الاسد يرحب باتفاق وقف القتال في سوريا

يبدأ تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا عند غروب الشمس مساء اليوم، بعد غارات مكثفة نهاية الأسبوع.

ومن المقرر أن تعقب الهدنة، التي تستمر 10 أيام، غارات أمريكية-روسية على مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية، وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) المتشددين.

وأفادت وسائل الإعلام السورية الرسمية بأن الرئيس بشار الأسد رحب بالاتفاق، الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا في وقت متأخر الجمعة في جنيف، بعد أشهر من المحادثات بينهما.

وتعهد الأسد الاثنين باستعادة كل الأراضي من أيدي جماعات المعارضة، قبل ساعات فقط من بدء تنفيذ وقف إطلاق النار، الذي توسطت فيه روسيا والولايات المتحدة.

وتأتي تعليقات الأسد في الوقت الذي طالبت فيه عدة فصائل من المعارضة بضمانات بشأن الاتفاق.

وقالت جماعات المعارضة الرئيسية في سوريا إنها تريد إيضاحات من الولايات المتحدة بشأن موضوع الجماعات التي تعرف بأنها إرهابية، والتي لذلك قد تستهدف.

وليس هناك حتى أي توقف ملحوظ في القتال، مع استمرار الأعمال العدوانية بين قوات الحكومة ومسلحي المعارضة في حلب.

ويقول مراسل لبي بي سي هناك إن القصف المتقطع لا يزال مستمرا.

ومن المقرر أن يبدأ تنفيذ وقف مبدئي لإطلاق النار لمدة 48 ساعة مع غروب شمس الاثنين.

ويقول محللون إنه من المحتمل على الأكثر مع بدء الهدنة، استمرار وقف إطلاق النار في المناطق المحلية وتوسيع نطاق تطبيقه، وتأمين سبل الوصول إلى المناطق المحاصرة.

بيان بالموافقة :

وستصدر جماعات المعارضة السورية الرئيسية بيانا خلال ساعات تؤيد فيه وقف الأعمال العدوانية بدءا من غروب شمس الاثنين، بحسب ما نقلته وكالة رويترز عن مصدر في المعارضة.

وقال المصدر، الذي آثر ألا يفصح عن هويته “القرار اتخذ بالفعل. وسيصدر خلال ساعات قليلة بيان نحدد فيه هذا، لكن ستكون هناك تحفظات شديدة بشأن الاتفاق برمته. لكن النقطة المهمة أننا نوافق.”

وكانت جماعة الجيش السوري الحر قد قالت في رسالة إلى الإدارة الأمريكية إنها في الوقت الذي “ستتعاون فيه إيجابيا” مع وقف إطلاق النار، فإنها تعبر عن قلقها من أن يفيد الاتفاق الحكومة.

لكن جماعة متشددة أخرى من مسلحي المعارضة، هي أحرار الشام، رفضت الاتفاق.

وقال الرجل الثاني في قيادة الجماعة، علي العمر، في بيان بالفيديو: “جميع المعارضين الذي قاتلوا وعانوا لمدة ست سنوات، لا يمكنهم قبول أنصاف الحلول.”

ولكنه لم يقل صراحة إن جماعته لن تلتزم ببنود الاتفاق.

وقبل بدء سريان الاتفاق، شنت طائرات الحكومة السورية غارات مكثفة على عدة مناطق للمعارضة خلال نهاية الأسبوع، قتل فيها 100 شخص على الأقل.

كما شاركت الطائرات الروسية الحربية في العمليات في محافظتي إدلب، وحلب، بحسب ما ذكره نشطاء.

ويقول سباستيان أشر، محلل شؤون الشرق الأوسط في بي بي سي، إن تكثيف العنف حدث كذلك في حالات سابقة لوقف إطلاق النار في سوريا.

وقال أبو عبدالله، أحد السكان الذين يعيشون في مناطق مسلحي المعارضة في حلب “نأمل أن يكون هناك وقف لإطلاق النار حتى يستريح المدنيون. إن القصف يتواصل ليل نهار، وهناك قتل يستهدف أشخاصا بعينهم، وهناك مدن محاصرة.”

وأضاف “لم يعد المدنيون يأملون خيرا.”

ويجب على قوات الحكومة السورية – بناء على الاتفاق – إنهاء مهامها القتالية في مناطق محددة يسيطر عليها مسلحو المعارضة.

وتنشيء الولايات المتحدة وروسيا، بعد ذلك، مركزا مشتركا لقتال الجماعات المسلحة، ومن بينها تنظيم الدولة الإسلامية، وجبهة فتح الشام، التي كانت تعرف من قبل باسم جبهة النصرة.

وقد قتل حتى الآن في الصراع في سوريا – الذي بدأ بانتفاضة على الرئيس الأسد – ومازال مستمرا لأكثر من خمس سنوات، أكثر من 250 ألف شخص.

كما فر ملايين إلى الخارج، ويسعى كثير منهم إلى الحصول على اللجوء في دول الاتحاد الأوروبي، ولكن لا يزال نحو 18 مليون شخص باقين في سوريا، التي قسمها القتال بين قوات الحكومة، ومسلحي المعارضة.

b b c

شكرا للتعليق على الموضوع