“القناص الفذ”.. أزمة جديدة تواجه الكرة الألمانية

بعد أن كانت ألمانيا بلد المهاجمين القناصين من طراز عالمي، كجيرد مولر وكلينسمان وكلوزه، لم نعد نسمع عن أسماء كبيرة لمهاجمين ألمان، ورغم أن العالم كله يحتفي حاليا بنجوم ألمان معروفين جدا، إلا أن هؤلاء ليسوا مهاجمين أساساً.

في الماضي كان يوجد في ألمانيا مهاجمون عظماء ينطبق عليه لقب “قناص”، نتذكر مثلا الأسطورة جيرد مولر، أحد أعظم المهاجمين في تاريخ الكرة، ويوب هاينكس، وكلاوس ألوفس، ورومينيجه وروبيش ويورجن كلينسمان ورودي فولر، وبيرهوف وميروسلاف كلوزه، الهداف التاريخي لنهائيات كأس العالم، وغيرهم كثيرون.

هؤلاء النجوم جعلوا المدربين في حيرة أمام قرار من يجلس على مقعد البدلاء ومن يعلب أساسيا، لكن الكرة الألمانية تعيش منذ مدة أزمة مهاجمين، فألمانيا لم يعد لديها مهاجم قناص، بل إن من كان يوصف بالقناص مثل ماريو جوميز أو توماس مولر أصبحا عاجزان عن التهديف.

فتوماس مولر لاعب بايرن، استطاع الموسم الماضي في الدوري الألماني (34 جولة) تسجيل 20 هدفا لكنه لم يسجل هذا الموسم هدفا واحدا حتى الآن رغم مرور 13 جولة، أما ماريو جوميز، الذي خاض 12 مباراة مع فريقه فولفسبورج فلم يسجل سوى 3 أهداف.

ومن ينظر إلى جدول هدافي الدوري الألماني هذا الموسم بعد مرور 13 جولة سيجد أن المراكز الأربعة الأولى هي لغير الألمان، فالمتصدر هو لاعب دورتموند، الجابوني أوباميانج (15 هدفا) يليه الفرنسي أنتوني موديسته، لاعب كولونيا (12 هدفا)، ثم البولندي ليفاندوفسكي قناص بايرن (9 أهداف) فالبوسني فيداد إبيسيفيتش لاعب هيرتا برلين (8 أهداف).

وفي المركز الخامس برصيد ثمانية أهداف أيضا يأتي الألماني تيمو فيرنر لاعب لايبزيج، الذي أثار جدلا واسعا السبت الماضي عندما اتهم بادعاء السقوط في منطقة جزاء شالكه ليحصل على ركلة جزاء، افتتح بها هدفي فريقه في الفوز على شالكه 2-1، واسترداد المركز الأول من بايرن ميونيخ.

وفي المركز السادس يأتي الألماني ساندرو فاجنر لاعب هوفنهايم برصيد 7 أهداف أي أقل من نصف ما سجله أوباميانج، ثم تتوالي الأسماء الألمانية في فئة من سجلوا ثلاثة أهداف أو هدفين أو أقل.

انقراض المهاجم الألماني الفذ

هذا الموسم اختفت أسماء كانت مميزة أيضا مثل شتيفان كيسلينج لاعب ليفركوزن، وماكس كروزه لاعب بريمن الحالي، ولم يعد هناك مهاجم صريح ألماني يخشاه المنافس، بل حتى في المنتخب الألماني بعد اعتزال كلوزه لم يعد يوجد قلب هجوم يعتمد عليه يوآخيم لوف، وإنما يقوم مدرب منتخب ألمانيا بالاعتماد على لاعبين يتحركون في خط الوسط مثل أوزيل وجوتسه ورويس (عندما لا يكون مصابا)، ومولر أيضا.

المدير الرياضي الحالي لدى الاتحاد الألماني لكرة القدم هانزي فليك، الذي سبق أن عمل لمدة 8 سنوات مساعدا ليوآخيم لوف، يعتبر أنه على مايبدو فقد “انتهى عصر القناصين الألمان أصحاب المستوى العالمي، مشيرًا إلى أن الاتجاه السائد الاعتماد على لاعبين يخترقون من العمق والأطراف.

جزء من أزمة الهجوم في ألمانيا كان نتيجة لتطور كروي على مستوى العالم، ففرق مثل مانشستر يونايتد تحت قيادة أليكس فيرجسون أو برشلونة مع وجود ميسي أو المنتخب الأسباني (كلها) حققت نجحات بدون وجود مهاجم قناص تقليدي، ومعظم الأهداف أصبحت تسجل الآن من خلال التوغل السريع في منطقة جزاء الخصم وليس الانتظار عند نقطة الجزاء، حسب ما كتبت صحيفة بيلد.

وفي الدوري الألماني لا يظهر الآن أي قلب هجوم يمكن ليوآخيم لوف الاعتماد عليه كبديل لكلوزه مثلا، فالمهاجمون من الشباب الواعد مثل، دافي سيلكه مازالوا في بداية الطريق مع فرقهم في الدوري، ويرى هانزي فيلك أن من أسباب غياب قلب الهجوم في الكرة حاليا هو أن كل اللاعبين الناشئين يقتدون حاليا بنجوم متألقين، ولكنهم ليسوا مهاجمين أصلا، ويوضح قائلا: ” قدوة الأطفال حاليا هو كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي ومسعود أوزيل وماركو رويس وماريو جوتزه.

DW

شكرا للتعليق على الموضوع