مصطفى التوني يكتب: المشهدُ الانتخابيُّ بين الصورةِ والحقيقة
من المفترضِ أن تعملَ الاستحقاقات الانتخابية على استقرار البلاد؛ فالاستقرار المجتمعي المدعوم بمسارٍ ديمقراطي متمتع بحرية كاملة تجعل المواطن يشعر بمسؤولية تجاه الوطن؛ كل هذا من دعائم ازدهار وتقدم مستقبل البلاد؛ لذلك ففكرة المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية المختلفة أمر واجب على كل مواطن؛ إذا كان الهدف من هذه الاستحقاقات المشاركة في بناء مؤسسات الدولة وتحقيق غايتها ودعم مؤسساتها التشريعية التي من المفترض أن تساهم تلك المؤسسات في دفع مسيرة الإصلاح.
يا للأسف الشديد ما يحدث في الانتخابات في مصر من الأحزاب بدءًا من اختيار مرشحيها مرورًا بالدعاية الانتخابية حتى الوصول إلى الصندوق هو قمة الإهانة للشعب؛ فالحزب أو المرشح الذي يستغل عوز الناس واحتياجهم للمال مقابل أصواتهم لن يقدم أي خدمات لهؤلاء الناس ولن يساهم في أي تقدم لهذه البلاد فحينما يقتحم المال السياسي بيوت الفقراء مستغلاً الفقر فلن يكون لهؤلاء المرشحين أي فكر أو برامج ؛ ففكرة المرشح ستقوم على ماذا سيقدم للحصول على أعلى نسبة أصوات هل “كرتونة من السلع الغذائية أم أفضل يضع تسعيرة للصوت؟ ” وبرنامجه سيركز على كيفية الحشد أمام اللجان حتى يحصل على العضوية ثم ماذا عن الشعب؟! لا عزاء له.
هذا المواطن المسكين لا يعلم أنه ينظر تحت قدميه ؛ فالسلع التي حصل عليها والتي لن تسد حاجته أسبوعًا كاملًا، أو المبلغ الذي ربما لن يستطيع أن يشتري به دجاجة لأولاده ستكون سببا في ارتفاعٍ أكثرَ للأسعار وفي سن قوانين تخدم الحكومة أكثر من الشعب؛ ولعل دورة كاملة مرت فما الذي قدمه مجلس الشيوخ ليخدم المواطن البسيط ؟
لابد أن نكون أكثر واقعية حتى وإن كنا ندعم الدولة ومؤسساتها ونقف خلف قيادتها لكن هذا لا يجعلنا نغفل عن هذه الأحزاب التي حولت الحياة السياسية في مصر إلى جحيم ؛ فحينما يتحول شعار “صوتك أمانة” إلى صوتك سلعة تباع وتشترى، وحينما تكون رؤى وأفكار الأحزاب هي كيفية الحصول على الأصوات وحصد مقاعد المجالس النيابية فمتى تتفرغ هذه الأحزاب لمراقبة الحكومة وحل مشكلات الشعب ؟؟
كنا نتمنى أن يكون مرشحو الانتخابات ممثلين لكل طوائف الشعب فكثير من الشرفاء لم يتقدموا للترشح للانتخابات لأنهم يعلمون أن الانتخابات محسومة لأحزاب و مرشحين بعينهم.
إن العزوف عن النزول لهذه الانتخابات من الشعب عزوفٌ واضحٌ يجب أن يؤخذ في الاعتبار ؛ فحث المؤسسات موظفيهم على النزول والمشاركة لتجميل الشكل العام ولكي نصدر للعالم أن لدينا عرسًا ديمقراطيًا أصبح شيئًا مفهومُا للجميع.
أتمنى أن يعيد المسئولون عن الرقابة على الأحزاب النظر في إصدار التراخيص لتلك الأحزاب والمراقبة الجيدة لخططهم وبرامجهم وأفكارهم التي أغلبها حبر على ورق.
اقرأ للكاتب
مصطفى التوني يكتب: باسم شبل الشهيد الجدع

