ما الذي نريده من عضو مجلس النواب؟

تقريردكتور: محمد عمارة تقي الدين
تقريردكتور: محمد عمارة تقي الدين

هذا التقرير هي بمثابة ملامح عامة لبرنامج انتخابي يمكن أن نطالب المرشح للبرلمان المصري به، ونحاسبه على أساسه ومقدار ما أنجزه منه، حتى لا تمر السنوات ونحن لا نزال نحارب طواحين الهواء، بل تتفاقم مشكلاتنا للأسوأ .

إن ما دفعني لتقديمه هو ظاهرة غياب البرامج الانتخابية للمرشحين بشكل كبير في هذه الدورة البرلمانية.

كما أن هذا المقترح هو خصيصاً لدائرة ديرب نجم والإبراهيمية بمحافظة الشرقية، لكنه يمكن أن ينسحب على أي دائرة داخل الجمهورية، فالمشكلات متشابهة إلى حد بعيد.

كثير من المشروعات المقترحة يمكن أن يتم تمويلها بالجهود الذاتية والتبرعات من أبناء الدائرة، الأمر بحاجة فقط لإرادة حقيقية وعقلية مرتبة لإدارة المشهد وتنظيمه .

ربما أن بعض هذه البنود هي في خارج نطاق عمل عضو مجلس النواب، لكنها أصبحت في صميم عمله نتيجة غياب وجود المحليات، ولاعتبارات ومتغيرات كثيرة أخرى جرت في نهر الحياة السياسية المصرية.

غير أنها تدور جميعها في صلب المهام الرئيسية للبرلمان: سواء التشريعية أو الرقابية أو الخدمية.

أولاً: فيما يتعلق بالقطاع الصحي:

 1ـ نحن بحاجة عاجلة لرفع كفاءة وجودة العمل بالمستشفى المركزي الحالي وإضافة ملحقات له، وزيادة عدد أجهزة الغسيل الكلوي ، مع وجود منظومة أسرع لإنجاز قرارات العلاج على نفقة الدولة وتوسعتها لتشمل كل الفئات غير القادرة.

2ـ نحتاج لإنشاء مستشفى للأورام (عدد حالات الأورام السرطانية لدينا مخيف أوشك أن يكون حالة في كل بيت)، والحقيقة أن أمر بناء المستشفى ليس صعبا (قرار دولة + تبرعات).

3 ـ نحتاج لحل جذري لمنع ري الأراضي والمحاصيل الغذائية من المصارف شديدة التلوث (مرضى السرطان والفشل الكلوي والكبدي لدينا مخيف).

4 ـ رغيف العيش لدينا هو ربما أسوأ رغيف عيش على مستوى الجمهورية( هل هو سوء في نوعية الدقيق التي تأتي إلينا؟ أم ضعف الرقابة على المخابز؟ أم الاثنين معا؟) كما نريد زيادة عدد الحصص والمخابز لتلبية الأعداد المتزايدة من البشر.

5 ـ مياه الشرب هي بحاجة إلى متابعة دقيقة وصارمة وتحليل يومي لضمان مستوى جودتها مع تغيير شامل للمواسير القديمة.

6ـ تغطية المصارف، وبخاصة مصرف مدينة ديرب نجم الذي ينشر الأوبئة والأمراض والحشرات الضارة داخل المدينة وخارجها، ومن ثم يمكن استغلال هذه المساحات في إقامة مشروعات خدمية.

 7 ـ نحتاج لمستشفى لعلاج الإدمان ولتأهيل المتعالجين منه، وكذلك التصدي لهذه الظاهرة من المنبع (ظاهرة الإدمان) التي استشرت بين الشباب ، والتي أصبحت مخيفة وقاتلة مع انتشار أنواع من المخدرات أكثر فتكاً وشراسة.

ثانياً: فيما يتعلق بالقطاع التعليمي:

1ـ نحتاج لزيادة عدد المدارس لما يقرب من الضعف، فنحن من المناطق الأكثر كثافة سكانية وبالتالي تزايد الكثافة داخل الفصول المدرسية.

2ـ نحتاج لرقابة صارمة على المدارس لتعود لدورها التعليمي والتربوي، لتكون كبديل لما يتعرض له الأهالي من استنزاف لأموالهم نتيجة للدروس الخصوصية التي أضحت بديلاً كاملاً عن المدرسة (يمكن تنظيم شكل من أشكال الرقابة الشعبية لهذا الغرض) .

3 ـ نحتاج لجامعة حكومية أو أهلية (أو فرع من جامعة على أقل تقدير)، يمكن أن يبدأ الأمر بالكليات الأكثر طلباً واحتياجاً، (الكثافة السكانية العالية لدينا تؤهلنا لذلك) .

