قرار المسعود يكتب: أهلا بك يا غيث

 رايته في اول يوم وجوده في العالم الدنيا وقلت له كما قال العبد الصالح الزاهد في عبادة الله “الدنيا مراحل هذا نازل وهذا راحل” فخاطبته بهمسة في أذنه بعد ما قرأت عليه ما وجب من كتاب الله “يا غيث أنت نازل في هذه الدنيا المملوءة بالغرور والشهوات التي لا ترحم.  عليك بوحدانية الله وسبيله وبر والديك، أما أنا فراحل، ربما لم يكن مقدرا لي مرافقتك في مرحلة نضج عقلك.

 حل بقرية عالم جليل فهرع إليه أهلها باستقبال بهيج وترحيب وأثناء الحديث كعادة أهل الدراية والعلم يتخلل الجلسة نوع من الترويح عن النفس كما يقولون، فخاطبهم ممازحا، أنا دائما أزوركم فلم لا تأتوني أنتم؟ (في ذلك الزمان العلماء يتنقلون في البادية لنشر العلم اليقين.  فعم الصمت كعادته احتراما وتجليلا، إلا واحدا من الجماعة استسمح الشيخ و أراد الجواب و كما في العادة والبيئة يخطبون العالم بـ “أنعم سيدي” فقال أنعم سيدي الغيث يأتينا أم نذهب أليه ؟.  فقال ذلك العالم ” ما خاطبت عالما إلا وأفحمته و ما خاطبني جاهل إلا و أفحمني”. و يقول المولى عز و جل في سورة الشورى (28) (و هو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا و ينشر رحمته و هو الولي الحميد).    

  يا مَنْ هو اسم على مسمى و حيث ما يحل يجعل كل شيء حي، اللهم أجعله مباركا أين ما كان و أحفظه من وسوسة الشيطان و غرور الدنيا الفانية وفتنتها و أجعله يرى بالبصيرة وألهمه الحكمة و معرفة اليقين إنك السميع الحكيم اللهم أجعله مرجعا يستورد منه طالب الحكمة و التدبير وعبدا من عبادك الصالحين. أوصيك بتقوى الله والزهد في هذه الدنيا حتى تنجو من غرورها وتعش هنيا مطمئن البال وحضر زادك ليوم الغد.  

اقرأ للكاتب

قرار المسعود يكتب: المخاض الأخير للشعب الليبي

شكرا للتعليق على الموضوع