مجدى قاعود يكتب : القاهرة – الرياض .. تحيا حياة البدو (5)
نعيد اليوم المقال المنشور بتاريخ 7 يناير 2016 ، والذى كان يحكى عن عدل ( خادم الحرمين سلمان بن عبد العزيز ) بمناسبة زيارتة الحالية لمصر .
استكمالا لما بدأناه فى المقالات السابقة من التجارب التى عشتها بمدينة الرياض منذ اكثر من عشرين عام، ومقارنتها بما نحياه فى قاهرة المعز.
بعد وصولى للعمل بالرياض فى تسعنيات القرن الماضى باسبوع واحد تقريبا، وكنت خلال هذا الاسبوع قد استخرجت بطاقة الاقامة وقدمت لى الشركة التى ساعمل بها سيارة للاستعمال الشخصى.
لم استلم بعد العمل فصاحب الشركة غير متواجد بالمملكة، وكنت مقيم لدى ابن عمى وزوج اختى رحمه الله، وعلى حسب القول الدارج (عُزاب)، وكانت كل سهرات الاصدقاء بالرياض لدينا بالمنزل.
وفى احدى الليالى وانا اجلس بالمنزل استمع لكوكب الشرق واذ بباب المنزل يطرق بطريقه مستفزة، جعلتنى اتلفظ بلفظ غير لائق لطارق الباب، فتحت واذ بى افاجأ بشرطى، اعتذرت له ورحبت به وسالته عن سبب طرقة لبابنا، اجابنى باننى مطلوب لدى ادارة الشرطة.
سالته… انا
اجاب… نعم
سالتة عن اسمى
فقال لدى امر ضبط واحضار والقبض على من فى هذا المنزل
سالته.. وهل معك هذا الامر
اجاب… نعم
اخذت الامر لاطلع عليه
فوجدت امرا عجبا
فبحكم خبرتى كرجل قانون اعلم ان امر القبض يجب ان يكون موجها لشخص بعينه ولايجب ان يكون معمما.
قلت له ان هذا الامر باطل ولايجوز ذلك فانا رجل قانون.
اصر على اصطحابى للادارة التى يتبعها تنفيذا للامر، استأذنت منه ان اتصل بزوج اختى واخبره وساذهب معه.
ذهبت معه بسيارة الشرطة بعد رفضه أن اتبعه بسيارتى وبعد حدوث مشكلة بينى وبينه على هذا الموضوع.
المهم ذهبت معه وكان يرافقه سائق لسيارة الشرطة وعند وصولنا لمركز الشرطة تركتنى وذهب مسرعا للداخل واشار للسائق باصطحابى للداخل ولا أعلم سبب لذلك، الا انى اكتشفت انه ذهب مسرعا للضابط المناوب صاحب امر الضبط ليخبره بما حدث بيننا، وباعتراضى على مصدر الامر.
وعندما وقفت امام الضابط المناوب، بادر بسؤالى لماذا تعترض على امر الضبط، ولماذا لم ترغب فى الحضور وتصر على الحضور بسيارتك؟!!
وقبل ان اجيب على اسئلته، سألته انت من اصدر هذا الامر؟
اجاب…. نعم
قلت له ومن علمك هذا الم تتعلم ان أمر الضبط له اصول قانونية
قال انا متعلم فى كلية الشرطة بمصر.
سالته ومن…. الذى علمك هذا.
سالنى وماذا تعمل حتى تعرف اصول امر الضبط.
عرفته بنفسى وبعملى، وسالته ماذا تريد منى شخصيا
قال استريح وسوف احدثك
رفضت الجلوس وقلت لن اجلس حتى اعلم سبب حضورى
قال ان هناك قضية تتعلق بشخص اريترى مات فى حادث سير وان الحكم صدر ضد مرتكب الحادث وكان يقيم بهذا المنزل
وعلى الفور اجبيت، بمعلوماتى ان الاقامة بمكان داخل المملكة لايتعدى الست اشهر، وعموما، اخرجت له اقامتى والتى تظهر انى مقيم منذ اسبوع واحد فقط.
اعتذر عما بدر منه وامر بانصرافى من المكان، فقلت له عليك ان تعيدنى للمنزل فانا لا أعرف اين انا ولا كيف اعود.
امر الشرطى باعادتى للمنزل، لكنه وقبل الانصراف طلب منى امرآ اخر مستفز.
هل يمكن ان تحضر باكر لأخذ اقوالك وغلق المحضر ؟
قلت له ساحضر.
وفى اليوم التالى صباحا ذهبت لإدارة مرور الرياض وهو المكان الذى ذهبت اليه فى المساء، وسالت عن قائد الادارة، مقدم شرطة دخلت اليه وطلبت الانفراد وقصصت له القصة واكدت ان ما ارتكبه الضابط مخالفا لكافة الاعراف والقوانين.
واكدت عليه انه لو لم يعتذر واخذ حقى، ساغادر الادارة متوجها لمبنى امارة الرياض وساقابل الامير سلمان بن عبد العزيز لإخذ حقى.
ارتعدت اسارير الرجل وطلب سرعة احضار الضابط، وعندما دخل ارتعد هو الاخر من حضورى لمكتب مديره.
سأله المدير عن مضمون امر الضبط، لم ينكر ما كتبه، فوبخه المدير وقال له، هل تعلمت هذا فى مصر، فاجاب بالنفى، فقال له الرجل انى ساخرج من هنا لمقابلة الامير سلمان اذا لم ياخذ حقه.
لاأستطيع ان اصف رد فعله عندما سمع اسم (سلمان)، وكانه قد فعلها على نفسه.
اعتذر اعتذارا شديدا ولم يتدخل مدير الادارة الا بعد مدة، وقال : اذا لم يعجبك اعتذاره فساذهب معك الان لمقابلة الامير سلمان.
هنا فقط ايقنت ان هذا الرجل الذى يدعى الامير سلمان – خادم الحرمين حاليا – شديد فى العدل.
تحيا حياة البدو