تهديدات “داعش” ضد روسيا لن تغير سياستها في مجال مكافحة الإرهاب

بعد أن هدد تنظيم “داعش” الإرهابي، روسيا والرئيس فلاديمير بوتين، بأن تكون العمليات المقبلة في موسكو.

قال دميتري بيسكوف، المتحدث الرسمي باسم الرئيس الروسي، إن تهديدات تنظيم “داعش” ضد روسيا لن يمكنها أن تؤثر على موقف موسكو المبدئي من مكافحة الإرهاب الدولي، داعيًا إلى عدم المبالغة في أهمية التهديدات ضد روسيا، مشيرًا إلى أن تنظيمات إرهابية تستخدم “تكتيك التخويف” دائما عندما تتعرض للضغوط.

وأكد الناطق في الوقت ذاته أن السلطات الروسية تتخذ كافة الإجراءات اللازمة لضمان أمن البلاد وأن موضوع ضبط الأمن يتصدر دائما اجتماعات الرئيس بوتين مع قادة الأجهزة الأمنية.

وعلق الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء أحمد بيومي، لوكالة أنباء الروسية “سبوتنيك”، على الفيديو، الذي بثه موقع “سايت” الأمريكي المتخصص في تتبع أخبار التنظيمات المتطرفة، والذي يظهر شخصا ملثماً، يطلق التهديدات، بينما هو هارب في الصحراء، بقوله “هذا الشخص كان خائفاً وهو يسجل تهديده، ولكنه يحاول أن يبدو متماسكاً”.

وأضاف: “الفيديو حمل قدرًا مضحكًا من التهديدات، التي أصبحت مكررة ومنسوخة، لأن التنظيم نفسه لم يعد قادرًا على حماية نفسه، فهو الآن عبارة عن مجموعة من الأشخاص المحطمين، الذين يبحثون عن ملجأ لهم، بعدما اضطرهم الجيش العراقي إلى الهرب من الموصل، ويحاصرهم الجيش السوري في حلب، وتبحث عنهم طائرات روسيا كالجرذان، لتضع حداً لجرائمهم”.

وتابع: “هناك تساؤل لابد من طرحه هنا، ولكنني سأتركه مجرد تساؤل ولن أجيب عليه، لماذا لم توجه أي عمليات إرهابية من جانب التنظيم حتى الآن داخل الولايات المتحدة الأمريكية؟ ولماذا تقتصر العمليات على الدول الأوروبية، التي تتبنى مواقف عدائية من كافة أشكال الإرهاب، مثل روسيا وألمانيا وفرنسا؟”.

وهدد الإرهابي، الذي صور الفيديو بنفسه داخل سيارة في صحراء مترامية الأطراف، بتنفيذ عمليات إرهابية داخل موسكو، وضد المواطنين الروس في أي مكان، ووجه رسالته إلى الرئيس بوتين وهو يحذره بـ”إصبعه” كعادة الخائفين، بأنه — التنظيم- سيأتي إلى روسيا ويقتل أهلها، ويذبح الروس في بيوتهم.

وأكد بيومي أن الفيديو محاولة جديدة للكذب على الرأي العام العالمي، ولكنها محاولة فاشلة في إثارة رعب أي مشاهد للفيديو، حيث نجد تحذير الملثم المختفي انتهى بلقطات لبعض عناصر التنظيم الإرهابي، وهم يهاجمون بعض الجنود العراقيين، ويداهمون بعض الخيام، ثم وهم يجمعون بعض الأسلحة من الصحراء، وهي عملية توضح مدى الإفلاس الذي وصل إليه حال التنظيم”.

التهديد ضعيف اللهجة والحجة، الذي أطلقه تنظيم “داعش” الإرهابي، أمس، لم يكن الأول من نوعه، فمنذ نحو 20 يوما، وجه “داعش” رسالة مماثلة، بعدما ادعى أنه أسقط طائرة روسية في مدينة تدمر السورية، وهو ما ردت عليه روسيا بعملية عسكرية، قتلت فيها نحو 45 من مقاتلي التنظيم في هجمة واحدة، بينما فر الباقون إلى الصحراء، ليقعوا في أيدي قوات الجيش العربي السوري.

وكان الطيران الروسي وجه عدة ضربات ناجحة إلى عناصر تنظيم “داعش” الإرهابي في سوريا، حيث تمكن خلال أسبوع واحد، في فبراير الماضي، من قتل أحد أبرز القادة الدواعش وهو مغربي الجنسية، في حلب، وبعدها بأيام وجه ضربة قتلت نحو 150 داعشياً، سقطت عليهم صواريخ المقاتلات الروسية وحصدتهم.

وفي نوفمبر 2015، هدد تنظيم “داعش” المتطرف بشن هجمات في روسيا “خلال وقت قريب جدا”، ونشر ما يسمى “القسم الإعلامي” التابع لـ “داعش”، مقطع فيديو باللغة الروسية، يتضمن تهديدات لروسيا، ولكن كالعادة كان تهديداً أجوف.

شكرا للتعليق على الموضوع