ثالثاً: فيما يتعلق بالبطالة وسوق العمل

1ـ حتمية استغلال المساحات الخالية، سواء أراضي الدولة أو غيرها في قرى الدائرة في إقامة مشروعات صناعية وخدمية بمشاركة مستثمرين من داخل الدائرة.

2ـ نحن بحاجة إلى منطقة صناعية للصناعات الدقيقة والتكنولوجية الصغيرة صديقة البيئة والتي لا تحتاج لمساحات شاسعة أو معدات باهظة الثمن ( بدلا من عبودية المدن الصناعية التي يتعرض لها أبناؤنا) (يمكن استيراد التجربة من البلدان الأسيوية الرائدة في هذا المجال)

فأولادنا يتم شحنهم كل يوم إلى المدن الصناعية للعمل بها بمبالغ مالية زهيدة كنوع من العبودية المقننة

3ـ إنشاء مراكز تدريب لتأهيل الشباب لسوق العمل بالداخل، وكذلك سوق العمل في الخارج (يمكن تطوير مركز التدريب المهني لهذا الغرض).

  فنحن ربما نحتل المركز الأول وبلا منازع في عدد القهاوى والكافيهات نتيجة للبطالة المتزايدة، مع غياب شبه تام للمشروعات الإنتاجية أو الأنشطة الثقافية وكذلك الرياضية المتنوعة.

رابعاً: فيما يتعلق بالطرق والمواصلات:

1ـ أزمة المواصلات تحتاج لحل جذري (لا نريد مسكنات وقتية)، نحتاج لقطار يربطنا بمدينة الزقازيق ومنها لجميع المدن (عددنا كبير جدا ونستحق ذلك).

2ـ ربط طريق ديرب الزقازيق الحر بالدائري الإقليمي.

3 ـ إعادة رصف الطرق القديمة داخل الدائرة.

خامساً: فيما يتعلق بتشريع القوانين داخل المجلس:

1ـ تأييد مشاريع القوانين التي تنحاز للفقراء مع رفض التي تضر بهم.

2ـ التصدي لأزمة ارتفاع الأسعار المتفاقمة.

3ـ تقديم مشاريع قوانيين حمائية للفقراء وزيادة مخصصات الدعم لهم.

4ـ تشريع القوانين التي تهتم بالريف وتطوير قطاع الزراعة ودعم الفلاحين.

5ـ توجيه ميزانية الدولة من أجل زيادة الحصة المقتطعة منها لصالح الخدمات في القرى، وبخاصة الغاز والصرف الصحي وغيرها.

6ـ توسعة (كاردون المباني) لدينا بشكل حقيقي، فنحن أكثر المراكز ازدحاماً ومن ثم غلاء في أسعار العقارات نتيجة لضيق الحيز العمراني الذي لا يتناسب وعدد السكان ونموهم المتزايد.

سادساً: على المستوى الشخصي للعضو البرلماني:

1ـ أن يكون لديه من العلم والقدرات العقلية التي تجعله مدركاً لحجم وطبيعة التحديات التي تواجهها الدائرة ويواجهها الوطن بشكل عام .

2ـ أن يتواجد بضفة شبه دائمة بيننا في الدائرة ليكون على دراية بمشكلاتها والمشكلات المستجدة.

3ـ أن يبتعد عن الشللية اعتقاداً منه أن كل قرية يمكن السيطرة عليها من خلال عدة أشخاص من سماسرة الانتخابات يعمل لصالحهم وفقط لتكون النتيجة مزيد من التدهور الخدمي.

4ـ أن يستمع دوماً لأصحاب الخبرة والمشهود لهم بالنزاهة داخل الدائرة فيما يتعلق بالمطالب العامة وسبل توحيدهم خلف المشروعات الكبرى التي تخدم أبناء الدائرة.

5ـ أن يقود حالة من الحراك الفكري والسياسي لزيادة الوعي المجتمعي بين أفراد الدائرة وبخاصة بين الشباب مع إيجاد (صف ثاني) منهم ليقود العمل السياسي والخدمي في الدائرة مستقبلاً .

6ـ أن يعمل على تنشيط الجمعيات الأهلية داخل القرى والمدن بالدائرة ومحاولة زيادة مخصصاتها المالية لتقوم بدورها الحقيقي.

 وفي النهاية: انتخب من يقودك تفكيرك الحر إليه، وافعل ما يمليه عليك ضميرك، لكن تذكر جيداً أن هذا البرنامج (بعضه أو كله) هو ما سيقوم به النائب الذي ستنتخبه ليمثلك لو أنه حقاً يريد خدمة دائرته وبلده، وليس مصالحه الشخصية ومصالح مجموعة المنتفعين الذين يقفون خلفه. 

                                           والله ولي التوفيق

اقرأ ايضاً

الدكتور محمد عمارة تقي الدين يصدر موسوعة الصراع العربي الصهيوني

شكرا للتعليق