دونالد ترامب عودة الابن الضال

سمى حسن عبد القادر - الدنمارك
تقرير: سمى حسن عبد القادر – الدنمارك

 في يوم السادس من يناير 2021 اقتحم مناصرو الرئيس الخاسر في الانتخابات دونالد ترامب مبنى الكابيتول في مشهد فايكينك سياسي احتجاجا على شبهة تزوير نتائج الانتخابات التي فاز بها الرئيس جو بايدن ساعتها تدفقت التحاليل السياسية على كل القنوات الفضائية مجمعة على أن السيد دونالد ترامب انتهي سياسيا لكن كيف عاد ترامب رئيسا من جديد بعد مرور أقل من أربع سنوات .

 الجواب في هذه الثلاث العوامل الحاسمة:

غزة…. الفطرة… ايلون ماسك….

فحرب غزة التي غطت مجازرها سنة من الزمان السياسي  مع كل ما اعتراها من ضعف السياسة الخارجية الأمريكية وتذبذبها أمام العمليات العسكرية لإسرائيل والتموقف المتناقض من القرار الأمريكي في إنهاء الحرب عجلت بالجالية المسلمة الأمريكية بانتخاب دونالد ترامب الذي ما فتئ يعد بإيقاف الحروب سواءا في الشرق الأوسط  كما كانت العلاقة السياسية الجيدة لترامب مع فلاديمير بوتين في ولايته السابقة عامل مرجح لكفة ترامب في الانتخابات  لأن الناخب الأمريكي عانى من التداعيات الاقتصادية كالتضخم والبطالة المرتفعة نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية بسبب الدعم الأمريكي أما عامل ” الفطرة” ففي الانتخابات الأمريكية الأخيرة كانت القضية الأهم للرجال هي الاقتصاد  وللنساء هي الإجهاض  وهذه الاختيارات تعكس الفروق الجوهرية بين الجنسين خصوصاً فيما يتعلق باستراتيجياتهم لتحقيق غريزة حفظ النوع  والتي تنبثق منها الغريزة الجنسية  كما مثل دونالد ترامب  ثورة الفطرة السليمة عند الأمريكيين ضد مشروع الجندرة والشواذ ومسخ الفطرة .

وقد كان خطاب ترامب حاسما في إقناع الآباء المسلمين  واصحاب البشرة الداكنة واللاتينيين المتدينين  وحتى ايلون ماسك الذي خسر ابنه الذي تحول إلى أنثى بعملية جراحية أما العامل الثالث الذي رجح كفة دونالد ترامب المتمثل في كلمة السر ” ايلون ماسك”  فالكل يعلم أن ترامب قيدت حساباته على شبكات التواصل الاجتماعي تويتر و فيسبوك  وتمت ملاحقته في جرائم أخلاقية ومالية  وكان المنقذ من كل ذاك هو تدخل الآلة التقنية المعلوماتية والتكنولوجية للرجل الاخطبوط التقني ايلون ماسك  وإذا أردنا أن ندقق في العوامل الثلاثة أعلاه التي رجحت كفة دونالد ترامب في الإنتخابات وأيها كان الأقوى  فسنختار حتما  عامل الفطرة  لأن هناك قواعد صارمة في الاستراتيجيا  فأي استراتيجيا تعارض العقائد  (انتحار ) وأي استراتيجيا تعارض الفطرة  ( اندثار ( فمشروع الديموقراطيين  تحطم على صخرة الفطرة السليمة عند الإنسان الامريكي العادي.

عودة الابن الضال دونالد ترامب

أُثارت عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى المشهد السياسي الأمريكي اهتمامًا واسعًا حيث يُعد ترامب شخصية مثيرة للجدل يتراوح تأثيره بين التعصب له من بعض الأمريكيين ومعارضته من آخرين فهو لا يمثل مجرد زعيم سياسي بل يعتبر ظاهرة سياسية واجتماعية ألهمت وأثارت الانقسامات في المجتمع الأمريكي وخارجه عودته المحتملة إلى الساحة السياسية تثير العديد من التساؤلات حول مستقبل الولايات المتحدة وتأثيراتها على الساحة العالمية.

إرث ترامب السياسي

عندما فاز ترامب في انتخابات 2016 كان دخوله إلى البيت الأبيض بمثابة صدمة للنخب السياسية التقليدية فقد اعتمد في حملته على شعارات مثل أمريكا أولاً وتجفيف المستنقع في إشارة إلى تنظيف السياسة من الفساد خلال فترة رئاسته أجرى تغييرات واسعة في السياسة الداخلية والخارجية إذ أعاد النظر في العديد من الاتفاقيات الدولية وسحب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ ومن الاتفاق النووي الإيراني. كما تبنى سياسات اقتصادية تسعى لتشجيع الشركات الأمريكية وإن كان أسلوبه أثار انتقادات شديدة داخل وخارج الولايات المتحدة.

عودة ترامب إلى المشهد

بعد خسارته في انتخابات 2020 لم يبتعد ترامب كثيرًا عن الساحة وظل يروج لنظريات المؤامرة حول التزوير في الانتخابات أسس قاعدة جماهيرية كبيرة وظل يلقي الخطب في العديد من المناسبات السياسية مما يشير إلى أن انسحابه من البيت الأبيض لم يكن سوى استراحة قصيرة. وقد أعلن ترامب عن ترشحه المحتمل لانتخابات 2024 مما أثار اهتمامًا عالميًا وأطلق جدلًا حول مستقبل الحزب الجمهوري ووحدته فهناك من يدعم ترامب بشدة ويرى فيه الأمل لعودة قوية للحزب وهناك من يرغب في تجاوز إرثه الذي يعتبره البعض مثيرًا للانقسام.

تحديات ترامب في عودته

تواجه عودة ترامب إلى الساحة العديد من التحديات، أولها الانقسام الداخلي في الحزب الجمهوري، حيث يعارض بعض الجمهوريين عودته خوفًا من تأثيره السلبي على صورة الحزب. ثانيًا هناك التحديات القانونية التي يواجهها ترامب إذ تتضمن قضايا تتعلق بأعماله التجارية وادعاءات بالتدخل في سير الانتخابات قد تكون هذه العقبات القانونية عقبة أمام عودته أو قد تزيد من شعبية ترامب بين مؤيديه الذين يرونه ضحية لمؤامرات سياسية إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض فمن المتوقع أن يكون لذلك تأثيرات كبيرة على السياسة الداخلية والخارجية قد تعود السياسة الأمريكية إلى مسارٍ أكثر تحفظًا وربما تشهد تغييرات في التعامل مع حلفاء الولايات المتحدة وخصومها على الصعيد الداخلي قد تستمر حالة الانقسام الاجتماعي إذ يحمل ترامب معه دعم قاعدة شعبية واسعة إلا أنها تتسم بالتوتر مع بعض الفئات الأخرى في المجتمع الأمريكي.

تظل عودة ترامب موضوعًا معقدًا وذا تبعات محتملة بعيدة المدى فهو سياسي غير تقليدي أحدث تغييرات جذرية في النظام السياسي الأمريكي إذا تمكن من العودة إلى السلطة ستكون فترة ولايته الثانية – إن حدثت – محطة اختبار كبيرة للسياسة الأمريكية ومؤشرًا على تطور مجتمع يواجه انقسامات وتحولات عميقة.

اقرأ ايضاً

حسين بابان يكتب: عودة “ترامب” المجنون

شكرا للتعليق على الموضوع