يوميات دينا ابو الوفا … عارفين
عبارة ” الجنه تحت اقدام الأمهات ” و حديث الرسول ” أمك ثم أمك ثم أمك ثم ابوك” كنت بسمعهم كتير قوى و انا صغيره ……
بصراحه لازم اعترف انى كنت بحفظهم كده و خلاص من غير ما استوعب بجد معناهم و قيمتهم و السبب ورا هذا التبجيل و التعظيم وهذه التوصيه من رسولنا الكريم وهذا الوعد من الله …..
لانى و انا صغيره كنت طفله تتلقى الرعايه و الاهتمام و الحب و الحنان و عادة الطرف المستقبل فى اى علاقه لا يشعر بقيمة ما يمنح و بياخده ببساطه كأمر مسلم بيه و بديهى
بس لما كبرت و اتجوزت و بقيت ام اتبدلت الأدوار و بقيت الطرف المانح و ليس المستقبل …..
و هنا بقى و عند نقطه التحول دى تبتدى تقدر قيمة العطاء …
لانه بيتطلب منك طاقه مهوله ، مجهود كبير و تضحيه عظيمه ….
لما بقيت أم ، فهمت ليه الجنه تحت اقدام الأمهات و عرفت ليه ” أمك ثم أمك ثم أمك “
من اول ما البنت تسيب حضن ابوها و أمها و تتجوز راجل و تعيش معاه
من اول ما تشيل مسئوليه بيت بعد ما كانت مسؤوله من اَهلها …
من اول ما تحمل و تشيل طفل ٩ شهور … اهى دى لوحدها عايزه جايزه ،،،
عارفين يعنى ايه تعيش ٩ شهور شايله جواها طفل ،، ماشيه بيه ، طالعه بيه ، نازله بيه ، بتآكل بيه ، بتشتغل بيه ، بتنام بيه ، حتى النومه اللى متعوده عليها و بتحبها ممكن متعرفش تنامها ٩ شهور بحالهم علشان خاطره
و بتعرف من اللحظه دى انه معدش ينفع تبقى اهم حاجه فى حياة نفسها
و ان ولادها من هنا و رايح اهم منها و من اى حاجه ،،،،
ان ولادها هيكونوا لحد يوم مماتها اهم شىء فى الوجود و ان سعادتهم و راحتهم اولوية مفروغ منها و واجب هتعيش تأديه ،،،،
بتبقى عارفه ان اللى جاى كله تضحيه
….
تضحيه بالذات من اجل الغير
من اول التضحية بنومه هنيه علشان بترضع كل ساعتين ،، و بتغير بامبرز ،، و بتنضف قشط !!!!
مروراً بسهر جنب ابنها العيان ، السخن ، اللى بيرجع ، اللى بيكح
مروراً بسهرها جنبه و هو بيذاكر
و من حبها فيه بتبقى مش عارفه تقوله ملعون المذاكرة اللى مزعلاك و تعباك و مسهراك و لا تقوله ذاكر و جد و اجتهد لانها نفسها تشوفه احسن و انجح واحد على وجه الارض ،،،،،
مروراً بخوفها عليه اول مره يخرج لواحده من غير ما تمسك إيده و لا تقوله حاسب و لا تبقى عنيها فى وسط راسها ،،،
مروراً بأول مره يركب عربيه و يسوق و يبقى قلبها واقف من الرعب من اول ما يقفل الباب ورآه و هو خارج لحد ما يقفله وراه لما يرجع ،،،
مروراً بالدعوات اللى من جوه جوه قلبها و سورة يس اللى بتلازمها فى كل وقت علشان ربنا ينجحه و يسعده و يعلى مراتبه …..
بتنسى خلاص تدعى لنفسها و تسأل اى ام على أمنيه شخصيه تقولك معنديش مفيش ،،، بس ولادى اه و ترص مليون دعوه و أمنيه ….
مروراً بالحزن اللى يملاها و الدموع اللى تسيل لو شافت ولادها زعلانين من حاجه ،،،
مروراً بكل الاكل الحلو اللى بتدعى انها مش بتحبه و لا ليها فيه علشان هم ياكلوا نصيبها فيه ،،، اصلها بتبقى داقت لما تشوف فى عنيهم الرضا و بتشبع لو هم شبعوا ،،،
مروراً برحلة الشرا ،، تيجى تشترى لنفسها حاجه ترجع شاريالهم الدنيا و تقولك ملقتش لنفسى حاجه عدله !!!!
مروراً بالفسحه اللى ملهاش طعم من غيرهم و تبقى عايزه عنيهم تشوف كل اللى عنيها شايفاه ،،،
فى عز خنقتها و حزنها ، سعادتهم تفرحها
فى عز دموعها ما هى نازله ، ضحكتهم ترسم بسمتها
فى عز لحظات فشلها ، نجاحهم يواسيها
فى عز انكسارها ، عزتهم تقويها
لو فضلت اكتب مليون صفحه مش كفايه ،،،،،
لو فضلت أُوصِّف مش هخلص الكلام
فعلاً لما بنلعب دور متلقى العطاء غير لما بنلعب دور مانح العطاء ،،،،
” أمك ثم أمك ثم أمك “
اقرأ للكاتبة :