الهوية الضائعة… رحلة بحث عن النفس

 بيروت – تقلا ابراهيم : ضمن سلسلة علوم الايزوتيريك كتاب “الهوية الضائعة – رحلة بحث عن النفس” تأليف المهندس بول أبي درغام. تضمّ الرواية 176 صفحة من الحجم الوسط. منشورات أصدقاء المعرفة البيضاء، بيروت.

   الهوية الفردية مفهوم تناولته سلسلة علوم الإيزوتيريك، إنطلاقاً من ارتباطه بالنفس البشرية وبخبراتها في عالم المادة من جهة، ومن ارتباطه بحقيقة الكيان الانساني والذات الإنسانية، عالم الحقيقة الذي يشكّل الهوية الحقيقية للإنسان، من جهة أخرى.

 إنّ رحلة البحث عن النفس البشرية، والهدف من الوجود، والحقائق الهاجعة في طيات وعي الباطن تبدأ من النفس البشرية، ومن صلب  المجتمع والحياة اليوميّة ، بعيداً عن التصوّف والعزلة.

النفس البشرية تجسّد الهوية الفردية الأرضية

والذات الإنسانية تجسّد الهوية الحقيقية.

أمّا الروح فهي البصمة الإلهية في الانسان

إنها هويّته الكونيّة.

    “الهويّة الضائعة” يتناول قصّة شاب، في مقتبل العمر، رافقته تساؤلات وجوديّة منذ أن كان طفلاً، شأنه شأن العديد من الناس، لكن من دون أن يلقى الإجابات التي ترضي منطقه العلمي وفكره المتحررّ. لم يوفّر هذا الشاب وسيلة لإرضاء فضوله حول غوامض النفس وخفاياها، حول طاقاتها ومسبباتها، الى أن سقط في هاوية التلاعب بالباطن والشعوذة النفسيّة… وتعرّض لممارسات أفقدته ذاكرته، وبالتالي أضاع هويّته…

    خلال رحلة بحثه عن تاريخه وهويّته، عرّفته صديقة قديمة الى علوم الإيزوتيريك، علوم الجوانب الغامضة من كلّ علم ، وخصوصاً علم النفس الذي تخصصت فيه قبل تعرّفها الى الإيزوتيريك.

   يغوص الكتاب في شرح ركائز النفس البشرية كما تشرحها علوم الإيزوتيريك في مؤلفاتها المتنوّعة، التي ناهزت المئة كتاباً بقلم الدكتور جوزيف مجدلاني (ج ب م)، ترجم عدد كبير منها الى أكثر من سبع لغات أجنبيّة.

     يعرض الكتاب لمواضيعٍ متعدّدة، يشكّل محور فهم النفس وتفاعلاتها، بدءاً بازدواجيّة المشاعر والفكر، ودور كلّ منهما في رسم ملامح الشخصيّة، الى اكتشاف السلبيات المترسّخة والموروثة وفهمها، والتعرّف الى كيفية إقتلاعها من النفس، مروراً بمعرفة دور التجارب الحياتية في صقل الوعي، وصولا الى كشف الممارسات الخطيرة والضارة بالباطن وتوضيحها، المنتشرة تحت مسميات التنويم  المغناطيسي، والإيحاء الذاتي والسفر الكوكبي…

” التنويم المغناطيسي خرق للخصوصيّة الباطنية وسلب لإرادة الآخر، حتى ولو كان موافقاً. إنه عبث بسلاح قاتل لا يغيّر نتيجته جهل هذا الواقع.”

   “الهوية الضائعة” رواية تجسّد ضياع الانسان عموما ً عن حقيقة مصدره وجهله لأهمية دوره في الحياة، كما ترسم منهجا عمليا للتعرّف الى النفس، وتكشف ما لم يتوصّل اليه علم النفس بعد في مقاربته للإنسان، هذا الكيان العظيم الذي لا يظهر منه للعلم الأكاديمي سوى الجسد، رأس جبل الجليد… عدا عن محاولات علم النفس التي بقيت سطحية في معظم حالاتها.

   تعالج “الهوية الضائعة” بعد النفس البشرية من الكيان الإنساني، هذه النافذة التي يطلّ منها المرء على العالم، هذه الآلة الآدميّة المعقّدة التفاعلات والمتداخلة التأثيرات، هذا البعد الذي منه الشقاء وهو الذي يشقى، ومنه الهناء وهو الذي يهنو.

   ندعو القارئ الى القيام برحلة كشوفات في النفس البشرية من خلال  هذا الكتاب لعلّه يجد فيه ما يقرّبه من هويتّه الأصيلة، ويجيب عن بعض تساؤلاته الغائرة في أعماق وعيه.

شكرا للتعليق على الموضوع