ناصر اللحام يكتب : مصالحة حماس مع مصر ستنجح ومع فتح ستفشل
رغم الاحتقان الاعلامي بين مصر وحركة حماس الا ان الامور لن تسير باتجاه الطلاق الكبير والفناء في العلاقة السياسية والامنية ، وبالاساس لولا الاحتضان الشعبي والامني والسياسي المصري لما تمكنت حماس من السيطرة على قطاع غزة لمدة 24 ساعة .
ولكن مصر في العام 2007 وقفت موقف الحياد احيانا والغزل الاعلامي بحماس ثانيا ما اوحى بموافقة ضمنية لنتيجة وقعت في القطاع .
واذكر في العام 2007 أنني سألت احد المسؤولين المصريين في القاهرة عما حدث من انقسام فأجابني مبررا الموقف الرسمي القريب من حماس : يفندم دا هوا الشارع المصري حماس واحنا ما نقدرش نقول عكس ما يريد الشارع المصري .
والغريب ان الامور انقلبت الى النقيض ، والان يبدو ظاهريا ان هوى الشارع المصري محاربة حماس ، ولكنها مجرد انطباعات اعلامية لا تقود المرحلة وان كانت ترخى بظلالها عليها .
ولكن المؤكد ان مصر بمخابراتها وقواها السياسية واستخباراتها الحربية لا ترى ان هناك اية امكانية لعودة فتح لحكم قطاع غزة ، فهي ترى ان قيادة فتح في غزة متناقضة ومتصارعة فيما بينها ولا تستطيع ان تضبط الاوضاع .
ونقلا عن صحفي مصري كبير ومقرب من اصحاب القرار في القاهرة : ان مصر لا ترى اي افق لعودة فتح لحكم قطاع غزة حاليا ، ولذلك هي مضطرة ان اجلا ام عاجلا للعودة الى تحسين العلاقة مع حركة حماس .
ولا يفاجئني قريبا أو لاحقا ان تعود العلاقات المصرية الحمساوية الى طبيعتها ، ولا يفاجئني ان خيارات اخرى ستتراجع وان كانت تحظى بزخم اعلامي يعتمد على التمنيات وليس على المعطيات الحقيقية .
من جهة اخرى لا يبدو ان هناك اي أمل في اتمام مصالحة وطنية بين منظمة التحرير وبين حماس ، الا اذا وقعت معجزة كبيرة واتفق الطرفان على الانتخابات في غضون سنة قادمة وهو امر يعني ان مرحلة انقضت وان مرحلة اخرى مختلفة تماما ستدخل حيّز التنفيذ .
نقطة أخيرة فيما يتعلق باستمرار الوضع الراهن ، وهو ما سيقود الى دولة في قطاع غزة ومطار وميناء ـ وسيقود الى تصاعد الانتفاضة لدرجة كسر العظم مع الاحتلال ومغادرة ابو مازن للحكم ، ثم العودة من جديد الى مرحلة التفاوض مع قائد جديد وظروف جديدة تؤدي الى كيان حكم ذاتي فلسطيني وحل مؤقت .
بقلم : د. ناصر اللحام