حسن حمزة يكتب : هل قرأ السياسيون التاريخ بإمعان ؟
قراءة التاريخ بكل موضوعية و استخلاص العظة و العبرة من المسلمات عند العقلاء من الاولين و الآخرين ، فعندما نحلل القضايا و نضعها على طاولة الحوار و النقاش فإننا لابد و أن نتوخى جانب الحيادية و المهنية وننظر لها من جميع الزوايا حتى نخرج بدراسة واقعية نحصل من خلالها على نتائج ايجابية تقوّم أية قضية تطرأ على المجتمع تكون سبباً في إحداث المظاهر السلبية فيه .
فمثلاً الشعوب الانسانية حينما تضع ثقتها بالسياسيين فإنها حتماً تنتظر منهم أن يقدموا لها كل ما يحقق احلامها و يدخل عليها مظاهر العيش الكريم و الحياة الكريمة و قيادتها بكل إخلاص إلى بر الامن و الامان ، ويجعلها تشعر بكرامتها وعزتها ، لا أن تعيش وسط ركام الفساد و الافساد ، فعجباً أين تلك الوعود و الأيمان الغليظة التي اقسم بها السياسيون قبل دخولهم قبة البرلمان أو دار الامارة أو قصر الخلافة ؟
هل هذا خُلق نبينا الكريم ( صلى الله عليه و أله و سلم ) ؟
هل هذا خُلق الخلفاء الراشدين ( رضي الله عنهم ) ، فهذا عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) يحاسب و ينزل القصاص العادل حتى مع اقرب الناس إليه و حسب تعاليم السنة السمحاء .
فيا سياسيو العرب ألم تقرأوا التاريخ بإمعان و تستخلصون العظة و العبرة من رموز الامة و قادتها العظماء أمثال الخلفاء الراشدين و الصحابة الاجلاء ( رضي الله عنهم ) ؟ .
فالخليفة عمر تعامل مع ابنه بكل حزم و صلابة و طبق الحكم الاسلامي بحقه عندما ارتكب الجرم .
فأين انتم يا سياسيو الفساد و الافساد ؟ اتعظوا ، حاسبوا انفسكم قبل أن تقفوا غداً للحساب ، أليس كلكم راعٍ و كلكم مسؤول عن رعيته ، راجعوا حساباتكم ، انظروا ماذا دونتم في صحائف اعمالكم ؟ هل ساد فيهم سبل العيش الكريم و الحياة الحرة الكريمة ؟ أم خلفتم فيهم الدمار و الخراب و الفقر و البطالة فعاشوا بفضلكم قوانين شريعة الغاب ؟ فمتى تنتبهون من غفلتكم ؟
ومن هنا تنكشف لنا الدوافع و الاسباب بضرورة رحيل حكومات العراق بكل عناوينها التي عاثت الفساد و الافساد في البلاد ، فهجرت العباد فتجلت تلك المطالبات في مشروع الخلاص عندما طالبنا بضرورة تشكيل حكومة وطنية مؤقتة تتولى إدارة الامور وصولاً بالبلاد إلى قيام الحكومة المهنية الوطنية ذات الولاء للعراق و العراقيين و بعيدة عن الطائفية و لا تخضع لقوانين المذهبية و القبلية المقيتة بل تتمتع بكفاءات وطنية ومن مختلف شرائح المجتمع العراقي ومن أهم فقرات هذا المشروع : (( حل الحكومة و البرلمان و تشكيل حكومة خلاص مؤقتة تدير شؤون البلاد إلى أن تصل بالبلاد إلى التحرير التام و بر الامان ، كذلك يشترط أن لا تضم الحكومة أياً من المتسلطين السابقين من اعضاء تنفيذين أو برلمانيين ، و أن يكون جميع اعضاء حكومة الخلاص المهنية المطلقة بعيداً عن الولاؤات الخارجية و خالية من التحزب و الطائفية وغير مرتبطة ولا متعاونة ولا متعاطفة مع قوى تكفير و ميليشيات و إرهاب ولا يشترط أي عنوان طائفي أو قومي في أي عضو من أعضاء الحكومة من رئيسها إلى وزرائها )).
بقلم : حسن حمزة – العراق