خطر أكبر من “داعش”… قنبلة موقوتة تهدد الملايين في العراق
هناك سد يعتبر أكثر خطورة من “داعش” وانهياره قد يقتل الملايين.
ورد في صحيفة “newyorker” الأمريكية مقالة بعنوان “مشكلة أكبر من داعش”، وجاء في المقالة أن فريقا من المهندسين في الجيش الأمريكي قد عاين السد الذي يقع على نهر دجلة بعد 25 ميلا (أي قرابة 40 كيلومتراً) شمالي الموصل في العراق.
فالسد اليوم ينهار وأي تشقق في جدرانه من شأنه أن يخلق موجة “تسونامي” هائلة قد تقتل قرابة مليون ونصف مليون شخص، وفقا لتقييم المهندسين.
وبحسب تقرير المهندسين، فقد كان السد، الذي بناه الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين، هدفاً جذَب تنظيم “داعش” نظراً لأنه ينظم تدفق المياه إلى مدينة الموصل وإلى ملايين العراقيين الذين يعيشون على طول نهر دجلة.
بين جدرانه، ترتفع مياه النهر 370 قدماً (113 متراً) عن الضفة. وخلفه يوجد خزان بطول 8 أميال (13 كيلومتر) يحوي 11 مليار متر مكعب من المياه.
في العام 2014، احتلّ “داعش” مدينة الموصل، التي يقطنها نحو مليونا شخص، كجزء من حملة شرسة لبناء خلافته الجديدة في الشرق الأوسط (واليوم تدور معارك شرسة بينه وبين القوات العراقية التي تسعى لاستعادة المنطقة).
وفي 7 أغسطس 2014، اجتاح مقاتلو التنظيم الإرهابي قرية وأنه العراقية وتوجهوا إلى سد الموصل الذي كان تحت سيطرة مقاتلين أكراد، فاستهدفوهم عن بعد ودارت معارك شرسة بينهم أفضت إلى هرب نحو 1500 عراقي كانوا يعملون على السد، ليتمكن الدواعش من إحكام سيطرتهم عليه ونهب وتدمير المعدات التي كان يستخدمها العمال.
إلاّ أن الأكراد استعادوا سيطرتهم عليه بعد عشرة أيام، وذلك بعد أن اتصل نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن برئيس إقليم كردستان في العراق مسعود برزاني وحثّه على استعادة سد الموصل في أسرع وقت ممكن، بناءً على تخوّفات مسؤولين أمريكيين من أن يحاول “داعش” تفجيره.
لكن المشكلة ليست هنا، فبحسب الصحيفة، قام مسؤولون أمريكيون بفحص السد ليكتشفوا أنه على حافة الانهيار، وأن مشكلته لم تكن بنيوية، فهو بُني بأساسات تستطيع تحمّل قصف جوّيّ (وهو ما حصل في حرب الخليج حينما قصفت المقاتلات الأمريكية المولّد الخاص بالسد لكنه بقي سليماً).
وتنقل الصحيفة عن عزام الواش، وهو مهندس مدني عراقي-أمريكي عمل كمستشار في سد الموصل، فإن مشكلة السد أنه يقع في المكان الخطأ إذ أن أسس مبنية على صخور قابلة للذوبان، ولذلك فإنه بحاجة إلى مئات الموظفين يعملون على مدار الساعة من أجل ضخ الإسمنت في قعر الأرض تحت السد من أجل إبقائه ثابتاً.
ومن دون ذلك، تتفتت الصخور تحت السد ما يجعله ينهار. الخطر الأكبر الذي يهدد الناس في شمال العراق قد لا يتعلّق بمن يسيطر على المدينة والطرقات، بل بالسد نفسه، بحسب الصحيفة، فإذا انفجر السد، سيتسبب على الأرجح في كارثة بمقاييس تاريخية، إذ أنه سيخلق موجة بطول 100 قدم (أي حوالي 30 متراً) تبتلع كل ما في طريقها على مدى 100 ميل (160 كيلومتراً). مساحات واسعة من مدينة الموصل ستغرق بالكامل في أقل من 3 ساعات! وعلى طول ضفة نهر دجلة، ستغرق مدن وقرى عراقية، لتصل، بعد أربعة أيام، موجة بطول 16 قدماً (حوالي 5 أمتار) إلى بغداد التي تضم 6 مليون شخص.
اللافت أن السلطات العراقية لا تعطي الأمر أهمية كبرى أو ربما لا تريد أن تعترف بتحذيرات المسؤولين الأمريكيين، علماً أنه في الجلسات الخاصة، يتحدث عراقيون عن مؤامرة. وينقل كاتب المقال عن مسؤول أمريكي سابق قوله “أعرف كثيراً من العراقيين الذين يعتقدون أن الأمر هو مجرّد ضغط نفسي تمارسه الحكومة الأمريكية، وأنا لا أتحدث فقط عن مواطنين عراقيين عاديين بل مسؤولين كبار أيضاً”. ويتابع المسؤول السابق معتبراً أن المشكلة هي القصور الذي يتملّك العراقيين، والذي بدأ في عهد صدام حسين الديكتاتوري، حينما كان يخاف المسؤولون من أخذ المبادرة في أي شيء.
“العراقيون سيتجاهلون المشكلة إلى أن يأتي اليوم الذي ينهار فيه السد”، يضيف المسؤول السابق “لقد رأيت ذلك يحصل مراراً وتكراراً؛ فإذا كان الزعيم راضياً فلا مشكلة”. وبحسب الواش: “إذا حصل خرق في السد، فلن يكون هناك تحذير”. يقول الواش، مضيفاً “إنها قنبلة نووية لا يمكن التوقع متى يشتعل فتيلها”.
سبوتنيك