الحرب في سوريا تضع المحبين في طابور الانتظار

الحب لا يفنى وسط الحرب ولا يتوه ولا يضيع، فقط الحب يبقى يعيش بداخل الإنسان وإن سقطت الدنيا كلها من حوله…بهذه الكلمات، بدأت “نوار” حديثها، وتقول لقد فرقت الحرب الكثير من الأحبة، فمنهم من ذهب إلى جبهات القتال فيما هاجر آخرون إلى خارج البلاد، ومنهم أيضاً من فرقتهم المعارك وإن كانوا لا يبعدون سوى مسافة ضئيلة بعضهم عن بعض.

أنتظره…

تتحدث نوار ذات 32 عاما، قائلة: تعرفت على خطيبي منذ عامين وهو ضابط احتياط بالجيش السوري، في مثل هذا اليوم، في إحدى مناسبات الأصدقاء، حيث كان القدر أن يحول مزحة صغيرة إلى قصة حب، لا أستطيع رؤيته كثيراً، ولكن كلماته تصبرني وتجعلني أنتظره، لن احتفل غداً بعيد الحب معه، ولكن أيضاً لن أستسلم لليأس، فالحب من شأنه أن يلهينا للحظات عن المأساة التي تعترضنا كل يوم…ولا حل للأزمة من دون حب…صحيح أن الحرب خانت المحبين والعشاق، ولكن نحن كشباب سوريين لن نخون وطننا.

الحرب تشتت…

قد تكون الحرب أبشع ما يمكن أن يمر به الإنسان، القتل، الدمار، الذكريات التي تدفن تحت أنقاض من الأحجار سقطت بفعل  تساقط القذائف من الهواء، رائحة الموت التي تنتشر في المدينة كنار في الهشيم، أي حياة يمكنك أن تعيشها في تلك الأجواء وأي مشاعر يمكنها أن تنتابك وسطها، ولكن عندما تحب شخصا بصدق رغم عدم لقائك به نتيجة صعوبة عمله،  فتجد أن الأمل والصبر طريقك من أجله، ومع حلول عيد الحب هذا العام، تتمسك  “ماريا” ذات 28 عاماً بالأمل من رؤية حبيبها التي لم تقابله منذ ثلاث سنوات رغم وجودهما في مدينة دمشق، ولكن أبعدته عنها المعارك التي قسمت المدينة وشتت الأحبة.

الأمنيات…

تسكن “رجاء” (25) عاماً في دمشق، فيما يخدم  حبيبها “يوسف” في مناطق دير الزور، تروي رجاء لوكالة الأنباء الروسية “سبوتنيك”: أحببنا بعضنا قبل ست سنوات أنا وابن  خالتي، واحتفلنا بعيد الحب

سوياً في العامين 2010 و2011، قبل أن تقسم الحرب البلاد لقسمين شرقي وغربي.

تضيف منذ ذلك الحين، ونحن نتواصل عن طريق الواتساب، ولم نلتق وجهاً لوجه أو نحتفل بعيد الحب معًا.

وتتابع رجاء قررت هذا العام أن أحضر له مفاجأة بسيطة أرسلتها مع صديقه تمكن من النزول إلى دمشق للعلاج نتيجة إصابته بالقدم، وتضيف، والحزن ظاهر على وجهها “أتمنى أن تكون شبكة الإنترنت جيدة حتى اتصل به  وأراه.

البعد والشوق…

وفي أحد مواقع الجيش السوري عند مشارف الغوطة الشرقية ينقش الجندي “محمود” اسم زوجته “صبا” على زنده الأيسر.

يجلس محمود بين زملائه في إحدى الثكنات العسكرية الملاصقة لجوبر، يشجع بعضهم بعضًا، فمنهم من يحتفل بعيد الحب للمرة الأولى بعيدًا عن حبيبته وآخرون اعتادوا على الفراق، إذ مرت ستة أعوام على آخر مرة احتفلوا بها بهذا العيد.

ويقول محمود لم احتفل في السابق بعيد الحب، لكن البعد عن زوجتي جعلني أشعر بجمال هذا العيد، لا يمكنني في هذا البعد سوى أن أقوم ببعض الأشياء التي قد تسعدها، وأصوّرها لها لأرسلها عبر واتس آب.

وفي غرفة مجاورة، يخبّئ الجندي “صفوان” بين أمتعته شالا أسود اللون كانت قد قدمته خطيبته له ليقيه برد الشتاء،  يقول: أنا على هذه الجبهة منذ أكثر من  أربع سنوات، ونسّقت موعد إجازتي تزامنًا مع عيد الحب لأفاجئ حبيبتي بعودتي إلى حمص” في وسط سوريا، يضيف صفوان  أجبرتني الحرب على حمل السلاح، لكن يحقّ لي أن أحبّ.

وكالات

شكرا للتعليق على الموضوع