مارتن لوثر.. المتمرد على الكنيسة الذي غير وجه أوروبا

ولد مارتن لوثر في 10 نوفمبر 1483، ولد في مدينة أيسلبن والتي تقع ضمن الحدود الألمانيا حالياً، وكانت جزء من الإمبراطورية الرومانية الكاثوليكية المقدسة، وكان طموح والده أن يصبح مارتن محامياً لذك إهتم بتعليمه.

وفي عمر التاسعة عشر إلتحق مارتن بجامعة إيرفورت لدراسة القانون، ولكنه سرعان ما قرر ترك كلية القانون، وباع كتبه الدراسية، ودخل دير الرهبنة الأوغسطينية. ومن ثم بدأ في دراسات الكتاب المقدس والعلوم الدينية المسيحية الأخرى، أصبح يدرس اللاهوت والكتاب المقدس.

وعمل لوثر على ترجمة الكتاب المقدس إلى الألمانية من اللغة اللاتينية التي كانت اللغة الوحيدة التي سمحت الكنيسة الرومانية باستخدامها لقراءة الكتاب المقدس، ما أثر بشكل كبير على الكنيسة وعلى الثقافة الألمانيّة عموماً.

ويعتبر لوثر ومطلق عصر الإصلاح في أوروبا، في 31 أكتوبر 1517، علق لوثر على باب كنيسة جميع القديسين في فيتنبرغ، منشور بخمسة تسعين قضية يختلف فيها مع البابا وسلطات الكنيسة، وهي المرحلة التي يراها البعض بداية الإصلاح في أوروبا. وبسبب رفضه التراجع عنها، عملت الكنيسة على نفيه وحرمانه الكنسي وإدانت كتاباته ووصفتها بالهرطقات الكنسية وواعتبرته خارج عن قوانين الإمبراطورية.

في يناير 1518 قام مجموعة من أصدقاء لوثر بترجمة الأطروحات الخمسة والتسعين من اللاتينية إلى الألمانية، وطبعت ثم وزعت النسخ على نطاق واسع، فخلال أيام قليلة انتشرت في مختلف أنحاء ألمانيا، ومن ثم في جميع أنحاء أوروبا.

مع مرور الوقت وجد لوثر نفسه ينظم كنيسة جديدة، وفي ما بين عامي 1525 و1529 شكل لوثر هيئة للإشراف على الكنيسة، لخدمة المكان ووضع الكتب والشروح وتنظيم أشكال العبادة. أراد أن تكون الكنيسة لا مركزية، بحيث لا يمكن استبدال النظام التراتبي المعمول به في الكنيسة الكاثوليكية بآخر شبيه، ولذلك فقد أوجد الكنائس المحلية، وفصل لوثر الإدارة المالية من رجال الدين، وأمسكها لمسيحيين عاديين في مجالس خاصة لهذا الغرض.

ومن أبرز معتقادات ومقومات فكر لوثر اللاهوتي هي:

أولاً: أن الحصول على الخلاص أو غفران الخطايا هو هدية مجانية ونعمة الله من خلال الإيمان بيسوع المسيح مخلصاً، وبالتالي ليس من شروط نيل الغفران القيام بأي عمل تكفيري أو صالح، في وقت، كان اللاهوت الكاثوليكي الروماني يرى أن الإيمان وحده  أو التوبة وحدها لا تكفي لتكفير وغفران الخطيئة بل يجب أن تترافق مع أعمال صالحة كالأعمال الخيرية التي من ضمنها التبرع بالمال للكنيسة.

ثانيا: رفض السلطة التعليمية في الكنيسة الكاثوليكية، والتي تجعل من  البابا القول الفصل فيما يتعلق بتفسير الكتاب المقدس، معتبراً أن لكل فرد الحق في التفسير.

ثالثاً: أن الكتاب هو المصدر الوحيد للمعرفة المختصة بأمور الإيمان. رابعاً، عارض سلطة الكهنوت الخاص باعتبار أن جميع المسيحيين يتمتعون بدرجة الكهنوت المقدسة. خامسًا، سمح للقسس بالزواج. ورغم أن جميع البروتستانت أو الإنجيليين في العالم يمكن ردهم إلى أفكار لوثر، إلا أن المتحلقين حول تراثه يطلق عليهم اسم الكنيسة اللوثرية.

ومن بين ما كتبه لوثر كتاب “اليهود وأكاذيبهم” ويرى لوثر بأن اليهود لم يعودوا شعب الله المختار وإنما أناس الشيطان.

تزوج مارتن لوثر من كاترينا فون بورا، في 13 يونيو 1525، وهي واحدة من راهبات كاثوليكية كان قد ساعدهن في الهروب من دير سترسن في أبريل 1523.

توفي لوثر بعد أن أسس لمذهب مسيحي جديد يتبعه حالياً، حوالي 800 مليون بروتستانتي حول العالم تقريباً، من أصل بين 2.5 مليار مسيحي. يتوزع البروتستانت بالمجمل على سبعة عائلات وهي الأدفنست، والأنجليكانية، والمعمدانية، وكنائس الإصلاح، واللوثرية، والميثودية والخمسينية.

شكرا للتعليق على الموضوع