يوميات دينا ابو الوفا … عارفين
بالرغم من ان الكثير منا قد يكونوا ممن يفضلون و يحرصون دائماً على وضع الأشياء فى احدى المنطقتين إما الأبيض او الأسود ….
الا انه قد تمر بِنا فى هذه الحياه الكثير من المواقف و العديد من العلاقات ، التى تأخذنا لنسكن المنطقه الرماديه رغماً عنا وبدون نية مسبقه لذلك …
و من أخطر العلاقات التى قد تؤدى بِنَا الى تلك المنطقه المحظوره هى الصداقه بين الرجل و المرأه ….
إن علاقه الصداقه فى العموم ، من أسمى و اجمل و أرقى العلاقات الإنسانيه على وجه هذا الكون منذ بدء الخليقه ……
والمتعارف عليه ان هذه العلاقه عادة ما تجمع بين بنى نفس الجنس ،
اى بين إمرأة و اخرى أو رجل بآخر …
و لكن ان تجمع الصداقه بين رجل و إمرأة فهذه العلاقه فى رأيى الشخصى ، تكون بمثابة “السهل الممتنع” و هى ما تكون فى كثير من الأحيان “سلاح ذو حدين “…
لماذا !!!!
لأنها بكل المقاييس علاقه شائكة تحتاج الى كثير من القوانين لتقننها و تضمن بقاءها فى مسارها الصحيح ….
تتطلب تلك العلاقه، رجل و امرأه على قدر عالى من تفتح الذهن ، العقلانيه ، الرزانه و المنطق …..
يجمعهما الإيمان القوى ، بقدسية الصداقه كعلاقة انسانيه ساميه فى المقام الاول …
تتطلب أيضاً ، اثنان على قدر كبير من النضج و التفهم لأبعاد تلك العلاقه ، بما هو مسموح و غير مسموح ، بِمَا يجب ان يكون و بما لا يجب ان يكون ….
تحتاج الى الاتفاق ودياً و ضمنياً على الخطوط الحمراء التى لا يجب تعديها بأى شكل من الأشكال …..
تحتاج الى درجات عاليه من الاحترام المتبادل بين الطرفين …
تحتاج الى ان يتفهم كل طرف ظروف الطرف الأخر و ادراك حقيقه ان الإبقاء عليها ليس بالأمر السهل وسط تحديات المحيطين بهما …
فمن المؤكد ان لكل منهما حياة قائمة بذاتها …
قد تتمثل تلك الحياه مثلاً فى وجود شريك حياه ، فى بيت و أسره ، فى عمل ، فى التزامات اخرى تجاه أناس آخرون …
مما قد يجعلهما يشعران بين الحين و الاخر انهما يعيشان حياتان منفصلتان فى آن واحد …..
تتطلب تلك الصداقه الفريده، الى الاستمرارية فى مراقبه حقيقه المشاعر التى يكنها كل طرف للاخر بدقه ، والحرص على الا تتعدى مشاعر الاخوه و الصداقه الخاليه من اى رومانسيه او مشاعر حب …
ان يريا بعضهما البعض كأخ و أخت .
لا أكثر و لا أقل …..
بدون كل تلك الشروط الجوهرية ، ينساق الاثنان حتماً الى المنطقه الرمادية التى تختلط فيها المشاعر بين الصداقه و الحب …
و يقف الطرفان فى المنتصف بين النقطتين مما قد يزيد الامر تعقيداً
لا هما حبيبان و لا هما صديقان …
اذن فما هو تعريفهم ، ماذا يطلقون على نفسهما !!!!!!
سؤال يبعث بداخلهم خليط من الحيره و التخبط و الرهبة و الشك ….
سؤال ، قد يؤدى بحياة تلك الصداقه للأبد بلا رجعه …
اقرأ للكاتبة :
كيف لامرأة ان تعود لمن مزق أغلى ما تملك …. قلبها ..