يواخيم لوف.. 10 سنوات من الإنجازات مع ألمانيا

على مدار عشرة أعوام تولى فيها قيادة منتخب ألمانيا لكرة القدم نجح يواخيم لوف في تطوير “جيل ذهبي” لفت به الأنظار إلى كرة القدم الألمانية وحقق الفوز بمونديال البرازيل، لكن النجاح الرياضي ليس هو الشيء الوحيد الذي حققه.

في 16 أغسطس 2006 أي قبل عشرة أعوام قاد يواخيم لوف المنتخب الألماني لكرة القدم، لأول مرة كمدرب عام، خلفا ليورجن كلينمسان، واستطاع في ذلك اليوم أن يفوز على منتخب السويد 3- صفر، ثم فاز أيضا في المباريات الثلاثة التالية دون أن يدخل مرمى فريقه هدف واحد، وبهذا يكون المدرب الألماني الوحيد، الذي لم يدخل مرمى فريقه أي هدف في المباريات الأربعة الأولى له.

السر في اللعب بأربعة مدافعين

كان لوف زميلاً لكلينسمان في كلية الرياضة بمدينة “هِنِف” حينما كان الاثنان يدرسان للحصول على رخصة التدريب، وعندما تولى كلينسمان قيادة منتخب ألمانيا خلفا لرودي فولر عام 2004 اختار لوف ليكون مساعدا له.

وتقول مجلة “كيكر” في عددها الصادر الإثنين (15 أغسطس 2015) إن سبب اختيار كلينسمان له هو إعجابه الشديد بطريقة شرح لوف للعب بأربعة مدافعين عندما كانا سويا في كلية الرياضة، حيث استطاع لوف أن يشرح في دقيقتين مزايا اللعب بأربعة مدافعين.

وقبل أسبوعين من انطلاق كأس العالم في ألمانيا قام لوف بإعطاء المدافعين آنذاك: فريدريش، ميرتيساكر، ميتزيلدر، ويانسن درسا عمليا في هذه الطريقة، موضحا لهم أهمية التعامل وبسرعة مع تغير انتقال الكرة يسارا ويمينا وإلى الخلف وإلى الأمام.

وأضافت ممجلة “كيكر” “درَّس لوف أبجديات الدفاع الجماعي في المنطقة: تعطيل (الهجوم) والإبعاد خارج المنطقة واختيار اللحظة والسرعة المناسبة لذلك”.

آنذاك كان يواخيم لوف يرى أن اللاعبين في إيطاليا وإسبانيا وهولندا يدرسون النواحي التكتيكية في كرة القدم مبكرا، لكن في ألمانيا كان يجري التمسك بقيم الكرة الألمانية القائمة على: قوة الإرادة، الكفاح، والجري.

النموذج الإسباني المؤلم

وبعدما رفض كلينسمان تمديد عقده مع الفريق أعلن الاتحاد الألماني لكرة القدم في يوليو2006 اختيار لوف مدربا لمنتخب ألمانيا.

وتلاحظ مجلة كيكر أن المنتخب الألماني الآن بعد عشر سنوات من تولي لوف المسؤولية، أصبح مثار إعجاب في العالم، وصار عنوانا على كرة القدم الفخمة، عبر أقدام لاعبين مثل كروس، أوزيل، رويس، جوتزه، دراكسلر، بواتينج، خضيرة وهوملز وغيرهم.

كما أن لوف شارك في تطوير “جيل ذهبي” يقف على رأسه أسماء مثل شفاينشتايجر، وفيليب لام، وقام بتطوير أداء المنتخب الألماني إلى الناحية الهجومية قولا وفعلا.

ويشير لوف دائما وأبدا إلى نموذج الكرة الإسبانية كطريقة مثالية للعب متمثلا في التمريرات القصيرة المتقنة للاعبين على أعلى مستوى تقني مثل تشافي هيرنانديز وأندريس إنييستا، والتحكم المطلق في الكرة.

وتجرع لوف مرارة التفوق الإسباني في مناسبتين مهمتين، أولهما في ملعب فيينا عام 2008 حينما خسر نهائي كأس أمم أوروبا أمام المدرب لويس أراجونيس بهدف فيرناندو توريس.

أما الثانية فكانت في نصف نهائي مونديال جنوب إفريقيا 2010 عندما خسر أمام المدرب فينسنتى دل بوسكي بهدف لصفر أيضا سجله كارليس بيول.

نجاح رياضي واجتماعي.. ولكن!

على مدار الأعوام العشرة التي قاد فيها لوف (56 عاما) منتخب ألمانيا، شارك في ثلاث بطولات لأمم أوروبا وبطولتين لكأس العالم.

وكان أقل إنجاز له في جميع تلك البطولات هو الوصول لنصف النهائي، فقد ضاع حلمه في الفوز بأمم أوروبا أمام منتخب إسبانيا 2008.

وفي مونديال جنوب إفريقيا لفت المنتخب الألماني الأنظار بقوة بالفوز على إنجلترا 4-1 والأرجنتين بقيادة ميسي 4- صفر، لكنه اصطدم أيضا بالإسباني وخرج من نصف النهائي، لكن لوف أكد أن المستقبل في انتظار لاعبي فريقه.

في عام 2012 كان المنتخب الألماني على موعد مع “عقدة” إيطاليا في أمم أوروبا ببولندا وأوكرانيا، وكالعادة فازت إيطاليا 2- صفر لتصعد إلى النهائي وتخسر أمام إسبانيا.

وفي مونديال البرازيل 2014 تحققت نبوءة لوف بأن المستقبل ينتظر هذا الجيل، حيث فاز الفريق وبجدارة بكأس العالم، متغلبا في المباراة النهائية على الأرجنتين بهدف ماريو جوتزه. أما في 2016 فخرج لوف من نصف نهائي أمم أوروبا على يد منتخب فرنسا مستضيفة البطولة.

حصل لوف على العديد من الجوائز وتم تكريمه بأشكال عديدة فقد حصل على وسام الاستحقاق الألماني، ومنحته بلدته “شوناو” في منطقة الغابة السوداء لقب “المواطن الفخري”، كخامس شخص يحصل على هذا اللقب في تاريخ تلك البلدة، وأطلق اسمه على ملعب فريق شوناو ليصبح ملعب “يوغي لوف”.

وفي عام 2015 حصل على جائزة الإعلام الألماني، وفي حفل الجائزة تحدث لوف 12 دقيقة دون أن يقرأ من ورقة وكانت لحظات رائعة، حسب وصف صحيفة “بيلد” آنذاك، حيث كان الحديث عن كرة القدم أقل بينما كثر حديثه حول القيم والتسامح والاحترام والحرب والأزمات في العالم، وكيف يمكن للمنتخب الألماني أن يكون مثالا معبِّرا عن ألمانيا، ودعا لوف في كلمته أن تصبح ألمانيا بطلة للعالم أيضا في “التعايش السلمي والودي”.

على مدار السنوات العشرة طبق لوف ما كان يدعو إليه من مثل في المنتخب الألماني، بحيث أن المنتخب الذي سافر إلى يورو 2016 كان نصفه من أصول مهاجرة، فالمدرب لا يفرق بين لاعب وآخر بسبب لون أو دين أو عرق، كما أنه يضع معايير الروح الرياضية والالتزام تجاه روح الفريق معايير مهمة جدا في اختياره للاعبين.

DW

شكرا للتعليق على الموضوع