مصطفى جودة يكتب : بوست ” #دينى_يامرنى_ان_اكون_كريما “
الذين لا يهنئون المسيحين بأعيادهم وينقدون من يهنأهم اود ان احكى لكم حكايتين قد تساعدا في تغير وجهة نظرهم والله على ما أقول شهيد:
الحكاية الأولى:
عندما كنت في مشروع البكالوريوس ذهبت الى الهيئة العامة للتصنيع لمقابلة مدير عام الإدارة المعدنية بالهيئة المهندس كامل مقصود الشماع رحمه الله ليعطينى بيانات عن عملية تلبيد خامات الواحات البحرية والتى قد تستخدم لانتاج الحديد والصلب والتى تحتوى على نسبة 1.38% من كلوريد الصوديوم والذى سيسبب تآكل اجهزة وماكينات التلبيد.
رحب بى الرجل واستقبلنى بمودة بالغة وأعطانى اكثر مما طلبت وطلب منى ان امر عليه للمزيد وقد كان .
وعندما تخرجت ذهبت لاعطيه نسخة من المشروع ولأشكره على ما فعله معى وقال لى لماذا لاتأتى للعمل معى من اليوم؟
قلت له أنا منتظر التكليف للعمل معيدا وحاليا انا مسجل ماجستير بالجامعة الأمريكية. قال الرجل سيكون عملك هنا افيد لك وسأسمح لك بالخروج متى اردت لانهاء الماجستير.
وفعلا حدث هذا وتعينت في نفس اليوم واصدر تعليماته ان اخرج في اى وقت اريد وعيننى باحثا بالهيئة وعضوا في لجنة البحث العلمى المرموقة مع استاذ الجيل سعد الراجحى.
عندما جاءتنى منحتى الشخصية للسفر لأمريكا حاول جميل زكريا “المسلم” تعطيلى بدون عدل ولولا تسخير المولى لى بوجود كامل مقصود “المسيحى” (ايضا احمد عزت المهيرى “المسلم” ) لأضاع على جميل زكريا سفرى لامريكا.
نسيت ان اقول ان هذا الرجل الكريم علمنى كيف اكون فعالا فيما اكتب واقول وانه كان يضعنى في لجان بها اساطين الصناعة في مصر ولم يحدث ابدا ان يكون بها عضوا في عمرى حينه.
الحكاية الثانية:
بعد اسبوع من سفرى لامريكا ذهبت لآداء صلاة الجمعة وكنا حينها نستخدم احد القاعات بمنزل يسمى “انترناشونال هاوس” وكان من عادة الاستاذ المشرف ان يمر علينا -طلابه الحاصلين على منح – اربع مرات يوميا احداهن في الواحدة عقب ساعة الغذاء مباشرة والتى يأخذها الجميع .
عندما مر الرجل يومها لم يجدنى فتسرب اليه الشك انى ربما اكون زوغت بقية اليوم وهو ما يعتبر خطيئة حينها.
عندما رجعت سألنى عن تأخرى في الحضور فأبلغته انى ذهبت لصلاة الجمعة وشرحت له ماهى ، فاعتذر وقال لى خذ بقية اليوم كله لفعل ذلك فضحكت وقلت له انى فقط احتاج لنصف ساعة بعد ساعة الغذاء التى يأخذها الجميع وظل يلح ويصر ان آخذ النصف الاخير من الجمعة وانا ارفض.
هناك روابط كثيرة بين البشر واختلافات ولابد للمشترك ان يحتفى به
اننا جزء من الانسانية ولا بد لنا ان نؤكد دائما المشترك بيننا وبين الآخر في دين او ملة او نحلة او ثقافة ، وليتذكر الرافضون لتهنئة المسيحين والناقدون لذلك قول المولى عز وجل:” ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون” المائدة 82
انى لى قصصا اخرى كثيرة بالغربة لم ار خلالها الإ كل احترام لدينى وقيمى وثقافتى من هؤلاء القوم الذين امدوا لى يد العون وتلقى العلم على ايديهم.
ان دينى الكريم يأمرنى بأن اكون كريما وانسانا مع بقية البشر وان احبهم واشاركهم سعادتهم وسرورهم ولن ينقص ذلك من دينى شيئا ، على العكس .
#دينى_يامرنى_ان_اكون_كريما
ا.د : مصطفى جودة – الجامعة البريطانية بالقاهرة .
اقرأ للكاتب :