مصطفى التوني يكتب: باسم شبل الشهيد الجدع
أن يستشهد أحد الجنود في معركة في مواجهة العدو في ساحة القتال هذا أمر طبيعي فمواقف الحروب تحتمل ذلك؛ لكن أن يختار شاب فى مقتبل العمر الشهادة فى موقف كان يمكن له أن ينجو بنفسه فهذا أرقى أنواع الشهادة.
علماء النفس حينما قاموا بتحليل حالة إقبال الجندي المصري على الشهادة بهذه الروح وجدوا أن الدافع الذى يكون لدى الجندي المصري دافع لم ندرسه في الكتب دافع غير متعارف عليه ليس مكتسب أو فطريا ؛ إنه دافع لا يفهمه ولا يعرفه او يشعر به غير الجندي المصري فهو ليس انتماء فقط إنما هو شئ يعجز عن فهمه او تحليله أعظم علماء النفس العسكريين.
أعتقد ان حالة النقيب باسم شبل التي تتلخص في هذه الجملة”معاك يافندم أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله ” ستجعل علماء النفس العسكريين يتخذون منها نموذجا فى الفداء والتضحية يدرس للأجيال القادمة . هكذا عهدناهم ومازلنا إنهم رجال القوات المسلحة المصرية الذين يضربون أروع الأمثلة في الفداء والتضحية من أجل مصر وشعبها، فما قدمه الرائد محمد السيد سليمان والنقيب باسم محمود شبل من تضحية لتحقيق السلامة للمواطنين خشية أن يصاب فرد من شعب مصر لهو قمة التضحية والفداء،وهذا ليس غريب علي رجال القوات المسلحة المصرية فتضحياتهم على مر التاريخ معروفة ومستمرة جيل خلف جيل.
حقاً إنها العقيدة الراسخة التي يتربى عليها أبناء الجيش المصري وهذا يدل على أن هذه المؤسسة الوحيدة التى ترفع شعارات حقيقية لا تُسطر على حوائط مؤسساته او تدرس فى كتبهم فحسب، انما تترجم على أرض الواقع، وطالما أن هذه هي عقيدة الجيش المصري فسنستمع كثيراً عن حالات شبيهة لحالة النقيب باسم والرئد محمد وغيرهما من رجال القوات المسلحة وهذا ما يجعل الجيش المصري مختلفا عن أى جيش أخر .
الجيش المصري قوته فى إيمانه وعقيدته و روحه التى تتغلب على أى أسلحة مهما بلغ تطورها وعلى اى عدو مهما بلغت قوته . وشتان بين ما قدمة النقيب باسم شبل وبين ما يقدمه الشباب الذين يفجرون أنفسهم غير عابئين بما سيترتب على ذلك من ضرر للمدنيين أو العسكريين والفرق بين المثالين أن الأول تعلم على أيدى قادته الفداء والتضحية من أجل وطنه؛ أما الثانى علمه امراءه حب الموت واوهموه أن هذه هي الشهادة وهذا هو الاسلام والاسلام منهم برئ براءة الذئب من دم بن يعقوب .
إن نموذج التضحية الذى قدمه الرائد محمد والنقيب باسم وقبلهم الجندى محمد أيمن بطل الصاعقة الذى ضحى بنفسه لإنقاذ رفاق السلاح فى ديسمبر 2015 وغيرهم من الجنود البواسل لهو رسالة الى الشباب تحثهم على حب الوطن والفداء والتضحية لا الهدم والتخريب، رسالة ايضاً للمؤسسات وخاصة التى تقوم على تربية النشء أن تزرع في قلوب روادها حب التضحية والفداء والوطنية.
اتمنى من السادة نواب الشعب عن دائرة حلوان مخاطبة السيد محافظ القاهرة إطلاق اسم الشهيد نقيب باسم شبل على أحد الميادين المهمة بمنطقة سكنه كى تظل حكاية بطل تتوارثها الأجيال تتعلم منها معنى التضحية والفداء.

إن قصة استشهاد النقيب باسم شبل والرائد محمد سليمان مثال يجب ان نقف امامه ونعلمه لأبنائنا اذا كنا نعى معنى الموت من أجل الحياة. رحم الله شهدائنا وحفظ الله مصر جيشها وشعبها من كل مكروه وسوء.
اقرأ للكاتب
مصطفى التوني يكتب: لا تحدثني عن الحضارة إذا انعدمت الأخلاق!

