هل سيكون عام 2016 عام تحول للأفضل في الحالة الفلسطينية؟؟

يودع الشعب الفلسطيني في هذه الأيام عام 2015 في ظل الانكسارات والتطورات  العاصفة والمريرة التي انعكست بفعل الأحداث المؤسفة والعصيبة التي مر بها، ليستقبل العام الجديد في ظل انعدام الأمل والتفاؤل في طي صفحة الانقسام الأسود الذي استهلك سنوات عديدة من عمره أثرت سلباً بشكل كبير على قضيته الفلسطينية ومشروعه الوطني، إضافة لذلك فالمتغيرات الإقليمية التي عصفت بالمنطقة كان لها الأثر البليغ على قضيتنا الفلسطينية حيث أدخلتها في حالة الجمود السياسي بعد انشغال دول المنطقة بهذه الأحداث التي احتلت الجزء الأكبر من اهتماماتها وبالتالي وضعت القضية الفلسطينية على هامش اهتماماتها.

عام مضى يضاف إلى عمر المعاناة التي عايشها الشعب الفلسطيني دون حدوث أي تحسن على صحة الحالة الفلسطينية من كافة النواحي الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بل وما زال ينهمك في أوجها، وهذا يتطلب منا كشعب وقيادة وفصائل أن نقف مع أنفسنا في حالة التقييم للعام الماضي أو حتى المرحلة الماضية كلها، ما الذي أنجزناه وما الذي أخفقنا فيه، كي نستفيد من أخطائنا، وما المطلوب منا للشروع بالعمل به من أجل الانتصار لقضيتنا واستعادة حقوقنا الوطنية، وهنا يتركز على الفصائل الشروع جدياً بالعمل بإخلاص نحو تذليل العقبات التي تعيق مشروعنا الوطني وتبدد أحلام الشعب الفلسطيني بالحرية التي يتطلع إليها، وهذا لن يتم إلا بانجاز الوحدة الوطنية وتغليب المصلحة العليا على المصالح الضيقة ولملمة البيت الفلسطيني من خلال تبادل الثقة فيما بينهم.

إن الشعب الفلسطيني يتطلع لما هو أفضل للعام الجديد وتحديداً في مسار المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام الذي لابد أن يحدث رغم أنه سيأتي متأخراً في حال تم ذلك، ولكن الضرورة أصبحت ملحة في هذا الوقت الذي اندلعت فيه الهبة الجماهيرية والتي انطلقت من مدينة القدس الشريف بمبادرة الجماهير الفلسطينية التي انزعجت من أداء الفصائل الفلسطينية في الساحة الفلسطينية بسبب الانقسام الفلسطيني.

وهنا أصبح من الضروري التحرر من التجاذبات الإقليمية التي يغلب حراكها في الساحة الفلسطينية من أجل استمرار الانقسام الفلسطيني الذي يخدم مصالحها السياسية في المنطقة ضماناً للاستمرار في المخطط الهادف لتصفية القضية الفلسطينية بالتوازي مع ما يشهده الوطن العربي من تقلبات نتجت عن ما يسمى بالربيع العربي.

قطاع غزة هو الخاسر الأكبر من استمرار الانقسام الفلسطيني لاسيما استمرار الحصار المفروض عليه منذ عام 2006 والحروب التي تعاقبت عليه وحصدت آلاف الشهداء وتركت عشرات الآلاف من الجرحى والبيوت المدمرة التي لم يعد إعمارها حتى اللحظة، ناهيك عن المعابر المغلقة وخاصة معبر رفح البري الذي أصبح محور الصراع الحزبي الفلسطيني وتشدد مصر بربط فتحه بتسليمه للسلطة الوطنية الفلسطينية والأمر الذي ترفضه حركة حماس، فحياة المواطنين خرجت من الحسابات الحزبية، وهذا ما أثر سلباً على مستقبل الطلبة الفلسطينيين الذي يتلقون دراستهم خارج حدود الوطن، وكذلك على حياة الكثير من المرضى الفلسطينيين الذي ارتبطت سلامة حياتهم بفتح المعبر، ورغم كل ذلك فمازال أهل غزة يضمدون جراحهم ويتجهون نحو الحدود مع دولة الاحتلال لتختلط دمائهم بدماء أبناء وطنهم في الضفة تأكيداً منهم على وحدة الدم والقضية ولم تصل الرسالة بعد لفصائلنا الوطنية.

يتطلع الشعب الفلسطيني لعام أفضل مما سبق يحفه القليل من الأمل والتفاؤل ويشوبه الإحباط واليأس، لعله عام يخلو من الانكسارات والانقسام والفرقة بين أبناء الجلدة الواحدة ، عام يخلو من البغيضة والكراهية، عام يطلق عليه عام تعزيز الوحدة حول مشروعنا الوطني الفلسطيني، يلتفت فيه الكل الفلسطيني لما هو مطلوب منه نحو القضية الفلسطينية واستحقاقات الهبة الجماهيرية وسبل تعزيز صمودها واستمرارها في وجه الاحتلال لتحقق أهدافها التي انطلقت من أجلها.

وأخيراً هل سيكون العام الجديد أفضل مما سبقه؟؟؟؟

بقلم: أحمد يونس شاهين

أمين سر الشبكة العربية لكتاب الرأي والإعلام

شكرا للتعليق على الموضوع

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *