علماء : تقدم مذهل في مواجهة الأمراض التنكّسية العصبية

اكتشف فريق من العلماء أنه على الرغم من وجود أسباب وأعراض متنوعة لمعظم أمراض الدماغ، إلا أنها تشترك بإحدى سلاسل الآليات المشتركة التي تؤدي إلى موت خلايا الدماغ.

ويذكر أن هذه العملية – التي سميت على نحو ملائم باسم parthanatos نسبة إلى الأنزيم الذي يدعى PARP وآلهة الموت عند الإغريق – تشمل تآكل البروتينات في الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين للخلية.

صورة للنواة أثناء خضوعها للموت الخلوي المبرمج المعروف باسم parthanatos حقوق الصورة: يينجفي وانج وآيهسون وو / كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز
صورة للنواة أثناء خضوعها للموت الخلوي المبرمج المعروف باسم parthanatos 

وباستخدام الخلايا المزروعة في المختبر، فقد أكملت الدراسة سلسلة الموت الخلوي المبرمج المعروفة باسم parthanatos. وكشفت دراسات سابقة عن كيفية مشاركة أحد البروتينات الذي يدعى بالعامل الميتوكوندري المحفز للموت الخلوي (AIF) في تقطيع الجينوم الموجود في نواة الخلية. ويعتقد الباحثون أن عامل AIF بحد ذاته لا يقطّع الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين عندما يترك مكانه المعتاد في الميتوكوندريا.

وقام يينجفي وانغ – والذي كان زميلاً لأبحاث ما بعد الدكتوراه آنذاك وهو الآن أستاذ مساعد في مركز ساوث ويسترن الطبي بجامعة تكساس – باختبار 160 بروتيناً بشرياً وتمييز أحدها الذي يدعى بعامل تثبيط هجرة البلاعم (MIF) بأنه يعمل جنباً إلى جنب مع عامل AIF.

ويقول تيد داوسون، وهو مدير معهد الهندسة الخلوية في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز والذي شكّلت أعماله السابقة مع فالينا داوسون أساساً للدراسة: “لقد وجدنا أن عامل AIF يرتبط بعامل MIF ويحمله إلى النواة، حيث يقوم عامل MIF بتقطيع الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين. ونعتقد بأن ذلك هو الخطوة النهائية في الموت الخلوي المبرمج المعروف باسم parthanatos”.

ويقول داوسون: “لا أستطيع أن أبالغ في التأكيد بكونه أحد الأنماط المهمة لموت الخلايا، فهو يلعب دوراً في جميع أشكال الأذيّة الخلوية تقريباً.” ومع ذلك، فقد نبّه أن قدرات عامل MIF في تقطيع الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين مرتبطة بشكل حاسم بالسكتة الدماغية فقط. وهو لا يزال واثقاً من أن هذا هو الاتجاه الصحيح للمضي فيه، حيث يضيف: “نحن مهتمون في معرفة ما إذا كان عامل MIF مرتبطاً أيضاً بمرض باركنسون والزهايمر وغيرها من الأمراض العصبية التنكّسية.”

هذا وإن الفهم الكامل للموت الخلوي المبرمج المعروف باسم parthanatos يفتح المجال أمام تطوير الأدوية المثبّطة لعامل MIF بهدف الوقاية من هذه العملية أو إضعافها أو إيقافها. ويعمل الباحثون باستمرار على تطوير مركّبات كيميائية يمكنها تثبيط عامل MIF في الخلايا المزروعة في المختبر.

ويمكن الاطلاع على تقرير عن هذه الدراسة في Science.

شكرا للتعليق على الموضوع