محمود عبدالقوي يكتب : التنميـــة بين الحقيقة والسراب

أصبح يسيطر علينــا الشعــور بالأشمئزاز ونوع من التقزز عندما نستمع الي ممن أوكلت لهم مسئولية السهر علي تدبير الشئون الأجتماعية  والاقتصادية للمواطنين , سواء في القطاع الأعلامي المرئي أو المسمــــــوع أو علي مواقع الأنترنت المتمثلة في مواقع التواصل الأجتماعي أو الصحف ، جراء التصريحات والخطابات التنموية الزائفة وعلي أثر ما يرسمونة لنا من خطط تنموية قصيرة الأجل أو طويلة الأجل التي تتنــــافي تماما مع الواقع المرير الذي نعيشة كل لحظة .

هذة الأمــور وهذة الوعود تذكرني بالمقولة الشهيرة للكاتب الكبيـــر جلال عامرعندما قال  (كل مسئول يتولى منصبه يقسم بأنّه سوف يسهر على راحة الشعب ، من دون أن يحدد أين سيسهر وللساعة كام ) وهذة هي الحقيــــــقة ، ولكن نحن هنا ليس بصدد كشف عيوب هؤلاء المسئولين ومميزاتهم ، ولكننــــا هنا بصدد البحث عن التنمية التي يقدمها لنـــــــا هؤلاء المتمثلة في وعود وتصريحات ليس لها نصيب من الواقع غير برامج التوك شـــــــو والصحف ، ولكن الي متي إيها السادة سوف نقف ننتظر وصول قطار التنمية بعرباتة المكيفة المتماثلة في الصحة والتعليم والثقافة والتطوير ….الخ .

ولكي اقُرب لك الصورة بشئ من الوضـــوح والدقة لأن البعــــض منا ليس لدية العزيمـــة والقدرة علي الأنتظار، ان التنمية تعني العملية التي بمقتضاها توجة الجهـــــود لكل من الأهالي والحكــــــومة بتحسين الأحوال الأقتصادية والثقافية والأجتماعية في المجتمعات المحلية لمساعدتها علي الأنداماج في حياة الأمم والأسهام في تقدمها بافضل ما يمكن ، وهذا ما تعارفت وأتفقت علية هيئة الأمم المتحدة عام ( 1956 ) وهذا هو المفهـــوم الشامل والأعم .

والســـــؤال الأن ؟  هل يعي جيدا متحدثي التنمية ومسؤليهـــا جيدا هذا المفهوم ؟!،هل لديهم ثقافة الحلول الجذرية المبتكرة من أجل الحصر لكافة المشكلات لبداية النهضة التنموية الحقيقية التي نجهلها ؟! ، ربما تكون أجابتنا بنعم ، وربما تكون بــــ لا .

في القرن الرابع عشر قال بن خلدون مقولة رائـــعة  عندما تحدث عن التنمية فقال (واعلم أنّ اختلاف الأجيال إنما هو باختلاف نحلهم من المعاش ، فإنّ اجتماعهم في أحوالهم إنما هو للتعاون على تحصيله والابتداء بما هو ضروري من قبل الحاجي والكمالي، وكان حينئذٍ اجتماعهم وتعاونهم في حاجاتهم ومعاشهم وعمرانهم من القوة والذخيرة إنّما هو بالمقدار الذي يحفظ الحياة ، ويحصل بُلْغة العيش من غير مزيد للعجز عمّا وراء ذلك ، ثم إذا اتّسعت أموال هؤلاء المنتحلين للمعاش وحصل لهم ما فوق الحاجة من الغنى والرفاهيّة دعاهم ذلك إلى السكون والدعة”.

أن التنمية تحتاج منا الي عملية تطـــور شامل أو جزئي أو مستمر من خلال رفع مهارات البشر وقدراتهم علي مواكبة ميادين الطبيعة بدون تفرقة .

بقلم: محمود عبدالقوي

المنسق العام لمبادرة الأقصر هتبدأ

وعضو المجلس المصري للقيادات الشبابية

شكرا للتعليق على الموضوع

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *