مصطفى جودة يكتب: نيتانياهو الرابع

أ.د: مصطفي جودة

رئيس الجامعة البريطانية بالقاهرة – سابقا

ألقى نيتانياهو يوم الأربعاء الماضى خطابه الرابع فى جلسة مشتركة لمجلس النواب ومجلس الشيوخ الأمريكيين، لم يقل كلمة صدق واحدة فى الخطاب الذى حاول فيه إظهار أن إسرائيل عادلة ومتحضرة وتملك الخير كله وأنها ستنتصر على الشر المطلق، كما أنه لم يشر بكلمة الى وقف إطلاق النار، وأسرف فى شكر أمريكا وترامب والرئيس بايدن ووصفه بأنه صهيونى أيرلندى فخور، وأنهما صديقان منذ 40 عاما. كان خطابا يلقى بعناية على قوم سماعين للكذب قدموا له الدعوة من أجل أن يقول لهم «حسنة وأنا سيدكم» بطريقته فقال: «نحن لا نحمى أنفسنا بل نحميكم»، فقاموا له احتراما وتوقيرا. منحوه منبرا ليغسل ذنوبه وخطاياه والتى لا تقوى محيطات الدنيا على غسلها، وأن يقدم بحق رسالة بغيضة فى مخالفة الواقع والتعالى والغطرسة وادعاء الحضارة والغرور والنفاق والشعارات والبروباجندا. لم تعتر الرجل حمرة الخجل وهو ينطق كل الكبائر الظاهرة والباطنة.

كان أكذب من مسيلمة وهو يخاطبهم بتعال فى عقر دارهم ويستذلهم: «نجتمع اليوم والعالم تسوده حالة من الاضطرابات.

ففى الشرق تواجه إسرائيل وأمريكا وأصدقاؤنا العرب محور الشر الإيرانى فى صراع بين البربرية والحضارة وهو صراع بين الذين يمجدون الموت وأولئك الذين يقدسون الحياة، وعندما تقف أمريكا وإسرائيل معا نفوز وهم يخسرون.

لقد أتيت إليكم لأؤكد لكم شيئا واحدا وهو أننا سننتصر. أود أن أشكر الرئيس بايدن على جهوده ودعمه الصادق لإسرائيل ووصفه حماس بأنها شر مطلق، وإرساله حاملتى طائرات الى الشرق الأوسط لردع اندلاع حرب واسعة ومجيئه الى إسرائيل ليقف معنا فى أحلك ساعاتنا، وهى الزيارة التى لن تنسى أبدا.

 لقد قاتل جنودنا المسلمون فى جيش الدفاع الإسرائيلى الى جانب مواطنيهم اليهود والدروز والمسيحيين بشجاعة هائلة لأن هزيمة أعدائنا تتطلب الشجاعة والوضوح الذى أساسه معرفة الفرق بين الخير والشر. الذين يتظاهرون ضدنا اختاروا الوقوف الى جانب حماس التى هى الشر. إنهم يقفون الى جانب المغتصبين والقتلة.

شاركونا صفحة الفيسبوك علي الرابطhttps://www.facebook.com/elteleghraph/

 إنهم يصفون إسرائيل بأنها دولة استعمارية، وهى المكان الذى صلى فيه إبراهيم وإسحاق ويعقوب وحكم فيه داود وسليمان. ولا يقتصر الخطأ على المتظاهرين فى الجامعات ولكنه يشمل الأشخاص الذين يديرون تلك الجامعات، أيضا هناك كذبة مخزية أخرى للمدعى العام للمحكمة الجنائية عندما اتهم إسرائيل بتجويع شعب غزة عمدا. بالنسبة لقتل المدنيين فإن وفاة مدنية واحدة تمثل مأساة لنا، أما بالنسبة لحماس فهى إستراتيجية. فى الأسبوع الماضى قمت بزيارة لرفح وأبلغني القائد أنه لم يُقتل مدنى واحد هناك، لأن إسرائيل نجحت فى إبعاد المدنيين عن الخطر. بالنسبة لإيران فإنه عندما تتحرك إسرائيل لمنع إيران من الحصول على الأسلحة الذرية التى قد تدمر إسرائيل وتهدد كل مدينة أمريكية فإننا لا نحمي أنفسنا بل نحميكم أيضا.

