دانا سترول تكتب: خطة أمريكا في الشرق الأوسط تتداعى

تستهل الكاتبة مقالها بالقول إن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ومنذ هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كان له هدفان في الشرق الأوسط: دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ومنع الحرب بين إسرائيل وحماس من التصعيد إلى حرب إقليمية قد تجبر الولايات المتحدة على التدخل.

وتوضح الكاتبة أن إدارة بايدن، على مدى الأشهر العشرة الماضية، انتهجت سلسلةً من التدابير لمنع نشوب حربٍ إقليمية، بدءاً من الدبلوماسية وتعزيز الوجود العسكري الأمريكي في جميع أنحاء الشرق الأوسط، مروراً باستخدام “القوة العسكرية المميتة”. وتضيف الكاتبة أن إدارة بايدن حذرت إيران، حليفة حماس، ووكلاءها في الشرق الأوسط – علناً وسراً – من التمادي.

وفي الوقت نفسه، وجهت الولايات المتحدة ضرباتٍ عسكريةً محددةَ الأهداف ضد وكلاء إيران في العراق واليمن وسوريا.

وترى دانا سترول أن هذه التوليفة من التكتيكات كانت ناجحةً، ولكن مع هجوم إيران غير المسبوق على إسرائيل يوم 13 أبريل/نيسان الماضي، إضافةً إلى سلسلةٍ من التطورات الخطيرة منذ ذلك الحين، تغير المشهد بشكلٍ حاد، ولم تعد قواعد اللعبة التي وضعها بايدن كافيةً هذه المرة.

وتوضح الكاتبة أن “هجوم إيران على إسرائيل شكّل تغييراً حاسماً في استراتيجيتها الإقليمية وأمن الشرق الأوسط، فعلى مدى عقودٍ من الزمان، كانت طهران تفرض قوتها العسكرية في مختلف أنحاء المنطقة من خلال شبكةٍ من الوكلاء، وهي استراتيجية تهدف إلى إبقاء القتال خارج أراضيها، لكن الآن لم يعد من الواضح كيف قد تستخدم جيشها وشبكتها”.

وترى سترول أن “السيناريو الأمريكي لمنع الهجمات بين الدول بدأ يتآكل، فعلى الرغم من تحذيرات واشنطن ودبلوماسيتها وموقفها العسكري الدفاعي، لم ترتدع إيران”.

وتشير إلى أن منع الحرب بين الدول في الشرق الأوسط هو مشروعٌ مختلف تماماً عما كان عليه قبل خمسة أشهر، “فلم تدفع طهران ثمناً كبيراً لأفعالها، ولم تهدد الولايات المتحدة على وجه التحديد بفرض ثمنٍ على إيران إذا هاجمت إسرائيل مرةً أخرى”، موضحة أن إدارة بايدن اكتفت بإرسال سربٍ من الطائرات المقاتلة والمعدات العسكرية، وهو ما قد تفهمه إيران على أنه “ضوءٌ أخضر” لاستمرار هجمات وكلائها في المنطقة.

وتختم الكاتبة بالقول إنه بينما ينتظر العالم رد طهران على اغتيال رئيس حركة حماس إسماعيل هنية داخل أراضيها، “يتعين على جميع الذين يريدون منع الحرب الكبرى أن يرفضوا اللعبة الساخرة التي تنتهجها إيران، وأن يستعدوا لاتخاذ إجراءاتٍ لكسر قبضة إيران الخانقة على المنطقة، من خلال فرض ضغطٍ اقتصادي وعزلةٍ دبلوماسية من الحلفاء الأوروبيين والعرب لمواجهة التهديدات الإيرانية”.

نيويورك تايمز

اقرأ ايضاً

صبحة بغورة تكتب : أطفال غزة .. يرحلون مبكرا

شكرا للتعليق على الموضوع