روبوتات عملاقة للبحث عن الذهب في أعماق المحيطات
فيما تبحث العديد من الشركات عن فرص التعدين على سطح القمر، رأت شركة كندية أنه بالإمكان العثور على المعادن الثمينة في أماكن أقرب بكثير من الفضاء.
إذ من المنتظر إرسال مجموعة من الروبوتات إلى الرواسب المعدنية في أعماق المحيطات بحلول العام 2019، في تجربة لمخطط جديد مثير للجدل.
فمع نضوب مخازن الثروات المعدنية في البر، أصبح التعدين في قاع المحيطات أكثر جاذبية باعتبار أن قاع المحيطات يحتوي على الذهب والنحاس وغيرها من رواسب المعادن الثمينة التي تستخدم في صنع الأجهزة الإلكترونية، وأدوات الطاقة المتجددة وحتى آلات التصوير الطبي.
ولكن أعمال التنقيب في أعماق البحار قد يكون لها تأثير سلبي على الحياة البحرية في أعماق المحيط، مثل قيام الروبوتات بتدمير منازل الكائنات البحرية وإزعاج الأنواع الحساسة منها.
وتخطط شركة التعدين الكندية “نوتيلوس للمعادن” لإرسال روبوت إلى “أماكن الألغام” الغنية بالنحاس والذهب في مياه بابوا في غينيا الجديدة.
ويبدو أن دولا أخرى ستلحق بالركب قريبا، حيث منحت الهيئة الدولية لقاع البحار، التي تنظم عمليات التعدين في أعماق البحار، 25 عقدا دوليا للبحث عن المعادن في جميع أنحاء العالم.
وقال البروفيسور، مارك هينينجتون، وهو عالم جيولوجي في مركز أبحاث “GEOMAR-Helmholtz” في ألمانيا، إن “هناك عمليات جديدة قد ظهرت لحماية مخزون الذهب”، ويقوم هينينجتون وغيره من الباحثين في الأكاديمية الأمريكية للتقدم العلمي بإعداد قائمة بالأماكن المحتملة لوجود المعادن الثمينة في قاع البحر والتي سيتم عرضها في الاجتماع السنوي في بوسطن للعام 2017.
وأشار الدكتور، جيمس هاين، وهو عالم بهيئة المسح الجيولوجي في الولايات المتحدة في تقرير لقناة “إن بي سي نيوز″، إلى أن المعادن التي سيتم استخراجها من أعماق المحيطات لن تحل محل الثروات المعدنية في البرية، على الرغم من أن قاع البحر يحتوي على كميات كبيرة من المعادن.
وأكد هاين أن من شأن التعدين تحسين مستوى المعيشة في الدول النامية مثل الصين والهند، فضلا عن الحاجة إلى مخزون كاف من هذه المعادن من أجل استخدامها في مجال الطاقة المتجددة، مثل توربينات الرياح والألواح الشمسية التي تتطلب المعادن النادرة المتواجدة في أعماق المحيط.
وهناك ثلاثة أنواع رئيسية من المعادن، يحتمل العثور عليها في أعماق المحيط وهي رواسب العقيدات المتعددة المعادن التي يمكن إيجادها على عمق 6 آلاف متر، أما النوع الثاني فهو قشور الحديد والمنغنيز التي توجد على عمق ما بين 400 إلى 5 آلاف متر، فيما يتمثل النوع الثالث من الرواسب المعدنية في معادن الكبريتيدات والتي تتشكل حول فتحات الماء الحار في قاع البحر، وهذا النوع من المعادن يحتوي على النحاس والذهب والزنك والفضة.
وسيعمل روبوت شركة “نوتيلوس” عن طريق الزحف في قاع البحر والتقاط العينات ليتم نقلها إلى السطح، ولن تكون هذه المهمة سهلة بسبب ضغط المياه ودرجات الحرارة الباردة للغاية.
ويعمل الباحثون في الشركة على القيام بتجارب تحاكي عمليات التنقيب في أعماق البحار ليروا كيفية تأثيرها على البيئة الطبيعية.
روسيا اليوم