الجيش العراقي يحقق مكاسب في معركة الموصل الصعبة

قال الجيش العراقي، اليوم السبت، إنه سيطر بالكامل على منطقتين أخريين في شرق الموصل وأجبر مقاتلي تنظيم داعش على التقهقر في زحف بطيء وصعب بالمدينة التي يواجه سكانها البالغ عددهم نحو مليون شخص نقصا متزايدًا في الوقود والمياه والغذاء.

وقال بيان عسكري من جهاز مكافحة الإرهاب، إن الجنود سيطروا على حيي المرور والقادسية الأولى ليوسعوا نطاق سيطرتهم في شرق المدينة.

ورغم التقدم المعلن فإن تقدم الجيش في الموصل لا يزال بطيئا بشكل ملحوظ ويواجه هجمات مضادة وحشية من المتشددين المدربين جيدا والمدججين بالسلاح رغم قلة عددهم.

وفي محاولة لتغيير آليات الحملة التي دخلت أسبوعها السابع شق جنود من فرقة مدرعة طريقهم في عمق المدينة يوم الثلاثاء في هجوم على مستشفى يعتقد أن التنظيم حوله إلى قاعدة عسكرية.

لكن الجنود اضطروا للانسحاب من المستشفى بعد هجوم مضاد وشرس لمقاتلي التنظيم الذين نشروا ست سيارات ملغومة على الأقل رغم قول بعض السكان إن الجيش تمكن من السيطرة على بعض المناطق القريبة.

وتسيطر وحدات جهاز مكافحة الإرهاب على نصف الضفة الشرقية من المدينة التي يشقها نهر دجلة من منتصفها. ويقود الجهاز حملة الموصل منذ اجتيازه دفاعات التنظيم في الضواحي الشرقية من المدينة في أواخر أكتوبر تشرين الأول.

وقال صباح النعماني المتحدث باسم الجهاز في تصريح للتلفزيون العراقي، إن قواته باتت على مسافة ثلاثة أو أربعة كيلومترات من نهر دجلة معربا عن أمله في السيطرة على الأحياء المتبقية على الضفة الشرقية للنهر “بنفس السرعة” التي حققتها قواته حتى الآن.

وتدل تصريحاته على أن السيطرة الكاملة على شرق الموصل لن تنجز قبل يناير في تأخير عن هدف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي باسترداد كل المدينة بنهاية العام.

وتحدث قادة عراقيون عن تخفيف الضغط عن أفراد جهاز مكافحة الإرهاب في الشرق بفتح جبهة جديدة في جنوب غرب الموصل حيث تتمركز وحدات من الشرطة خارج المدينة.

لكن الضباط يقولون إنه يجري نقل ثلاث كتائب من الشرطة من جنوبي الموصل إلى الضفة الشرقية حتى يمكن أن يسهموا بشكل مباشر في تعزيز الهجوم هناك.

وقال ضابط بالجيش، إنه من المتوقع وصولهم يوم السبت وسيتولون مهمة طرد التنظيم من حي الوحدة التي يقع به مستشفى السلام الذي كان هدفا لهجوم الأربعاء.

*أزمة الشتاء

هزيمة داعش في أكبر مدينة تخضع لسيطرتها ستسدي ضربة قوية للخلافة المعلنة في العراق وسوريا.

وفي العراق أُجبر التنظيم بالفعل على الانسحاب من تكريت والرمادي والفلوجة رغم أن المتشددين ما زالوا يحتفظون بالسيطرة على مساحات كبيرة من مناطق سنية نائية قرب الحدود السورية وعلى منطقة تقع إلى الجنوب الشرقي من الموصل.

لكن التقدم البطيء في الموصل أثار مخاوف بين السكان ومنظمات الإغاثة من احتمال اضطرار المدينة لمواجهة ظروف حصار لعدة أشهر.

ومع دخول الشتاء ومحاصرة الجيش وحلفائه للمدينة من جميع الجهات تزداد المشكلات الإنسانية.

وتعرضت وكالات الأمم المتحدة التي وزعت مساعدات داخل المناطق التي استعادتها القوات العراقية للمرة الأولى يوم الخميس لتدافع شديد من قبل السكان الذين حاولوا اجتياح مقر توزيع المساعدات في ظل معاناتهم من نقص حاد في الغذاء والوقود والمياه وبقائهم محاصرين لأيام في بعض الأحيان بسبب القتال.

وأطلقت الشرطة العراقية النار في الهواء وهددت باستخدام خراطيم المياه كي تحافظ على النظام.

ويقول سكان في المناطق التي لا تزال خاضعة لتنظيم داعش، إن أسعار الغذاء ارتفعت وزادت تكلفة الوقود ثلاثة أضعاف.

وقال موظف مساعدات عاد مؤخرا من منطقة في الموصل في تصريح لرويترز، “بالتأكيد توجد حاجة كبيرة داخل الموصل للمساعدات الطبية والإنسانية”.

وتابع قائلًا، “ما لا نعرفه اليوم هو حالة المؤسسات الطبية في الموصل واحتياجات السكان بالضبط”.

وقال مسؤول محلي، إنه علاوة على نقص الغذاء والوقود قطعت إمدادات المياه إلى مناطق كبيرة من الموصل قبل أسبوعين عندما أصيب أنبوب خلال قتال.

وتسعى السلطات إلى تخفيف النقص بإرسال عشرات الشاحنات المحملة بالمياه يوميا إلى الأحياء الخاضعة لسيطرتها.

رويترز

شكرا للتعليق على الموضوع