عليكم أن تتذكروا أن أعداءنا هم أعداؤكم ومعركتنا هي معركتكم وانتصارنا سيكون انتصاركم. اليوم تقاتل إسرائيل على الخطوط الأمامية للحضارة، وأناشد أمريكا بأن تعطينا الأسلحة بشكل أسرع وسننجز المهمة بشكل أسرع.

الحرب فى غزة ستنتهى غدا إذا استسلمت حماس ونزعت سلاحها وأعادت كل الرهائن، وإذا لم تفعل ذلك فإننا سنقاتل حتى ندمر القدرات العسكرية لحماس وحكمها فى غزة ونعيد كل الرهائن الى ديارهم، وسيكون هذا هو النصر الكامل الذى لا بديل عنه ولن نقبل بغيره. رؤيتى لغزة أن تكون منزوعة السلاح وخالية من التطرف ونحن لا نسعى الى إعادة توطين سكان غزة ولكن يتعين علينا الحفاظ بالسيطرة الأمنية الكاملة هناك لمنع عودة الإرهاب، وضمان عدم عودة غزة الى تشكيل مهدد لإسرائيل. لابد أن تكون لغزة إدارة مدنية يديرها فلسطينيون لا يسعون الى تدمير إسرائيل وهو أمر ليس صعب المنال.

إنه أمر أساسى ومن حقنا أن نطالب به وأن نحققه. لا بد أن يخلق جيل جديد من الفلسطينيين لا يكره اليهود ويرغب فى العيش فى سلام معنا مثلما حدث مع الألمان واليابانيين بعد الحرب العالمية الثانية. سيتحقق ذلك بعد انتصارنا وسنتمكن بمساعدة شركائنا الإقليميين من نزع السلاح والتخلص من الإرهاب فى غزة، وهو الأمر الذى سيحقق الأمن والرخاء والسلام، وتلك هى رؤيتى لغزة.أود أن أتوجه بالشكر والامتنان للرئيس ترامب على كل ما فعله من أجل إسرائيل بدءا بالاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، ثم مواجهة العدوان الإيرانى الى الاعتراف بالقدس عاصمة أبدية غير قابلة للتقسيم مرة أخرى لنا ونقل السفارة الأمريكية إليها. إننى على ثقة بأن بلدينا سينتصران على الطغاة والإرهابيين الذين يهددوننا جميعا، وذلك بالعمل معا. وأعدكم بصفتى رئيسا لوزراء إسرائيل بأنه مهما طال الزمن ومهما كانت المشقة والصعوبات التى تواجهنا فإن إسرائيل لن تهن ولن تضعف وسوف ندافع عن أرضنا وشعبنا، وسوف نقاتل حتى نحقق النصر الذى هو انتصار الحرية على الطغيان، وانتصار الحياة على الموت، وانتصار الخير على الشر، وهذا هو التزامنا الرسمي، وسوف نواصل العمل مع أمريكا وشركائنا العرب لتحويل منطقتنا المضطربة التى يملؤها القمع والفقر والحرب الى واحة مزدهرة من الكرامة والرخاء والسلام، وستظل إسرائيل حليفا لا غنى عنه لأمريكا فى السراء والضراء وفى كل الأوقات الطيبة والسيئة مثلما كانت صديقكم المخلص وشريككم الذى لا تغيره الأيام فى العديد من المهام الأخري.

 أنا هنا اليوم نيابة عن كل الشعب الإسرائيلي لأقول شكرا لأمريكا على دعمها وتضامنها ووقوفها الى جانب إسرائيل فى الأوقات الصعبة ووقت الحاجة وأقول لكم إننا سندافع معا عن حضارتنا المشتركة، ومعا سنحقق مستقبلا باهرا لنا ولكم».

gate.ahram

اقرأ للكاتب

مصطفى جودة يكتب: مشروع القرن فى أمريكا

شكرا للتعليق على الموضوع