حلايب وشلاتين… نموذج تنموي للمناطق الحدودية المصرية

أعلنت الحكومة السودانية أنها ستواصل المطالبة بسيادتها على منطقة حلايب وشلاتين الحدودية مع مصر، عقب تخلي القاهرة عن سيادتها على جزيرتين في البحر الأحمر، وقال وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، أمام المجلس الوطني “البرلمان” “لن نتخلى عن حقوق سيادتنا على منطقة حليب واتخذنا الإجراءات القانونية والسياسية بما يحفظ حقوقنا”.

ومنذ مطلع أبريل الماضي، ارتفع صوت السودان مطالباً بإعادة “حلايب” و”شلاتين” إثر تخلي مصر عن جزيرتي “تيران” و”صنافير” للسعودية، وأكد غندور أن الخرطوم تريد الحصول على نسخة من الاتفاقية السعودية المصرية”، نريد أن نرى تأثير هذه الاتفاقية على حدودنا البحرية.

ويقع مثلث حلايب وشلاتين على الطرف الجنوبي للبحر الأحمر وتبلغ مساحته، أكثر من 20 ألف كم2 ، وهناك ثلاث بلدات كبرى هي حلايب وشلاتين وأبو رماد، وغالبية سكان المنطقة الذين يبلغ تعدادهم 27 ألف نسمة ينتمون إلى قبائل البشاريين المنتشرة من شلاتين شمالا حتى بورسودان وحدود نهر عطبرة جنوباً، وهناك أيضا قبائل الحماداب والشينتراب والعبابدة، وفي المثلث محميات طبيعية وبعض مواقع الآثار الفرعونية بالإضافة إلى ثروات معدنية.

وتعقيبا على البيان الصادر عن الخارجية السودانية بشأن مثلث حلايب وشلاتين، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية على أن حلايب وشلاتين أراض مصرية وتخضع للسيادة المصرية، وليس لدى مصر تعليق إضافي على بيان الخارجية السودانية.

وتقول الإعلامية، دينا صلاح الدين، التي تتبنى حملة تنمية حلايب وشلاتين في الإعلام المصري، في حديث لراديو “سبوتنيك” إن حملة “تنمية الشلاتين وحلايب” اشتركت فيها جميع مؤسسات الدولة، بالإضافة إلى مؤسسات المجتمع المدني وأغلب وسائل الإعلام، وما يدفعنا إلى وصف الحملة بـ”القومية” وهي أول حملة تبدأ من الإعلام، أو لمرة يتم من خلال برنامج تابع للدولة ثم تتكاتف معها مؤسسات الدولة.

وأوضحت أن الحملة بدأت عام 2014، في ظل اهتمام الدولة بالمناطق الحدودية، والاهتمام أكثر بالدولة، مشيرة إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد أكد خلال لقاء جرى معه بالقول “إنتوا لسه ما شتفتوش دولة”، فكان الاهتمام بالمناطقة الحدودية خاصة أهالينا في هذه المناطق المحرومة من الخدمات، وأن الحملة تهدف إلى عمل نموذج تنموي للمناطق الحدودية، والبداية كانت من حلايب وشلاتين، والحكومة المصرية خصصت مبلغ 734 مليون جنية لتنمية هذه المنطقة، والحملة تقوم بالاهتمام بالإنسان والمكان في نفس الوقت.

وأشارت إلى أن عدد السكان يبلغ 35 ألف نسمة يعيشون على ما يقرب من 20 ألف كم2 والمنطقة هي ساحلية جبلية وتطل على ساحل البحر الأحمر بطول 237 كم، والمنطقة ثروة طبيعية، وبالنسبة للمكون البشري، تعتبر قبيلتي العبابدة والبشارية أكثر القبائل انتشاراً.

وأوضحت أن سكان المنطقة ينتمون إلى مصر ويحملون الأرقام القومية المصرية، وبالتالي فلا مجال للنزاع على هذه المنطقة، وأن الاهتمام المصري يأتي في إطار الاهتمام بالمناطق الأخرى. وعبرت عن اعتقادها أن القيادة السودانية تعمل على حشد تأييد شعبي داخلي من خلال إثارة هذه القضية، والترويج إلى أنها تعمل على استعادة جزء من أراضيهم، في حين أن السودان خسر الجنوب بما يحمله من ثروات طبيعية ونفطية كبيرة.

سبوتنيك

شكرا للتعليق على الموضوع