المغرب يحتفل بأسبوع الوئام بين الأديان

التلغراف – وجدة – المملكة المغربية : نظمت جمعية شباب من أجل السلام وحوار الثقافات بشراكة مع جمعية شباب من أجل حقوق الإنسان الدولية ومؤسسة مؤمنون بلا حدود ومركز :أميديست”، لقاء بين قادة شباب مسلمين ويهود من أجل تعزيز قيم السلام والتسامح والحوار.

وفي مستهل كلمته، قال زكرياء الهامل رئيس جمعية شباب من أجل السلام  “إن فكرة أسبوع الوئام بين الأديان  ترتكز أساسا على العمل الرائد لمبادرة كلمة سواء التي انطلقت في عام “2007، حيث دعت كلا من العلماء المسلمين والمسيحيين للحوار بناء على وصيتين أساسيتين مشتركتين، وهما حب الله وحب الجار، من دون المساس بأي من المعتقدات الدينية الخاصة بهم. وتعدّ هاتان الوصيتان في صميم الأديان السماوية الثلاث، لتوفر بذلك أصلب أرضية دينية عقائدية ممكنة.

وتتعدى مبادرة أسبوع الوئام بين الأديان هاتان الوصيتان من خلال إضافة “حب الخير، وحب الجار”، وتشمل هذه المعادلة كل أطراف النوايا الحسنة، بالإضافة إلى جميع الأفراد الذين يؤمنون بديانات أخرى، أو ممن لا يؤمنون بأي ديانة.

كما أكد المتحدث بأن التعايش بين الأديان بالمملكة المغربية يعد واقعا فعليا، إذ شهد المغرب، مثله مثل دول أخرى من الشرق الأوسط، حراكاً شعبياً لم يصل إلى حد الثورة، لكنه طالب بالإصلاح الحكومي، مما أدى إلى تغييرات عديدة منها الاستفتاء على دستور جديد يحدّ من صلاحيات العاهل المغربي، وانتخابات أدت في نهاية الأمر إلى فوز حزب العدالة والتنمية الإسلامي.

بينما تَخوَّف العديد من الناس من أن حزباً سياسياً إسلامياً لن يحترم معتقدات المواطنين غير المسلمين، يبيّن المغرب التزامه بتشجيع العيش المشترك بين الشعب المغربي من كافة الخلفيات الدينية تحت راية حزب العدالة والتنمية.

المغرب أرض للسلام والتعايش

يُعدّ المغرب من بين أكثر دول المنطقة استقراراً وتعايشاً بين مختلف الديانات والثقافات المكونة للنسيج الاجتماعي المغربي. فقد عاشت مدينة فاس العريقة والمصنفة من طرف منظمة اليونسكو ضمن التراث العالمي الإنساني، حدثاً مهماً في 13 شباط/فبراير، وهو افتتاح الكنيس اليهودي “صلاة الفاسيين” بعد ترميمه.

وفي هذا الإطار، يشهد المغرب نشاطات أخرى يشجعها الملك والحكومة المغربية، وأحدث الأمثلة على هذا اللقاء الأخير الذي نظمته جمعية شباب من أجل السلام حول دور المجتمع المدني في تعزيز ثقافة الحوار والتسامح والوئام بين الأديان بالعاصمة المغربية الرباط،  تم فيه اجتماع قادة شباب يمثلون الديانات السماوية الثلاث، وهم: عضو الكنيسة الكاثوليكية بالمغرب، وأعضاء الجمعية اليهودية بالمغرب جمعية ميمونة، ورئيس جمعية شباب من أجل السلام.

اجتمع هؤلاء القادة على طاولة واحدة وتحدثوا عن واقع تعايش الأديان وأجابوا عن الأسئلة حول هذا الموضوع. وقد شاركهم في هذا الحوار مجموعة شباب مغربي من مختلف المعتقدات الدينية، وقد طرحوا العديد من الأسئلة حول الديانات الإبراهيمية الثلاث، والتي تمت الإجابة عليها في جو حضاري بدون تعصب ولا مشاحنات. كما نوهت الطائفة اليهودية بالمغرب بجهود الملك محمد السادس باعتباره أمير المؤمنين لجميع الديانات.

وفي تصريح ل “ التلغراف ” أكد رئيس جمعية شباب من أجل السلام بأنه تقع على عاتقه مهمة نشر أسبوع الوئام في العالم العربي والاسلامي، خاصة في أوساط الشباب العربي، والمغربي بصفة خاصة، وأضاف “كما لا ننسى بأن حوالي ألفي شاب مغربي التحق بتنظيم الدولة الإسلامية مؤخرا حسب تقرير للأنتربول”.

يذكر أن “أسبوع الوئام العالمي بين الأديان” هي المبادرة التي أطلقها الملك عبد الله الثاني ملك الأردن أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وتم إقرارها بالإجماع عام 2010 كأسبوع عالمي سنوي لنشر الوئام والمحبة والتفاهم والعيش المشترك بين البشر جميعًا باختلاف أديانهم.

شكرا للتعليق على الموضوع