هشام شعبان يكتب: السيسي يخشى الله أكثر من اللازم


منذ تولي الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم وهو يحاول ترسيخ فكرة أنه الرئيس المؤمن الذي جاء ليتمم مكارم أخلاق المصريين، فلا يخلو خطاب له من تكرار عبارات خوفه من الله وسعيه لخدمة المواطنين لأنه يخشى على نفسه الوقوف يوم القيامة وفي رقبته 90 مليون إنسان لم يرعاهم أو يأخذ باله منهم..

خوف السيسي من الحساب في العالم الآخر بدا مبالغا فيه بشكل يثير الشكوك حول قدرته على قيادة الدولة المصرية بمنطق علمي ومؤسسي لا منطق المتواكل الذي جلس ينتظر قضاء الله وقدره الذي سيقع مهما بذل العبد من جهد ومحاولات..

الأزمة الأخرى – ونحن هنا لا نناقش تدين الرئيس من عدمه لأنها مسألة شخصية – أن استدعاء الإله في كل الأحاديث والكتابات قيد حركة السيسي وربما نظامه بالكامل ولم يأت بعائد يجعلنا نهيم شوقا ونتيه كالمتصوفة، بل إن النتائج بعد نحو عامين من حكمه دون التوقعات تماما، وإن كان الرجل يظن أن بناء عدة كباري ومزارع سمكية واستصلاح عشرة آلاف فدان وحفر قناة جانبية هي الإنجازات غير المسبوقة التي ظل المصريون 50 عاما ينتظرونها فهو مخطء بالثلث..

لقد ارتضى المصريون مكرهين بعد أعوام من الفوضى وعدم الاستقرار وغياب الأمن، بمقايضة السيسي “الطعام والأمن مقابل الحرية” أملا في استعادة الأمن وتحسن مستوى المعيشة وإنهاء البطالة وتطوير مؤسسات الدولة وتحقيق العدالة الاجتماعية.. تخلى المصريون عن حرياتهم وأطبقوا على أفواههم لاصقا محكمًا في ردة مؤلمة عما اكتسبوه في 25 يناير 2011، وجلسوا يراقبون رئيسًا لا ينقصه إلا جبة وقفطان..

عامان في الحكم بإنجازات محدودة غير ملموسة بالنسبة للمواطن البسيط، وتبعات اقتصادية وأزمات دولارية وارتفاع في الأسعار لا يتحمله إلا الفقراء والبسطاء، ويبدو أن هؤلاء الفقراء مطالبون بالتحمل والصبر أكثر، هكذا نستنتج من كلمات الرئيس..

لقد عانى السيسي ولايزال من أزمة حقيقية تتمثل في أنه رجل من الماضي لا ينظر إلا لتجارب طُبقت منذ عدة عقود ويصر على تطبيقها مع شعب تجاوز عدد شبابه الأربعين مليون.. السيسي لا يرى المستقبل مثلما تراه الأجيال الجديدة ومبدأ الرئيس الأب لا يفيد مع شباب متمرد على كل ما هو مفروض وإن عاند معهم سيعاندون معه ويربحون في النهاية..

إن كان لي أن أوجه له نصيحة فهي باختصار أننا شعب لا يجوز معه قواعد البدلة الميري أو تنفيذ الأوامر دون مناقشة وتفكر.. أعتقد أن الرئيس بحاجة ملحة لإدراك أننا لسنا مجموعة مجندين في كتيبة دفنوا عقولهم تحت بيادتهم وأصبحوا كالثور الذي يدور في فلك الساقية..

شكرا للتعليق على الموضوع