حسن الحضري يفتح النار على الحداثيِّين في برنامج طقوس الإبداع:
استضاف برنامج طقوس الإبداع على قناة النيل الثقافية بمصر، يوم الأربعاء 11 سبتمبر الجاري، الشاعر والناقد المصري حسن الحضري، حيث تحاورت معه الإعلامية فاطمة السردي مقدمة البرنامج، حول كتابه الجديد “الشعر العربي المعاصر بين المعايير والمحاذير”، وفي بداية اللقاء أكد الحضري أن الشعر عِلمٌ من العلوم له قواعده التي يجب الحفاظ عليها، وأن الجانب الفنِّي في الشعر يتمثل في الخيال والأسلوب وطريقة تناول الأغراض داخل القصيدة، وانتقد الحضري مذاهب الحداثيِّين في الشعر، مؤكدًا أنهم انسلخوا من مقوِّمات الشعر وقواعده، مشيرًا إلى أنهم حاولوا إيجاد استدلالات من العصر العباسي تدعم مذاهبهم الحداثيَّة، وأكد أن تأويلات أدونيس حول بشار بن برد وأبي تمام وأبي نواس والقاضي الفاضل هي تأويلات في غير محلِّها، حاول أدونيس من خلالها الانتصار لمذاهب الحداثة، وأشار الحضري أيضًا إلى أن بعض الحداثيين تأوَّلوا على أحمد شوقي في كتابه “أسواق الذهب” تأويلات باطلة، أرادوا منها الانتصار لمذهبهم، وأكد أن مذهب الحداثيين قائم في أساسه على الاغتراب الفكري وتقليد الغربيِّين.
وقال الحضري: إن التمسك بأوزان الشعر المتوارثة هو أمر حسمه علماء الشعر واللغة قديمًا، حيث أكدوا أن أوزان الشعر تنحصر فيما استنبطه الخليل بن أحمد من أشعار العرب، وكذلك الوزن الذي استدركه الأخفش، وأن ما خرج على ذلك فلا يُعَد شعرًا، كما أشار إلى أن بعض الحداثيين لم يتمكنوا من الالتزام بمنهجهم الذي وضعوه لأنفسهم، وفي هذا السياق ذكر الحضري أن بعض رموز الحداثة مثل نازك الملائكة وأدونيس قد أقرُّوا أن مذهبهم الحداثي قد فتح الأبواب لاقتحام أناس ليس لديهم الموهبة.
كما تطرق الحضري إلى مسألة نفيِ الشعر عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، مؤكدًا أن ذلك ليس بسبب عيبٍ في الشعر؛ وإنما نفاه الله عنه لسببين مهمَّين؛ أولًا: ليقطع السبيل أمام المشكِّكين حتى لا يزعموا أن القرآن جنس أدبي جاء به محمد صلَّى الله عليه وسلَّم، ثانيًا: لأن بعض الشعراء في العصر الجاهلي كانوا يسبُّون أصنامهم، فزعم المشركون أن محمدًا -صلَّى الله عليه وسلَّم- شاعر من الشعراء الذين يسبُّون آلهتهم؛ ولذلك نفى الله عنه الشعر حتى يكشف لهم أكاذيبهم، وكان الله قد عوضه عن الشعر بجوامع الكلم، فكان النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- ناقدًا للشعر وموجهًا للشعراء دون أن يقول الشعر.
وتناول الحضري أيضًا مسألة القصة الشاعرة التي ابتكرها بعض الحداثيين، حيث أكد الحضري أنها مسمًّى غير صحيح لأنها لا تتوافر فيها الأوزان التي يتحقق بها مفهوم الشعر، وأضاف الحضري: إن الشعر القصصي بمفهومه الصحيح معروف في الشعر العربي منذ أقدم عصوره؛ وتطرق اللقاء أيضًا إلى عدة مسائل تتعلق بنقد مذاهب الحداثة وتفنيد استدلالاتهم التي أسسوا عليها مذهبهم.
اقرأ ايضاً
حسن الحضري يكتب: سلوك القاضي ودلالته على أدائه الوظيفي