نانسى فتوح تكتب : غيوم .. وصمود شعب ..
صامدآ يا شعب مصر، نعم فأنت من أقوى الشعوب تحملآ رغم قسوة الواقع وكثرة الهموم المؤلمة، ورغم كل التحدّيات والمصاعب التي تواجهها في الحياة اليومية وعبر عقود مضت، ورغم 60 سنة من عمرك ذهبت بلا آدمية وتتابعت بعد ذلك ثورتين متتاليتين تطمح من وراءها الحرية والنهوض من أجل أن تحيا عيشة أفضل وجيل يحيا من بعدنا حياة كريمة، فإنك لا زلت صلبآ قويآ قادرآ على تحدي الصعاب تحاول زرع الأمل ..
ولكن أتساءل هل الثورات قد غيرت شيئآ على أرض الواقع؟
وإلى متى سيظل حال الوطن هكذا ؟
ننام ونصبح على مانحن عليه بل العكس يزيد الحال سوءآ على المواطن البسيط ، فالفقير يصرخ من تدهور حاله يوم بعد يوم فتارة تزداد شريحة الكهرباء والغاز، وتارة ترتفع أسعار السلع الأساسية التي يحتاجها المواطن في حياته اليومية ليحيا بأبسط الحقوق التي يحتاجها.
فحتى الدعم الحقيقى والوحيد لا يتحصل عليه إلا بطلوع الروح ..
فيخرج المواطن البسيط مع الشمس فى الصباح – ليأخذ الصدارة فى الأدوار حتى يستطيع أن يتحصل على ك.سكر.وك.زيت .. وهذا – اذ لم تحدث هناك حالات من العراك والهمجية من أجل الصراع وحتى يتحصل كل فرد بالأسبقية على حقه بلا نقصان- وفى الغالب لاتصرف المستحقات .. لكونها لم تصل لمنفذها كاملة التوريد من الوزارة..
وهنا أتسائل!!
إلى متى سيظل الفقير فقيرا حتى إلى حقه ؟!..
إلى متى سيظل يعانى الأمرّين ؟!..
إلى متى سيظل شعور الحوجة والشحاته ملازمآ له فى مطالبتة حتى لحقوقة المشروعة؟!
إلى متى سيظل تهميشه – تجاهله وعدم الإنتباه له كمواطن يتمتع بالجنسية التي توجب له مثلما توجب لابن الأغنياء- ابن الطبقات والعائلات الأرستقراطية؟!
متى ينظر للفقير- على أنه بنى آدم- له أن يحيا حياة يشعر فيها ولو بجزء من العدالة والرفاهية فيتذوق طعم الحياة التي حرمته منها الأنظمة الفاسدة البائدة؟
ولكن من المؤسف أن لا أحد يشعر بتلك الفئة الفقيرة ولا أقول المتوسطة، لأن الفئة المتوسطة أكاد أقول إنها قد اختفت عبر سنوات قليلة.
فكيف يمكن أن ننهض؟
هل يكفينا التشدق والافتخار والاعتماد على حضارة سبعة آلاف سنة؟ فماهي الاستفادة من حضارة لم تعنّا اليوم بعد آلاف من السنين على النهوض بالمستوى المعيشي .. !
فاليوم تعدى سعر الدولار التسعة جنيهات إذ لم يزد وينخفض في نظيره سعر الجنيه المصري وكل هذه المشاكل لا تقع ولا يتحملها إلا المواطن البسيط الذي يتأثر تاثيرآ مباشرآ من انخفاض المستوى الإقتصادي الذي يقع بكل أعباءه عليه ..
بنكتة بسيطة .. ببسمة معبرة .. بضحكة تحمل وراءها الهموم جلست بجانب رجلآ بسيطآ لأحاوره ، وسألته عن رأيه فيما يحدث في مصر؟ فأجاب : بضحكة هادئة وردّ ببساطة وتجاعيد الزمن تظهر على وجهه:”إحنا عايشين في عصرالخلاط يا بنتي … اخلط … لخبط … اشرب يا شعب … والبلد دي اتحملت أخطاء رؤساء فاشلين والشعب هو اللي بيشرب المر والمفروض عليك تاكل العيش وانت ساكت .. وابلع يا شعب ..
مفروض عليك تدخل كلية على غير رغبتك علشان التنسيق جاب كدة .. وادرس يا شعب.
مفروض عليك تشتغل شغلانة في غير تخصصك علشان مفيش بديل .. واشتغل يا شعب وخد ملاليم.
مفروض عليك تنظيم الأسرة وتقليل عددها عشان البلد ما تتحملش العبئ البشري، ومفروض عليك إنك تتظلم وتطحن … واخرس يا شعب … إحنا تعبنا يا بنتي وكله على دماغ الشعب، إحنا اللي بنشرب فسادهم ومع ذلك بنقول كل يوم في أمل في بكرة.” فتعجبت من ذلك الشعب الصبور وتأملت حياته وتاريخه .. وهنا سكت الكلام ..
ولم أستطع أن أصف هذا الشعب إلّا بإنه من أقوى الشعوب تحملآ ولكنه مازال متفائلآ بغد أفضل ومستقبل مشرق، وتغيير حقيقي لجيل قادم أفضل.
وكما يقول الشاعر:
إذا سماؤك يومآ تحجب الغيوم اغمض جفونك تبصر خلف الغيوم نجوم
فرغم الشر هناك الخير، ورغم المشاكل هناك الحل، ورغم الفشل هناك النجاح، ورغم القسوة هناك زهرة أمل تقول لك تفاءل يا وطن، لأن هذا الشعب يستحق حقآ أن يحيا غدآ أفضل..
وـ أخيرآ سيادة المسؤول – أيا كان مكانك وموقعك كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته .
اعلم أنك جئت من أجل هؤلاء – بهم ستبقى وبغضبهم سترحل .. احذر الفقير- فعندما يجوع وتخلو معدته ماعاد يسكت – ولكن سيثور – فما عنده ما يستدعى خوفه.. فلتراقبوا الله فيه حتى تأمنوا غضبه ….
جئتم لتخدموا هذا الشعب ومن حق الشعوب عليكم أن تحيا كرامآ بلا مهانة ..
عشت شعب مصر صلبآ قويآ أبيآ ..