أمريكا تطلق صواريخ على قاعدة جوية سورية في تصعيد للتوتر مع روسيا
أطلقت الولايات المتحدة، اليوم الجمعة، عشرات من صواريخ كروز على قاعدة جوية سورية، قالت إن هجومًا مميتا بأسلحة كيماوية انطلق منها هذا الأسبوع، وذلك في تصعيد للدور العسكري الأمريكي في سوريا سرعان ما فجر توترًا مع روسيا.
وبعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه أمر بالهجوم قال متحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن الضربة أضرت بشدة بالعلاقات بين واشنطن وموسكو.
وقال مسؤولون أمريكيون، إن سفينتين حربيتين أمريكيتين أطلقتا 59 صاروخ كروز من شرق البحر المتوسط على القاعدة الجوية التي تسيطر عليها قوات الرئيس بشار الأسد ردا على هجوم بالغاز السام في منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة يوم الثلاثاء.
ونسبت وكالات أنباء إلى ديمتري بيسكوف المتحدث باسم بوتين قوله إن الرئيس الروسي، وهو حليف وثيق للأسد، يعتبر أن التحرك الأمريكي “عدوان على دولة ذات سيادة” بناء على “ذريعة مختلقة” ومحاولة لصرف انتباه العالم عن القتلى المدنيين في العراق.
وهذا أعنف تحرك أمريكي مباشر حتى الآن في الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ ست سنوات في خطوة تضع ترامب في مواجهة أكبر أزمة تتعلق بالسياسة الخارجية منذ تنصيبه في 20 يناير الأمر الذي زاد خطر حدوث مواجهة مع روسيا وإيران أهم داعمين عسكريين للأسد.
وقال مسؤولون أمريكيون إنهم أخطروا القوات الروسية بأمر الضربات الصاروخية قبل حدوثها وإنهم حرصوا على تفادي إصابة جنود روس في القاعدة. وأضافوا أنه لم تقع ضربات على أجزاء من القاعدة كان جنود روس موجودين فيها. لكنهم قالوا إن الإدارة الأمريكية لم تسع لنيل موافقة موسكو.
وقال ترامب وهو يعلن الهجوم من منتجع مار الاجو في فلوريدا حيث كان يجتمع مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، “المحاولات السابقة على مدى أعوام لتغيير سلوك الأسد فشلت كلها فشلًا ذريعًا”.
وأمر ترامب بالهجوم بعد يوم من إلقائه بالمسؤولية على الأسد في الهجوم الكيماوي الذي وقع هذا الأسبوع وأدى لمقتل 70 شخصًا على الأقل بينهم كثير من الأطفال في بلدة خان شيخون. ونفت الحكومة السورية مسؤوليتها عن الهجوم.
وانطلقت الصواريخ، وهي من طراز توماهوك، من السفينتين الحربيتين بورتر وروس حوالي الساعة 0040 بتوقيت جرينتش يوم الجمعة وأصابت عدة أهداف بينها مدرج الطائرات ومحطات للتزود بالوقود في قاعدة الشعيرات الجوية التي تقول وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إنها استخدمت لتخزين أسلحة كيماوية.
وأبلغ مسؤول دفاعي أمريكي رويترز، بأن الهجوم هجوم “مُفرد” مما يعني أنه من المتوقع أن يكون ضربة واحدة وأنه لا توجد خطط حاليا للتصعيد.
وقال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، إن الضربة لا تعنى تغير السياسة الأمريكية الأشمل بشأن سوريا.
وأضاف للصحفيين، “هذا يدل بوضوح على أن الرئيس مستعد لاتخاذ تحرك حاسم عندما يتطلب الأمر… لن أحاول بأي شكل أن أفسر ذلك بأنه تغير في سياستنا أو موقفنا فيما يتعلق بأنشطتنا العسكرية في سوريا حاليا. لم يحدث تغيير في هذا الوضع”.
*الجيش يعلن مقتل ستة
قال الجيش السوري، إن ستة أشخاص قتلوا في الهجوم الذي أسفر عن حدوث أضرار مادية كبيرة. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أربعة جنود سوريين على الأقل بينهم ضابط كبير قتلوا في الضربات التي دمرت القاعدة بشكل كامل تقريبًا.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية كابتن جيف ديفيز، “المؤشرات الأولية هي أن هذه الضربة ألحقت أضرارا بالغة أو دمرت طائرات سورية والبنية التحتية الداعمة وكذلك معدات في قاعدة الشعيرات مما يقلص قدرة الحكومة السورية على استخدام أسلحة كيماوية”.
وذكر التلفزيون الرسمي السوري، أن “العدوان الأمريكي” استهدف القاعدة “بعدد من الصواريخ” ونقل عن مصدر عسكري قوله إن الضربات أحدثت خسائر.
وسعى ترامب لتصوير الهجوم، الذي كان يحدث بينما كان يوشك على الانتهاء من العشاء مع الرئيس الصيني، على أنه محاولة لردع سوريا عن استخدام أسلحة كيماوية في المستقبل.
وقال في وقت لاحق، “شن الدكتاتور السوري بشار الأسد هجوما مروعا بالأسلحة الكيماوية على مدنيين أبرياء… واليوم أمرت بضربة عسكرية موجهة للقاعدة الجوية السورية التي انطلق منها الهجوم الكيماوي”.
وأضاف “من مصلحة الأمن القومي الأمريكي منع ودرء انتشار واستخدام الأسلحة الكيماوية الفتاكة”.
ونددت إيران التي تدعم الأسد أيضا بالهجوم.
ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية عن بهرام قاسمي المتحدث باسم الخارجية قوله، “تدين إيران استخدام الأسلحة الكيماوية… لكنها في الوقت ذاته تعتقد أن استغلال هذا الأمر ذريعة لاتخاذ تحركات أحادية الجانب أمر خطير ومدمر وانتهاك للقوانين الدولية”.
وأشادت إسرائيل بالتحرك.
وقال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بيان، “بعث الرئيس ترامب قولا وفعلا برسالة قوية وواضحة اليوم مفادها أنه لا تهاون مع استخدام وانتشار الأسلحة الكيماوية”.
واختلفت ردود فعل المشرعين الأمريكيين وانتقد بعضهم قرار ترامب استخدام القوة دون الحصول على موافقتهم.
وقال السناتور تيم كين الذي كان مرشحا عن الحزب الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس في انتخابات 2016، “الكونجرس سيعمل مع الرئيس لكن عدم سعيه للحصول على موافقة الكونجرس أمر غير مشروع”.
وقال دبلوماسي كبير في مجلس الأمن الدولي، إن من المتوقع أن يجري المجلس مشاورات مغلقة يوم الجمعة بشأن الهجوم الأمريكي بناء على طلب من بوليفيا العضو المنتخب في المجلس.
رويترز