محمد الجابري يكتب : أزمة النشر في مصر

من عمل ويعمل بالنشر هو بالاساس لديه رسالة – او يجب ان تكون كذلك .

فهذه المهنة في كافة الاحوال هي الاقل دخلاً عن غيرها من المشروعات التجارية ان جاز التعبير وللاسف هذا مرتبط بمنطقنا وليس العالم لان الناشرين بالعالم يحققون مداخيل تفوق الخيال ، لان بذرة وعادة الثقافة والقراءة متأصلة لدي الشعوب وليست بمبادرات او قوانين كما تفعل دولة الامارات مشكورة لتحريك هذه الصناعة ، وهذا جهد محمود لها جداً – ولكن لن ينفع بالنهاية ذلك كله لو لم يتأصل لدي كل فرد ومسئول بدولنا بأهمية الثقافة والقراءة لتكون عادة وليس ظاهرة او ديكور كما نراها أحياناً هنا او هناك بعالمنا العربي .

ولكن بالنهاية النشر صناعة وتحتاج الي رؤوس الأموال والتمويل لتغطية تكاليفها المتزايدة والقيام برسالتها – وللاسف المسئوليين بعالمنا العربي حتي الان يتعاملون مع الكتاب بالمفهوم التجاري البحت من كافة الجوانب – سواء منظمي المعارض بعالمنا العربي وفرضهم لاسعار لا تتناسب والبيئة الثقافية التي يعيشها الناشر، مروراً بتكلفة الشحن واعادة الشحن وتذاكر السفر والجمارك والاقامة … وكذلك الضرائب علي نشاط النشر وإنتاج الكتاب مثله مثل اي سلعة استهلاكية أخري ..!! .. الخ من المصروفات بالاضافة الي تكلفة اصدار وإنتاج الكتاب ذاته – وبالنهاية اتحدي ان يكون هناك اكثر من 10% من الناشرين يغطون تكلفتهم او يحققون بعض الأرباح – والسواد الأعظم من الناشريين مازال يعمل من منطلق الرسالة التي تحدثت عنها – ولكن بالنهاية هذا نشاط بحتاج الي تمويل باستمراره والناشر ليس مؤسسة حكومية او خيرية !!

والمقولة الشهيرة ان النشر : “يحتاج لمال قارون وصبر أيوب وعمر نوح

ففي أخر خمس سنوات : نفد المال والصبر وربما العمر أيضاً !!!

الموضوع فعلاً يحتاج الي وقفة من الجميع ليس علي مستوي المعارض وتكلفتها ولكن علي مستوي الدول العربية ذاتها لبحث هذه الازمة وهذه الصناعة التي ربما تغلق ابوابها قريباً اذا لم يتكاتف الجميع .

شكرا للتعليق على الموضوع