نانسى فتوح تكتب : خواطر حالمة ..

أحياناً يأخذنا خيالنا بعيداً عن واقعنا .. خاصة إذا كان الواقع الذي نعيش فيه الآن يحمل الكثير من الصعوبات .

فكثيراً ما نبدأ يومنا بأحلامنا كشباب وبالطموحات التي تملأنا بالحماس وبالحب ولكن .. سرعان ماتنقشع الأحلام ونستيقظ على الواقع الذي هو بعيد كل البعد عن الخيال.

فنهرب من واقعنا إلى أحلامنا ومن المعقول إلى اللامعقول، ونتخيل حياة خاصة بذاتنا بكل أحلامنا.

ولكني أتسائل دوماً .. لماذا سميت أحلامنا أحلام؟

ألأنها لا تعدو كونها أحلام؟!

إذاً فلماذا نتشبث بها وكأنها واقع لابد منه؟!

ولماذا نحزن حين تتلاشى أحلامنا وهي ليست إلا حُلم؟!

ألم نعي يوماً بأن أحلامنا كوابيس كتلك التي تعتري النائم؟!

أو لربما تكون أحلامنا مجرد أضغاث لا صلة لها بالواقع ولن تكون؟

ألم نعي بأن أحلامنا تشكل جزء كبير من حياتنا الحقيقية؟!

كيف لا وهي تسرقنا من واقعنا ونحن متيقظون ..

وتباغت هجعتنا وتنفث في خيالنا طلاسمها، بينما تغطّ أعيننا في سبات .

جميلة هي الأحلام حين نلوذ بها حينما يضيق واقعنا .. وتعيسة هي حين تصطدم بقسوته.

ولكنها تبدو شقية حين تُحيل حياتنا إلى مسرح لأحلامٍ نرجوها ونفترضها، فنبقى عالقين بها.

وننسى تماماً أن الواقع يبدو أجمل فعلاً لأننا نلمسه بحقيقته وكينونته وواقعه ووقائعه ونعيشه بأشخاصه.

نهرب لأحلامنا حين يخنقنا قيظ الواقع .. ونختبئ في لجاجته حين تتهشم أمنياتنا.

الأحلام هي بضاعة المشتاق .. وزاد العشاق .. وهي جنة الفقير .. ورؤيا الضرير ..

الأحلام أن أرى روحك تراقص روحي .. رغم اللامكان بيننا .. واللا زمان.

في أحلامنا فقط نقول ونفعل مانشاء بلا خوف ولا تردد .. هناك نكون مانريد.

نتعرى أمام رغباتنا المكبوتة .. وأفكارنا المسجونة .. وحقيقتنا المخنوقة.

هناك في أحلامنا فقط نحن من يمارس دور البطولة .. وهنالك نضع النهايات كما نريد.

موهومٌ من قال أن الأحلام لا تصير .. محرومٌ من جرّد روحه من الأحلام.

بائسٌ من انتزع من حياته وريدها وأريجها.

فلولا الحلم بالنور لبقينا قابعين في عتمة الواقع.

ألم يكن النور حلماً لشخصٍ ما؟

ولولا الحلم ما اقتربنا من بعضنا ونحن في أقطار الأرض قانطين.

إذاً أليس بوسع أحلامنا أن تكون حقيقة؟!

ربما .. إذا كان لدينا الإيمان الكافي بأن الحلم ليس ملاذاً فحسب .. بل حقيقة قد تصير يوماً أجمل مما رسمناه في خيالنا الممتد.

لذا احلم كما تشاء واستيقظ من غفلتك واعمل على تحقيقها.

لكن لا تنس أن تؤمن بماتريد، ليصير واقعاً أجمل.

وعش حياتك متصالحاً مع أحلامك .. لتعرف طريقها نحوك.

فأنا أعلم تماماً أن كل يوم يمر يُدنيني من حلمي ..

يا أجمل أحلامي التي أؤمن أنها ستصير إلي واقعاً أجمل مما تمنيت..

وكما قال الأديب والفيلسوف – جبران خليل جبران-:

“أفضل أن أكون أصغر الناس ولي أحلاماً أسعى إلى تحقيقها، على أن أكون أعظمهم ولكن مجرداً من الأحلام”

فاحلموا كما تشاؤوا ليصبح الحلم حقيقة وحاولوا أن يكون حقيقة .

اقرأ للكاتبة :

كبرياء امراة

 

شكرا للتعليق على الموضوع