نصر الله: لبنان أمام “فرصة تاريخية” بعد انتخاب رئيس جمهورية

اعتبر أمين عام حزب الله حسن نصر الله، اليوم الجمعة، أن لبنان الآن أمام “فرصة تاريخية” بعد ملء الفراغ الرئاسي والسعي لتشكيل حكومة جديدة.

وقال نصر الله في تكريم أحد قادة حزب الله: “اللبنانيون أمام فرصة جديدة اليوم. بلدنا مستقر أمنيا بنسبة كبيرة …أمام فرصة حكومة جديدة وعندنا وضع في الاقليم لا أفق فيه… بالعكس المزيد من الحروب المشتعلة والقتال الدامي”.

وأضاف: “نحن كلبنانيين أمام فرصة تاريخية لنحمي بلدنا ونتعاون فيما بيننا ونحل مشاكله التي نستطيع عليها ونستطيع تأجيل القضايا العالقة ونعمل على إعادة إحياء المؤسسات”، وفقًا لما ذكرته وكالة “رويترز” للأنباء.

وبعد أن ظل لبنان بلا رئيس لأكثر من عامين ونصف العام انتخب مجلس النواب يوم الاثنين قائد الجيش السابق العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية بدعم من أحد أبرز خصومه السياسيين الزعيم السني سعد الحريري في إطار صفقة تسوية أدت أيضًا إلى تكليف الحريري بتشكيل الحكومة الجديدة.

ومن شأن تشكيل حكومة جديدة بدعم من الاحزاب القوية في البلاد أن يساعد على إعادة إحياء عمل الحكومة في بلد أصيب بالشلل على كافة الأصعدة الاقتصادية والسياسية مما أثار مخاوف على الاستقرار الامني.

وفور تكليفه تشكيل الحكومة عكف الحريري على عقد لقاءات مع رؤساء الوزراء السابقين ورئيس مجلس النواب نبيه بري الذي كان معارضا لقدوم عون إلى السلطة. كما أجرى استشارات نيابية مع النواب للوقوف على مطالبهم بشأن توزيع المناصب الوزارية وأولويات الحكومة.

وعانى لبنان زعزعة في الاستقرار جراء الحرب في سوريا حيث يقاتل حزب الله لدعم حكومة الرئيس بشار الاسد. وتعرض لبنان لسلسلة من الهجمات الانتحارية التي استهدفت مناطق شيعية والجيش.

ودعا نصر الله جميع الفرقاء السياسيين في البلد إلى التعاطي مع العهد الجديد بإيجابية قائلًا: “إننا أمام فرصة وطنية كبرى للانطلاق من جديد وللعمل سويا من أجل الحفاظ على بلدنا ومعالجة أزماته ومواجهة التحديات القائمة في هذا المحيط المتلاطمة أمواجه. هذا المحيط الصعب.. أعاصير وزلازل من حولنا”.

وتابع: “يجب أن نتجاوز خلافاتنا. نحن مختلفون بالموضوع الاقليمي مختلفون بموضوع سوريا وايران والسعودية والبحرين واليمن وحتى بموضوع فلسطين لكن لنضع خلافاتنا جانبا ونتعاون”.

وعلى مدى أكثر من عشر سنوات شكل الحريري -الذي سبق له أن شغل منصب رئيس الوزراء والمدعوم من السعودية- رأس حربة للمعارضة ضد حزب الله المدعوم من ايران.

وكان وزراء حزب الله وحلفاؤه قد أطاحوا بحكومة الحريري الأولى في 2011 عندما استقالوا من مناصبهم بينما كان مجتمعا في واشنطن مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

ويوم الخميس لم تُسم كتلة الجماعة الشيعية في البرلمان الحريري لرئاسة الوزراء في الاستشارات النيابية التي أجراها عون في القصر الرئاسي على الرغم من أنها لا تمانع في المشاركة في حكومته.

وساهم بري -وهو رئيس حركة أمل الشيعية وأحد أكثر الشخصيات نفوذا على الساحة اللبنانية- في تسمية الحريري بعد أن كان عبًر في السابق عن معارضته للصفقة مما هدد تشكيل الحكومة.

وفوض نصر الله بري التفاوض مع الحريري بشأن المناصب الشيعية في الحكومة قائلًا: “إذا لا يشارك بري وحركة أمل في الحكومة القادمة نحن لا نشارك”.

وأضاف: “نريد لهذا العهد أن ينجح وقد نكون معنيين أكثر من غيرنا أن ينجح. وأيضا نحن نريد لهذه الحكومة أن تُؤلف وأن تنجح”.

شكرا للتعليق على الموضوع