خبراء: المتشددون الصوماليون يكثفون هجماتهم وعدد القتلى يصل للمثلين

أكد خبراء أن الإسلاميين المتشددين كثفوا من هجماتهم في الصومال وأصبحوا يفجرون عبوات أكبر وأكثر تطورا مستعينين بالمزيد من الخبرات الأجنبية مما رفع عدد القتلى إلى المثلين مقارنة بالعام الماضي.

وقال محللون وأكاديميون لرويترز: إن تزايد وتيرة العنف يهدد إجراء الانتخابات الرئاسية وإعادة الإعمار في بلد يهجره سكانه بأعداد كبيرة وهو ما يعمق أزمة عالمية للهجرة.

وتكشف تلك النتائج -التي تم تسليط الضوء على بعضها في تقرير سيصدر عن الأمم المتحدة – التحدي الذي تواجهه الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب فيما تقاتل المتشددين الذين يريدون الإطاحة بها وفرض تفسيرهم المتشدد للشريعة الإسلامية.

وقال خبراء أمنيون إن المخطط وراء هجوم على طائرة في فبراير شباط بالتحديد يظهر المهارات المتنامية لحركة الشباب المتشددة المرتبطة بتنظيم القاعدة ووجود صلات محتملة مع حركات إسلامية متشددة في الشرق الأوسط ومناطق أخرى.

ووفقًا للأرقام التي أعطتها مؤسسة ساهان البحثية ومقرها نيروبي لرويترز فإن العبوات الناسفة بدائية الصنع قتلت 470 شخصًا في الصومال خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري ارتفاعا من 200 قتيل فقط في عام 2015 بكامله وأقل من 50 في عام 2010.

وقال جريج روبن وهو خبير في العبوات الناسفة بدائية الصنع في مؤسسة ساهان: إن حركة الشباب نفذت خمس تفجيرات بشاحنات ملغومة في الصومال هذا العام مما مكنها من اختراق الحواجز الدفاعية في معسكرات الجيش ومواقع أخرى كانت السيارات الملغومة لتجد صعوبة شديدة في اختراقها. وكانت تفجيرات الشاحنات الملغومة نادرة من قبل.

*عبوات مفرغة

وقال روبن: “يستطيعون الحصول على كميات كبيرة من المتفجرات”، مضيفًا، أن وزن بعض القنابل قدر بنحو 400 كيلوجرام أو أكثر.

وأوضح: أن السيارات الملغومة عادة ما تحتوي على 100 إلى 150 كيلوجراما من المتفجرات لأن المزيد منها سيثقل المركبة ويجعل من السهل رصدها.

وقال روبن: إن الإسلاميين زادوا من استخدامهم للعبوات المفرغة على الرغم من عدم وجود إحصاءات دقيقة لذلك.

وتوجه العبوات المفرغة الانفجار ليتركز في منطقة صغيرة ويمكن في بعض الأحيان أن تخترق الدروع ويشيع استخدامها في العراق وأفغانستان. ويقول مسؤولون صوماليون إن العبوات المفرغة استخدمت ما بين 20 و40 مرة في العامين الماضيين.

وذكر تقرير الأمم المتحدة الذي اطلعت عليه رويترز بشأن العبوات الناسفة المفرغة أن المحققين “حصلوا على معلومات… بشأن وجود عدد من المدربين على المتفجرات بدائية الصنع يتمتعون بخبرة اكتسبوها في مناطق صراع مثل أفغانستان والعراق وسوريا واليمن”.

*تهديد للطيران

القوات الصومالية وقوات الاتحاد الأفريقي أهداف متكررة في البلاد التي تقع على طريق ملاحي حيوي. ولم ترد قوات الاتحاد الأفريقي على طلبات بالتعليق.

وقال خبراء في أمن الطيران والمطارات إن محاولة إسقاط طائرة تابعة لخطوط دالو الجوية كانت متوجهة من مقديشو إلى جيبوتي في فبراير شباط أظهرت معرفة معقدة بصنع القنابل.

وتسببت القنبلة في فجوة في هيكل الطائرة لكن تفجيرها مبكرًا على ارتفاع منخفض أنقذها من التفكك في الجو.

وقال مارك فراي من منظمة (بانكروفت جلوبال ديفيلوبمنت) الأمريكية التي تدرب الشرطة الصومالية: “التهديد للطيران جديد بالتأكيد وأكثر تعقيدًا”، مضيفًا، أن السلطات الأمريكية وزعت صورًا على المطارات الأمريكية بعد أن ساورها القلق من إمكانية تفادي العبوة للرصد.

وقال تقرير أعده خبراء عينتهم الأمم المتحدة لمراقبة الأوضاع في الصومال: إن القنبلة تم تهريبها إلى داخل الطائرة في حقيبة صغيرة بمساعدة شركاء في مطار مقديشو وتمكن المنفذ من الجلوس في مقعد بجوار النافذة فوق جناح الطائرة وخزان الوقود.

وقال تقرير الأمم المتحدة: “تطور العبوة الناسفة يشير إلى أنها ربما صنعت بمساعدة فنية أجنبية… كان من شأن ذات التفجير على ارتفاع أعلى أن يتسبب في حادث مأساوي”.

وكان الهدف الأصلي للهجوم طائرة تابعة للخطوط الجوية التركية لكن الأمم المتحدة قالت إن الرحلة ألغيت. وتم إحباط محاولة أخرى لتفجير قنبلة في مطار بلدوين بالصومال.

شكرا للتعليق على الموضوع