«جماليات النص السردي» للدكتور عادل نيل أحدث إصدارات الهيئة العامة للكتاب
صدر حديثًا عن الهيئة العامة للكتاب، برئاسة الدكتور هيثم الحاج علي، كتاب “جماليات النص السردي: رؤية نقدية في أعمال أمين يوسف غراب” للدكتور عادل محمد نيل، مدرس الأدب والنقد بجامعة الأزهر.
ويهدف المؤلف في كتابه إلى قراءة نصوص أمين غراب الروائية والقصصية قراءة فنية؛ للوقوف على ما يحمله خطابها السردي من جماليات ودلالات، معتمداً في تلك القراءة على تحليل عناصر البناء الفني، وما يتشكل في الخطاب السردي من طرائق حكي وسمات أسلوبية يوظفها المبدع في تقديم محتوى الحكاية، بحيث يؤدي كل عنصر من عناصر النص السردي وظيفته؛ ليكتمل هذا البناء الإبداعي أمام المتلقي واقعًا ملموسًا، ويتوفر لديه الحافز والدافع لتلقي مضمون النص، والانفعال برسائله الاجتماعية والإنسانية.
وقد أتى الكتاب في مدخل وثلاثة فصول، تضمن المدخل التعريف بحياة غراب، ودراسة ببليوجرافية بأعماله الإبداعية والدراسات التي تناولته، وأبرز ملامح اتجاهه الأدبي.
حيث تناول المؤلف في الفصل الأول من الكتاب جماليات الخطاب السردي في الصيغة السردية، والسارد بضمائره الثلاثة بناءً على تنوع الضمائر السردية، مبرزًا ما يمتلكه كل ضمير من جماليات فنية تحدد وظائفه في النص، كما تناول الرؤية السردية التي يرى بها السارد عالمه القصصي بكافة عناصره، مبيناً تعدد المسميات الاصطلاحية حولها وتقسيماتها، وما تنهض به كل رؤية من جماليات في النص.
وأتى الفصل الثاني راصدًا جماليات السرد في عناصر البناء الفني: الأحداث والشخصيات وبنيتي الزمان والمكان.
أما الفصل الثالث فتناول الجماليات الأسلوبية في بنية السرد من خلال شعرية النص والأساليب اللغوية التي يستمد منها النص شعريته معتمدًا على السمات البلاغية، وجَعْلها عنصرًا من عناصر التأثير في المتلقي، والانفعال بمضمون الرسالة التي يحملها النص.
كما تناول الكاتب في هذا الفصل التناص بنوعيه الحكائي واللفظي الذي يبرز تفاعل المبدع مع الروافد المعرفية الأخرى، وقدرته على إعادة الحكاية بخصوصيته الأسلوبية في الحكي، وإحداث الأثر الفني في هذه المحاكاة، وإسقاط اتجاهاته الموضوعية من خلالها، وإعطاء النصوص الداخلة إلى بنية النص دورها في البناء.
واختتم المؤلف كتابه بدراسة الصورة السردية التي تناول فيها ثلاثة روافد أساسية تكونت منها الصورة السردية في أعمال غراب، وهي الصورة البيانية، والصورة البصرية، والصورة الحركية، حيث وظفها جميعها في رسم ملامـح تلك الصـورة التي تبرز اتجاهاته الموضوعية والفنية، سـواء في تجسيد أنماط شخصياته التي ترتبط بواقع اجتماعي وظـف في تصويره كل أدواته، أو في إبراز الأبعاد النفسية لتلك الشخصيات وتفسيراتها السلـوكية، أو فـي تجسيد معانيه وأفكاره أمام المتلقي، ومخاطبة إدراكاته وتخيلاته، إلى غيـر ذلك من الغايات الفنية التي تجسدها الصـورة في أعماله الروائية والقصصية.