قِطَّتي

قصيدة للاديب : سمير فرحات

حيَن تَعشقُ القطَّةُ

يتحوَّلُ الشتاءُ إلى خريرِ دِفءٍ

يَلتصِقُ بجِلدي

عندَ عتباتِ الليل

هَكَذا

جاءَت مِن بَعيدٍ

تَهمسُ مواءَ الرَغبَة

تقفزُ بهدوءٍ فَوقَ فِراشي

تَرفعُ الغِطاءَ

وتَلتحفُ صَدري العَاري مِنَ الأوهَام

هِـيَ… كأنَّ الوقتَ لا يمرُّ

تُلهِمني تَذوُّقَ اللحظاتِ

كَما يَذوبُ السكَّرُ فوقَ شِفاهي

حينَ تُلامسُني

أصابعُ من رعشاتٍ وبحيراتِ الرَبيع

تمَسحُ خوفَ الطفلِ في جَوفي

تَـمتدُّ إلى قصبِ الرَغبةِ

تُطلقُ جنونَ العزفِ

كساحرةٍ تُتقنُ أسرارَ التَحليق

كسيِّدةٍ لها استدارةُ الرؤوسِ في المحَافل

وقرعُ الكؤوسِ في ولائمِ الخرافة

عِشقي يغمرُ ذاتَه ملتذَّاً

متَّسعاً فوقَ كلِّ المساحاتِ

والزوايا البارِدَة

يَستكينُ في حَدقَتيها

مِن لمسةٍ غيَّرت مسافاتِ الكَونِ

وزَرَعتها في كَـفِّي

حيثُ تأكلُ القطةُ عشبَ أحلامِ السَفَر

وتَسكُن حَقيبتي

مَعي هيَ كلَّ يومٍ

رحلةٌ جَديدة

ولادةُ أنفاسٍ برائحةِ الابتَهالِ

والامتنانِ

والنَشوةِ

والقَداسَة

معي كأننا ما كُنا يَوماً

غيرَ التصاقِ الجبالِ بالسَماء

غيرَ طُغيانِ الحضُور

غيرَ الحبِ مِن نقطةِ البِدايَة

حيثُ تولدُ القِططُ العاشقاتُ

والخرافاتُ

والأسَاطيُر

وكلُّ الأشياءِ التي تَستحِّقها الحَياة

شكرا للتعليق على الموضوع