مصطفى جودة يكتب : تدمير مستقبل الأمة

داعش لم تخلق من عدم ولم تستحدث ولكنها مؤامرة تاريخية كبيرة ثابتة  لم تفنى أبدا وتنفذ علنا مثلما نفذت من قبل كبرى المؤامرات التى مزقتنا شر ممزق وجعلتنا مجرد قبائل متناحرة  وأنها كيان يتحول من صورة الى أخرى خلال العصور وأن نتيجتها ثابتة ومعلومة وهى دمار أخطر من الدمار النووى. هى مأخوذة من المانويل الإستعمارى المحفوظ فى خزائن المخابرات الغربية وينفذ حرفيا عندنا وفى أى مكان يريده الإستعمار.

هذا هو القانون الأول للديناميكا الإستعمارية و إستدامة المؤامرة وحبكتها – وحيث أننا اميين فى إستراتيجيات الوجود فإننا لن نفهم أساسيات داعش إلا بعد أن تؤدى دورها المسند إليها وأن تدمر تاريخ هذه الأمة بلا رحمة..

داعش لم توجد عبثا.هى مخلوق من رحم أعداء أذكياء يعلمون ما يفعلون وينظرون الى المستقبل من خلال كرة بلورية كبيرة من خلال مراكزهم البحثية وإستنباطاتهم الشيطانية والنى هم فيها بارعون ومتفوقون وسابقون.

” ما تقوم به داعش من تدمير للمساجد والكنائس وحرق المتاحف والكتب ليس مجرد جهل منهم ولكن بعلمهم ومباركتهم وتخطيطهم.

إنهم مكلفون بفعل ذلك. أحيانا يتعين عليهم فى مهمتهم تلك أن يقوموا بأعمال بربرية مثل الذبح والحرق ليصرفوا الأنظار عن مهمتهم الأساسية.

المقولة الأساسية لهذه المؤامرة الكبرى هى ضرورة تحطيم تاريخ الأمة ومسحه يأستيكة .

لأنه سيأتى على البشرية حين من الدهرلا تجد فيه معلومات عن أصل وجودنا…

إنها عملية شطب من التاريخ لحضارتنا بعد ان ضمنوا أن مستقبلنا مظلم وأن حاضرنا قد ضاع وأننا تحولنا الى قطعان فى مرعى لا نرى الفرائس المتربصة الجائعة .

سيناقش  خبراء علوم الأجناس ذلك في المستقبل ويستنتجون أننا لم نوجد وأنه لا يوجد أى دليل مادى على وجودنا فى أراضى الأمة وأن الموجودين هم الإسرائيلون والإيرانيون والأتراك. لا يوجد أى دليل مادى عن العرب رغم ذكرهم فى الكتب.

أما القانون الثانى للديناميكا الإستعمارية  فينص على أن المؤامرة  تمشى فى إتجاه واحد وهو إتجاه التنفيذ كما هو مخطط له وزبادة الفوضى فى العالم العربى وأن تلك العملية غير قابلة للعكس وان الهدف منها إيقاف عمليات التنمية والتطور فى منطقتنا وزيادة التناحر والتقسيم على أساس عرقى ودينى.

هو إضافة وملحق لإتفاق سايكس – بيكو التى قسمتنا على أساس جغرافى.

طبعا سيستلزم الأمر ضرورة نشوب حرب تشبه حرب البسوس بين الشيعة والسنة قد تستمر الف عام.

مايحدث فى العراق وسوريا واليمن ولبنان ليس إلا تبيان ذلك وبرهانه الواضح الجلى. الفوضى التى ستخلفها تلك الحرب لن تزول وقد تحتاج تدخل إلهى.

 ما صرح به مستشار الرئيس الإيرانى ليس إلا دليلا آخر على مواعدة أمريكا سرا لإيران وخيانة للمدام العربية الغير دارية بما يحدث والتى قد تصلها قسيمة الطلاق فى أى لحظو أو الرضى بوجود العشيقة الجديدة إيران.

بالضبط مثل فيلم العبقرى أحمد زكى:” إمرأة واحدة لا نكفى”. الغرب نفس العقلية:” الدول العربية وحدها لا تكفى”.

المصيبة أننا لم نفهم قوانين المؤامرات تلك من قبل . لم نفهما بعد الحرب العالمية الأولى وإرسال لورانس العرب ليلعب دوره الذى نعرفه الآن ولنقاتل تحت رايته.

وصلنا الى درجة الكمال فى الغباء لدرجة أننا نصدق أن الآلاف الذين تستقطبهم داعش من الدول الغربية هم مجرد ” عشاق” للفكر الداعشى وأن الغرب لا يستطيع منعهم من السفر منه الى سوريا والعراق وليبيا الآن.

بلعنا الطعم كالعادة وأصبحت صحافتنا تردد كالببغوان تلك التصريحات والتى كان آخرها ما قاله جون كيرى وزير خارجية أمريكا من أن لديهم معلومات عن سفر أكثر من مائتى الف مقاتل الى سوريا والعراق.

إذا هى عملية كبيرة ذات أبعاد عدة وذات نتائج  وخيمة علينا ومضمونة للغرب وراحة بال  له لقرون قادمة. ستضمن للغرب وحلفاءه  مصادر الطاقة المستدامة والتى لا توجد إلا عندنا. رزقنا الذى به المولى حبانا وأراده لنا ونحن سنضيعه بغبائنا.

نحن لا نعد العدة كما أمرنا. تشغلنا لقمة العيش الملوثة. لا نقرأ ولا نفهم ولا نتذكر.

نحن نملك كل مقومات الإندثار.

تحاول مصر جاهدة أن تقاوم المد الإستعمارى وتحاول لفت النظر الى حقيقة مؤامراته ولكن ذوى القربى وظلمهم أشد مرارة عليها من وقع الحسام المهند.

عندما حاولت مصر فى ليبيا لفت نظر العالم الى الخطر الداعشى وهى تدافع عن شرفها وكرامتها قال لنا الإخوة :” لقد إعتديتم على شقيقة وعكرتم سير العملية السلمية!!!!”.

لم يتفوه هؤلاء الإخوة بكلمة عندما دخلت تركبا بدباباتها وطائراتها ومشاتها وتمكنت من نقل ضريح كامل الى أراضيها.

لا ملامة على الغرب لأنه يؤمن مستقبل أجياله.

يؤمن بحياة كريمة لشبابه

لا ملامة على إيران فهى تحلم بأن تكون قوة عظمى إقليمية.

إنها كما قال مستشار رئيسها :” الجمهورية الإيرانية ولدت لتكون إمبراطورية”

لا ملامة على تركيا أيضا لأنها تريد نصيبها من كعكتنا السائلة وأنها تريد إحياء إمبراطوريتها العثمانية..

اللوم كله علينا والتكالب كله علينا. فى الماضى كان التكالب غربى أما الآن فأصبح غربى وشرقى  ومن كله .

قديما قالها دارون:” البقاء للأصلح”.

عواجيز العرب أضاعوا حاضر الأمة ويريدون تدمير مستقبل شبابها وأجيالها القادمة لأنهم: ” قوم لا بفقهون ,قوم لا يعلمون. قوم لا يتذكرون. حتما سيندثرون.

بقلم : ا.د : مصطفى جودة

رئيس الجامعة البريطانية – مصر

اقرأ للكاتب : 

مصطفى جودة يكتب : بوست ” #نيوتن_يابريطانيا “

شكرا للتعليق على الموضوع

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *