محسن عقيلان يكتب : تفجير سانت بطرسبورغ خطير لكن مختلف

ما ان وقع تفجير مترو سانت بطرسبورغ حتى قام الجميع في وسائل الاعلام المحلية و العالمية  على اختلاف مشاربهم بالتنديد و ادانة الحادث لكن اختلفوا في التفسير و التحليل و القاء التهم  حتى بدأ يتشكل فريقين  الاعلام الغربى وما تبعه من اعلام عربى يدعم فرضية ان أصابع المخابرات الروسية خلف الحادث و فريق اخر من الاعلام الروسى  ومن تبعه من اعلام عربى  بتلميح ان أصابع المخابرات الامريكية تقف خلف الحادث كيف وصلت الأمور الى كل فريق و ماهى مبرراته او ادلته على هذه الفرضيات

الفريق الأول :

اما الفريق الأول المكون من الاعلام الغربى ومن دارفي فلكه من اعلام عربى مال والمح في كثيرمن التحليلات الى فرضية ان من يقف خلف الحادث المخابرات الروسية مستندا على مجموعة من المبررات

1 – ان الحادث يصُب في مصلحة بوتين ليزيد من قبضته الحديدية  و تحصين جبهته الداخلية  بسبب تصاعد موجة الاحتجاجات ضد الفساد في البلاد و خاصة اتهام شريكه في الحكم رئيس الوزراء ميدفيدف  بالاستيلاء على 1.2 $ مليار دولار .

2-  للتغطية على الصعوبات الاقتصادية التي تمر بها روسيا .

3-  تدعم موقفه في زيادة التدخل العسكرى خارج البلاد خاصة في سوريا .

4-  وأضافوا دليل اخر لدعم فرضيتهم  هو مجرد وجود بوتين في المدينة ذلك يعنى ان  هناك إجراءات  امنية مضاعفة و مشددة وتساءلوا عن كيفية الاختراق .

الفريق الثاني :

هو الاعلام الروسى  ومن معه من اعلام عربى  مال الى فرضية  ان من يقف خلف الحادث  المخابرات الامريكية  cia  وجاءت هذه الاتهامات من خلال قيام موقع روسي شهير(روزبالت) باتهام المخابرات الامريكية مباشرة على موقعه  و بسبب غير مفهوم  تم سحب الخبر ، أي ان الرسالة المطلوبة وصلت ، وان الجهات الرسمية في روسيا لا تستبعد هذه الفرضية ، ويدعم هذه الفرضية بوتين نفسه عندما قال نحن ندرس كل الأسباب التي أدت الى الحادث اى ان  كل الأطراف تحت طائلة الاتهام .

 والفرضية الأخرى التي بنى عليها هذا الفريق ان وسائل الاعلام الغربى تناقلت بسرعة انه تفجير مزدوج  حتى أعلنت روسيا بشكل رسمي انه تفجير واحد  وانهم وجدوا قنبلة أخرى في محطة سابقة على نفس الخط وضعها منفذ التفجير  ولم تنفجر .

لكن بعيدا عن كل فريق و مبرراته  استطاعت الجهة المنفذة  توصيل رسالة شديدة  وقاسية لبوتين  بسبب تواجده شخصيا في ذلك الوقت في المدينة  و أيضا ضربة قوية  لفريق (درع المدن ) وهى وحدة خاصة  مرتبطة بوزارة الدفاع مباشرة شكلت لحماية وسائل النقل العام منذعام 2014 ، ورسالة للجيش الروسى ان اى قصف  في سوريا سيكون الرد داخل المدن الروسية  .

اذن الحادث هذه المرة خطير من جهة وجود بوتين ، ومختلف من جهة ردة الفعل  .

فالجانب الروسى استوعب الضربة و لم يتصرف بردة فعل  كما حدث في تفجيرات مماثلة في المدن الأوروبية  ، وسلطت وقتها الضوء على الإسلام فوبيا  ، والسبب ان ظروف روسيا تختلف لان المسلمين مكون اساسى  في المجتمع الروسى، ومناطق الحكم الذاتي و الجمهوريات السوفيتية السابقة حتى ان بعض وحداتها العسكرية الموجودة في سوريا من المناطق المسلمة ، و أخيرا هذا الحادث لن يكون الأخير  لانه حدث في أوج الإجراءات الأمنية و في ظل وجود بوتين فماذا سيحدث في وقت التراخى الامنى .

الكاتب : باحث فى العلاقات الدولية

Tamaly200552@gmail.com

اقرأ للكاتب :

مؤتمر الشتات في اسطنبول ..تساؤلات لا اتهامات

 

شكرا للتعليق على الموضوع