مفهوم الحلم الأمريكى الكبير

 تود أمريكا كقوة عظمى أن تعيد تشكيل الشرق الأوسط مثلما شكلتاه بريطانيا وفرنسا فى بداية القرن العشرين تحت ما يعرف بإتفاقية سايكس – بيكو .

أمريكا تعلم أن الفرصة سانحة وأن الطبخة قد إستوت وفاحت ريحتها.

هذه المرة سيكون التقسيم عقائدى وليس جغرافيا  كما كان فى حالة سايكس – بيكو وسيحقق لأمريكا والغرب إستقرارا قد يزيد على ألف عام بالتمام والكمال .

كل الدلائل التى تحدث فى العراق وسوريا واليمن  تشير وتقع تحت طائلة هذه المؤامرة التى تشارك فيها إيران الآن علنا  بلنا وبلا إستحياء وترسل  أسلحتها وجنودها وقادة جيشها  للمشاركة فى الحرب الطاحنة فى العراق وسوريا  وترسل أيضا حزب الله بلا مواربة.

 نعرف ذلك من أخبار مقتل بعضهم هناك يوميا.

منذ يومين إشتكى بعض قادة السنة بالعراق من أن الميلشيات الشيعية ترفض مغادرة المناطق المحررة من داعش وترفض أيضا رجوع سكانها الذين نزحوا  قسرا وهربا من نير الحرب .

هذا هو تفسير أحد قادة الميلشيات الشيعية قبل بدأ العمليات منذ ما يقرب من إسبوعين بأنهم لن يتركوا أبدا المناطق التى سيجررونها من داعش.

مرة أخرى بثبت قادة السنة بالعراق قصورهم الفكرى وسذاجتهم وبلعهم لكل طعم.

 بلعوه عندما كونوا الصحوات تحت لواء الجنرال ” بيترايس ” الذى منحهم تليفونان ساتلايت ودولارات وغير ذلك من المغريات  ومتاع الدنيا  ولتنجح أمريكا هناك وتنجو من خسارة كانت ستكون أقسى من هزيمتها فى فيتنام.

هزيمة كانت وشيكة وكانت ستغير المنطقة.

المؤامرة تمشى طبقا لجدول موضوع لا حيود عنه.

من اكثر من عام شاهدنا سقوط صنعاء على إيدى الحوثينين الشيعة وإستيلاءهم على القصر الرئاسى ونهب محتوياته وهو ما يدل قطعا أن اليمن فى طريقها لتكون دولة شيعية على حدود المملكة العربية السعودية وقريبا ستبدأ إيران نشر القلاقل فى المناطق الشيعية بالسعودية مثلما هو حادث فى البحرين.

الخطة الأمريكية المستقبلية لتخريب الشرق الأوسط كالأتى :

وجود تحالف شيعى بقيادة إيران ويشمل العراق وسوريا واليمن ولبنان فى مواجهة السنة بالمنطقة.

بمفهوم أمريكا هذا حلم طال تحقيقه.ستكون نتيجته حروبا  طاحنة لن تنتهى وسيتركز الإرهاب بمنطقته  وقد ترحل الأقليات فى الغرب  او تجبر على ذلك كل حسب مذهبه  لمناصرة ذلك المذهب.

وستكون إسرائيل القوة العظمى الوحيدة التى سيعتمد عليها الغرب.

أين السنة من فهم المؤامرة الواضحة والتى يخطط لها فى العلن وبشفافية كاملة منذ مدة؟

السنة السنة السنة ” مع الإعتذار لأم كلثوم عندما سألت عن الحب ” فقل هبلها بالقنطار .

 السنة تدعم الحرب ضد نفسها  وتدفع كل التكاليف وزيادة لماما أمريكا ومن معها.

 السنة لا تعصى لأمريكا أمرا ولا ترفض لها طلبا.

 لو قالت  أمريكا لدول السنة إقفزى لأجابت : “وعايزانى أقفز لأى علو( how high؟) “.

الدول السنية تعشق العم سام عشقا جما وتثق فيه مثلما تعشق زوجة زوجها الخائن الذى يخونها علنا مع العشرات وبالرغم من ذلك تقول :” ظل راجل ولا ظل حيطة” .

 هى تقول ” ظل أمريكا ولا ظل إخوتى وأهلى!!!. حب يستعصى على التفسير.

وكأن الأمر قدرا مقدورا ولن يمنع تأخر حدوثه الآن شيئا أو صراخ الذي يرى ويعلم.

طبقا للمخطط ستكون اليمن ست أقاليم وسوريا  والعراق  ولبنان ” ماتعدش” .

لو أن الشيطان يخطط ما فعل ماتفعله أمريكا فينا.

أمريكا  معذورة لأنها تفعل لخدمة مصالحها ، أما نحن فلسنا كذلك لأننا نعمل ضد مصالحنا بكل الإخلاص وتتفق على دمارنا كل أرزاقنا  .

بقلم الدكتور : مصطفى جودة

شكرا للتعليق على الموضوع