيقية فهى مع أمريكا.

 لقد كان النظام الإيرانى يحارب أمريكا منذ اللحظة الأولى التى تولى فيها السلطة عام 1979 وتم اقتحام السفارة الأمريكية وأخذوا 444 رهينة، ومنذ ذلك الحين استهدف عملاء إيران ووكلاؤها أمريكا فى الشرق الأوسط.

شاركونا صفحة الفيسبوك علي الرابط: https://www.facebook.com/elteleghraph/

غير أن إيران تدرك أن التحدى الحقيقى لأمريكا يستلزم أولا غزو الشرق الأوسط ولهذا تستخدم الحوثيين وحزب الله وحماس. عندما تقاتل إسرائيل «حماس» فإننا نقاتل إيران، وعندما نقاتل حزب الله فإننا نقاتل إيران، وعندما نقاتل الحوثيين فإننا نقاتل إيران، وعندما نقاتل إيران فإننا نقاتل العدو الأكثر تطرفا ودموية للولايات المتحدة الأمريكية، وعندما تتحرك إسرائيل لمنع إيران من تطوير الأسلحة النووية وهى الأسلحة التى قد تدمر إسرائيل وتهدد كل مدينة أمريكية، فإننا لا نحمى أنفسنا فحسب بل نحميكم أيضا.

إذا تذكرتم شيئا من هذا الخطاب فتذكروا هذا: أعداؤنا هم أعداؤكم ومعركتنا هى معركتكم وانتصارنا سيكون انتصاركم. إن النصر بات وشيكا وسوف تكون هزيمة إسرائيل لحماس بمثابة ضربة قوية لمحور الإرهاب الإيراني

.gate.ahram

اقرأ للكاتب

مصطفى جودة يكتب: نيتانياهو الرابع

شكرا للتعليق على الموضوع